لم يقتصر إنجاب النجوم الكروية في أمريكا الجنوبية على البرازيل والأرجنتين، لتكسر كولومبيا هذه القاعدة بنجم المهارة سمته والحس التهديفي أهم صفاته، جعلته كابوس المدافعين ومرعب كبار الحراس، ليدخل تاريخ كرة القدم من أوسع أبوابها بأهدافه الحاسمة وتتويجاته المتعددة، ويخطف قلوب عشاق الساحرة المستديرة رغم ما تزخر به من نجوم عديدة.
سميّ فالكاو تيمّنا بنجم الكرة البرازيلية السابق
ولد نجم أتليتكو مدريد رادميل فالكاو في العاشر من شهر فيفري سنة 1986 في مدينة “سانتا مارتا” بكولومبيا، ويعود سر تسميته بهذا الاسم من قبل والده ، تيمنا بنجم الكرة البرازيلية السابق روبيرتو فالكاو في سنوات السبعينيات الذي صنع أفراح منتخب السامبا والعديد من الأندية الأوروبية في هذه الفترة، لتتحقق أحلام والده برؤية ابنه يصول ويجول في ميادين كرة القدم حاصدا الألقاب والتتويجات المحلية والأوروبية.
والده من زرع حبّ كرة القدم فيه
يعود السبب وراء عشق رادميل فالكاو لكرة القدم إلى والده روبيرتو، الذي كان لاعبا سابقا في صفوف منتخب بلاده، حيث شجعه كثيرا من أجل ممارستها، و كان حلمه أن يرى ولده نجما في سماء الكرة العالمية، حيث قال فالكاو في أحد تصريحاته في هذا الشأن: ” والدي كان دائما بجانبي بنصائحه ودعمه الكبير ما جعلني أحب كرة القدم وأعشقها كثيرا”.
أكاديمية “ميلوناريس” الكولومبية من صقلت موهبته الكروية
بعد ممارسته لكرة القدم رفقة العديد من أصدقاء حيه في شوارع مدينة “سانتا مارتا” الكولومبية، قرر والد فالكاو إدخاله إحدى المدارس الكروية في هذه المدينة، فكانت مدرسة “فير بلاي” السباقة للتعرف على موهبته الكبيرة التي كان يتمتع بها، قبل أن يقرر والده دمجه مرة أخرى في أكاديمية “ميلوناريس”، التي تدرج في صفوفها لخمس سنوات كاملة.
نادي ريفربلايت الأرجنتيني أولى محطاته الكروية
بعد التألق الكبير في أكاديمية بلده، كان لزاما على النجم الكولمبي مغادرتها لخوض غمار منافسات كرة القدم في أحد الأندية، لينظم لنادي ريفربلايت موسم 2001-2002 وعمره لا يتعدى 15 سنة، ليكون أولى محطاته الاحترافية، حيث لعب في صفوفه الصغرى قبل أن يتم ترقيته موسم 2005 للفريق الأول نظرا لآدائه الكبير والمستوى الباهر الذي أبان عنه.
فالكاو تألق بشكل لافت في أولى مبارياته مع هذا النادي
شهدت أولى مباريات النجم الكولومبي رادميل فالكاو مع ناديه الأرجنتيني إحرازه لهدفين، جعله يضمن مكانة أساسية في الفريق بصفة رسمية، ويصبح النجم الأول لجماهير ريفربلايت والورقة الرابحة لمدرب الفريق الذي أثنى على مردوده كثيرا في هذا اللقاء، حيث رأى فيه اللاعب الكبير الذي بإمكانه قيادة الفريق لإحراز البطولات المحلية والإقليمية الكبرى.
غادر ريفربلايت والتتويج بلقب الدوري الأرجنتيني أهمّ إنجازاته
واصل فالكاو تألقه مع ناديه الأرجنتيني حيث قاده للتتويج بلقب الدوري الأرجنتيني سنة 2008، حيث كان أولى حصاده للألقاب على مستوى مسيرته الكروية، ليغادره الموسم الموالي والنجاح الكبير الذي حققه رفقة النادي السمة البارزة التي طبعت مسيرته التي استمرت خمس سنوات كاملة، بعد أن سجل 49 هدفا في 109 لقاء خاضها مع النادي.
بورتو يخطف الموهبة الكولومبية بعد معركة مع عديد الأندية
بعد الفترة الطويلة من التألق في ملاعب أمريكا الجنوبية بصفة عامة و الأرجنتينية بصفة خاصة، كان لزاما على النجم الأرجنتيني فالكاو خوض تجربة احترافية خارج أمريكا اللاتينية، لينظم في صيف 2009 لنادي بورتو البرتغالي بعد منافسة كبيرة بين العديد من الأندية على غرار مواطنه بنفيكا والنادي الإسباني سرقسطة، مقابل خمسة ملايين أورو بعقد يمتد لخمس سنوات.
النادي البرتغالي فتح له أبواب النجومية على مصراعيها
رغم أن الموسم الأول له مع بورتو لم يكن في مستوى تطلعاته، في المنافسات الأوروبية التي خاضها رفقة ناديه، إلا أنه شهد تألقه على المستوى المحلي بعد نيله كأس البرتغال والسوبر سنة 2010، إلى جانب إحرازه لعديد الأهداف الحاسمة لناديه في هذا الموسم حيث سجل 34 هدفا في 48 مباراة خاضها منها أربعة أهداف في رابطة الأبطال، ما جعله أكثر تصميما على بذل المزيد مع بورتو في الموسم الموالي.
فالكاو يقود بورتو للتتويجات الأوروبية والمحلية
كان الموسم الثاني للنجم الكولومبي فالكاو رفقة فريقه بورتو أكثر من رائع حيث صنع لنفسه ولفريقه المجد الكروي معيدا بذلك بريق النادي البرتغالي المفقود لسنوات عديدة، بقيادته لإحراز العديد من الألقاب، على غرار تتويجه بكأس الدوري الأوروبي، إلى جانب الهيمنة على ألقاب الكرة البرتغالية من كأس وبطولة وسوبر.
أتليتكو مدريد يضم فالكاو بصفقة قياسية أدخلته تاريخ النادي
بعد موسمين حافلين بالألقاب المحلية والأوروبية رفقة بورتو، غادر فالكاو هذا النادي صيف 2011، باتجاه نادي العاصمة الإسبانية أتليتكو مدريد بصفقة قياسية قدرت ب40 مليون أورو، بعقد يمتد لخمس سنوات، جعله يدخل تاريخ نادي العاصمة الإسبانية حيث لم يسبق له إنفاق هذا المبلغ على أي لاعب من قبل لتحتشد آلاف الجماهير في ملعب فيسنتي كالديرون معقل نادي أتليتكو مدريد، أثناء عرضه من قبل إدارة النادي.
واصل التألق والإبداع بتتويجه بلقب الدوري الأوروبي رفقة أتليتكو مدريد
حقق النجم الكولومبي رادميل فالكاو نجاحا باهرا في أول مواسمه مع أتليتكو مدريد المنضم إليه الصيف الماضي من بورتو، بعدما توج للمرة الثانية على التوالي بلقب الدوري الأوربي بعدما قاد ناديه لإحراز لقب هذه المنافسة، في المباراة النهائية أمام بيلباو، التي شهدت تألقا كبيرا للنجم الكولومبي بتسجيله لهدفين في هذه المباراة، مانحا لقب المنافسة لنادي العاصمة الإسبانية.
تتويجه بالأوروبا ليغ كان خير ردّ على المشككين في نجاحه
وجه فالكاو بتتويجه بالدوري الأوروبي رفقة ناديه أتليتكو مدريد ضربة موجعة لكل المشككين في قدرته على مواصلة نجاحاته التي بدأها في بورتو الموسم الماضي، على غرار رئيس نادي هذا الأخير الذي اعتبر انتقاله لنادي العاصمة الإسبانية خطوة نحو الوراء، حيث قال في هذا الشأن عقب رحيله عن صفوف فريقه: “سيعود خطوة إلى الوراء في مسيرته الرياضية بانضمامه لفريق لا يفوز بشيء”.
فالكاو: “أتيت إلى أتليتكو من أجل الانتصارات وقد تحقق ذلك”
وجه المهاجم الكولومبي راداميل فالكاو الشكر إلى باقي زملائه بالفريق على مساعدته في تقديم موسم رائع مع أتليتكو، الذي توج بإحراز لقب الدوري الأوروبي، حيث قال لوسائل الإعلام في هذا الخصوص: “انتقلت إلى أتيلتيكو مدريد من أجل الانتصارات وقد تحقق ذلك، أود توجيه الشكر لزملائي وأعضاء الجهاز الفني والمسؤولين بالنادي، حققت هذا الفوز من أجلهم ومن أجل جميع مشجعي أتليتكو”.
تتويجه ببطولة الدوري الأوروبي وهدّافها، مرتين متتاليتين أدخلاه التاريخ
دخل فالكاو تاريخ الكرة الأوروبية من أوسع أبوابها، فإضافة إلى تتويجه مرتين متتاليتين لمسابقة الدوري الأوروبي، رفقة ناديين مختلفين توج هداف لهذه المنافسة وفي مناسبتين متتاليتين أيضا، حيث أمضى الموسم الماضي 17 هدفا رفقة بورتو، في حين سجل هذا الموسم مع ناديه أتليتكو مدريد 12 هدفا، جعله يدخل تاريخ هذه المسابقة ويكتب اسمه بأحرف من ذهب كأول لاعب يحقق ذلك منذ نشأة هاته المنافسة.
النجم الكولومبي حطم الرقم القياسي للأسطورة الألمانية كلينسمان
يعتبر نجم أتليتكو مدريد رادميل فالكاو صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في بطولة الدوري الأوروبي في نسخة واحدة، حيث حقق ذلك الموسم الماضي رفقة ناديه البرتغالي بورتو حين سجل 17 هدفا في هذه المسابقة في الموسم الماضي، محطما الرقم القياسي السابق الذي كان بحوزة الأسطورة الألمانية يورغن كلينسمان الذي أحرز 15هدفا موسم 1995-1996، مع بايرن ميونيخ.
أنهى موسمه الحالي ثالثا في ترتيب أحسن هدافي “الليغا”
أنهى فالكاو موسمه الحالي على مستوى الدوري الإسباني باحتلاله للمركز الثالث في ترتيب هدافي هذه البطولة برصيد 24 هدفا، خلف كل من النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، مركز يعتبر إنجازا كبيرا للنجم الكولومبي كونه تفوق على أسماء عديدة على غرار مهاجمي النادي الملكي الأرجنتيني هيغواين والفرنسي كريم بن زيمة.
فالكاو:” حلمي الآن التتويج برابطة الأبطال”
بعد إحرازه بطولة الدوري الأوروبي لمرتين متتاليتين أعرب النجم الكولومبي رادميل فالكاو عن حلمه في التتويج بلقب رابطة الأبطال في المواسم القادمة سواء رفقة ناديه الحالي أتليتكو مدريد أو مع فريق آخر، حيث قال في تصريحات لوسائل الإعلام في هذا الخصوص: ” حلمي الآن التتويج بلقب رابطة الأبطال، فهي تمثل لي الكثير لكونها البطولة الكبرى على المستوى العالمي”.
عديد الأندية ترغب في ضمه وأبرزها تشيلسي
بعد الموسم الكبير الذي أداه رفقة ناديه أتليتكو مدريد، جعل كبار الأندية الأوروبية ترغب في ضمه الصيف المقبل على غرار نادي تشيلسي الإنجليزي الذي عرض على نادي العاصمة الإسبانية مبلغ 15 مليون أورو بالإضافة إلى مهاجمه الإسباني توريس، وسيواجه النادي اللندني منافسة كبيرة من كبار الأندية الطامحة في ضمه على غرار مواطنه مانشستر سيتي، وعملاقي إسبانيا برشلونة وريال مدريد، ما قد يجعل الموسم الحالي الأخير لفالكاو في صفوف ناديه أتليتكو مدريد.
توّج رفقة المنتخب الكولومبي للناشئين بكأس العالم وكوبا أمريكا
تألق نجم أتليتكو مدريد مع منتخب بلاده للفئات الصغرى، من خلال تتويجه بلقب كوبا أمريكا سنة 2005،التي استضافتها بلاده متقدما على المنتخب البرازيلي الذي حل ثانيا والمنتخب الأرجنتيني الثالث، إلى جانب إحرازه لقب كأس العالم في ذات السنة التي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية بعد قيادته لمنتخبه للتفوق على المنتخب الأرجنتيني في المباراة النهائية.
لكن مشواره مع المنتخب الأول شهد عديد الانتكاسات
كانت بداية فالكاو مع المنتخب الكولومبي الأول سنة 2007 عندما كان لاعبا في صفوف ريفر بلايت الأرجنتيني، في مباراة الجبل الأسود حيث شهدت إمضاءه أولى أهدافه الدولية في هذا اللقاء، الذي كان محطة تحضيرية للمنتخب لبطولة كوبا أمريكا، لكن منتخب بلاده لم يكن موفقا في تلك البطولة وكذلك فالكاو، حيث خرجوا من الدور الأول، والأكثر من ذلك عجز رفقة منتخب بلاده عن الظفر بتأشيرة التأهل لمونديال 2010 الذي استضافته جنوب إفريقيا.
معاناته مع كولومبيا استمرت في كوبا أمريكا سنة 2011
جاءت كوبا أمريكا 2011 لفتح صفحة جديدة لفالكاو مع المنتخب الكولومبي، خاصة وأنه جاء من تتويج مع بورتو بكأس الدوري الأوروبي والعديد من البطولات المحلية، لكن جرت الرياح بما لا تشتهيه السفن بعد خروجه من الدور ربع النهائي بعد الانهزام أمام المنتخب البيروفي بهدفين لصفر، ليخرج رفقة منتخب بلاده خالي الوفاض من هذه المسابقة، مكتفيا بتسجيل هدفين في هذه البطولة.
الجماهير الكولومبية تعلق آمالا كبيرة عليه لقيادة المنتخب للمشاركة في مونديال 2014
ما مضى سيصبح في طي النسيان، خاصة وأن المنتخب الكولومبي يسعى جاهدا لتقديم كل ما بوسعه من أجل التأهل للمونديال القادم التي ستحتضنه البرازيل سنة 2014، حيث سيسعى نجم المنتخب فالكاو لقيادة منتخب بلاده لهذه البطولة الكبرى التي تعتبر الحلم الكبير للجماهير الكولومبية، يذكر أن فالكاو شارك مع منتخب بلاده في 36 مباراة سجل من خلالها ستة أهداف فقط.
وقع عقدا إعلانيا لأحد البنوك في كولومبيا
وقع الهداف الكولومبي رادميل فالكاو على عقد إعلاني يصير بموجبه الواجهة الدعائية لفرع مصرف “بي بي في إي”، وقال الناطق باسم المصرف ماوريسيو فلوريس، أن العقد يمتد لعام واحد قابل للتجديد بين الطرفين، وعن سبب اختياره لنجم أتليتكو مدريد قال الناطق الرسمي: ” فالكاو بطل قومي يمثل قيم الانضباط والطموح والعمل بجد”.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/05/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الخبر الرياضي
المصدر : www.elkhabarerriadhi.com