الجزائر

رانيا صالح أصغر مبرمجة كمبيوتر ..من الإعاقة لحلم "غينيس"



رانيا صالح أصغر مبرمجة كمبيوتر ..من الإعاقة لحلم
شهد التاريخ البشري قصص نجاحات تلهم كثيرين، ولعل أكثر هذه القصص تأثيرا تلك التي تتعلق بأشخاص عانوا من صعوبات لكنهم تحدوها ووقفوا أمام كل المعوقات التي واجهوها، لأنهم يؤمنون بأنهم يستطيعون تحقيق أفضل الإنجازات، وهذا ما أثبتته قصص لبعض هؤلاء الأشخاص الذين تركوا أثرا كبيرا على الحياة رغم إعاقاتهم المختلفة.رغم ما يحمله وجهها من ملامح منغولية .. ورغم أن عمرها العقلي لا يتجاوز 5 سنوات و5 شهور، مع أن عمرها الفعلي 17 عاما، إلا أن نظرة عينيها تنم عن ذكاء حاد وعزيمة صلبة بفضلها استطاعت أن تنافس المتخصصين في صناعة البرمجيات، لتحصد العديد من الجوائز المحلية والعربية، ولتمثل مصر في مؤتمرات دولية لمنظمة الصحة العالمية استطاعت في واحد منها تصميم برنامجين خلال خمس دقائق فقط وسط ذهول جميع الحاضرين.هي الطفلة "رانيا صالح محمد"، التي تحدت إعاقتها الذهنية فأثبتت للعالم أن الله حباها بقدر كبير من الذكاء والموهبة العالية والقدرة على التصميم والابتكار في برامج الكمبيوتر.بدأت قصة اكتشاف موهبة "رانيا" عندما اصطحبها والدها، الذي يعمل كهربائي، إلى إحدى مقاهي الإنترنت في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية بمصر حيث تسكن، فما كان منها إلا أن بدأت بالعبث على أجهزة الكمبيوتر بشكل عفوي وتلقائي مع بعض الأطفال أثناء لعبهم، فظهرت مهارتها في تعلم خطوات تشغيل الكمبيوتر والتعامل مع برامجه.لاحظ الأب تعلق ابنته بالكمبيوتر، فبدأ في أخذها إلى مقاهي الإنترنت بشكل مستمر لتلعب كأقرانها من الأسوياء، ولكنه فوجئ في إحدى المرات بأحد العاملين بالمقهى يقول له إن إبنته "المتأخرة عقليا" تجيد بشكل كبير استعمال الكمبيوتر وتتعلمه بسرعة عالية تفوق أقرانها من الأسوياء، بل وتبحث في برامج الجهاز لتصمم ابتكارات خاصة بها.لم يصدق الأب البسيط ما سمعه عن ابنته، وهو ما يصفه بالقول: "كدت أسخر مما يقوله صاحب مقهى الإنترنت عن إبنتي، فكنت أعتقد أن تعلقها بالكمبيوتر فقط من أجل رؤية الصور والرسوم المتحركة أو لسماع الأصوات والأغاني، ولم أصدق ما قاله إلا عندما رأيتها بنفسي تعمل بمهارة عالية على الكمبيوتر؛ فقررت أن أشتري لها جهازا خاصا بها في المنزل حتى لو اقترضت ثمنه؛ فلم أتوقع أبدا أن تكون ابنتي المعاقة ذهنيا ماهرة بهذا القدر في التعامل مع التكنولوجيا".بالفعل تعلمت "رانيا" برامج الكمبيوتر في وقت قصير جدا، لتبدأ مرحلة جديدة في حياتها شعارها "التفوق على الإعاقة"، فدخلت عددا من المسابقات المحلية والعربية المتخصصة في برمجة الكمبيوتر، حصلت فيها على العديد من شهادات التقدير والميداليات، كما قامت بتصميم وابتكار برامج تعليم الحروف والأرقام العربية والإنجليزية لرياض الأطفال الصالحة للتدريس في المدارس.فازت "رانيا" بمسابقات المبرمج الصغير على مستوي الجمهورية أعوام 2006، 2007، 2008، 2009، 2010، ومثلت مصر في مؤتمر منظمة الصحة العالمية لتبادل الخبرات الدولية لذوي الاحتياجات الخاصة في عام 2007، واستطاعت في هذا المؤتمر تصميم برنامجين خلال خمس دقائق وسط ذهول جميع الحاضرين.شاركت كذلك في معرض القاهرة الدولي لتسويق برامج الحاسب الآلي في عام 2007 ومعرض القاهرة الدولي لكتاب الطفل ومؤتمر مبادرة التعليم المصرية الثاني.وفازت في مسابقة المبدع العربي الصغير في النشر الإلكتروني التي ينظمها الإتحاد العربي للنشر الإلكتروني على مستوى الوطن العربي هذا العام.ومع هذا النجاح والتميز الذي حققته، تحلم "رانيا" بأن تحظى بمنحة دراسية أو برنامج تعليمي خاص يطور من إمكانياتها وينمي عبقريتها في هذا المجال، خاصة أنها أصبحت تتنافس مع المتخصصين في صناعة البرمجيات.كما تحلم بالإنضمام إلى "موسوعة غينيس للأرقام القياسية" باعتبارها أصغر طفلة في العالم، معاقة ذهنياً، تجيد تصميم برامج الحاسب الآلي، بل وأصغر مدربة في هذا المجال.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)