ضغوط أولياء تتسبّب في انتحار و هروب تلاميذ
انتقد رئيس شبكة ندى لحماية الطفولة عبد الرحمان عرعار الضغوط التي يمارسها الأولياء على الأبناء لتحقيق أعلى العلامات، مما يدفع ببعضهم إلى الفرار من البيت أو الانتحار، مؤكدا على ضرورة إطلاق حملة تحسيسية للحد من الظاهرة، في حين اقترح مصطفى خياطي مضاعفة عدد المختصين النفسانيين على مستوى المؤسسات التعليمية للتكفل بفئة الراسبين والذين يعانون صعوبات في التعلم.
أكد رئيس شبكة ندى في تصريح للنصر بأن الضغوط التي يمارسها الأولياء على الأبناء لا تتزامن فقط مع الامتحانات الفصلية، بل هي تستمر طيلة الموسم الدراسي، وكأن النتائج الدراسية هي محسومة مسبقا، إذ يلجأ بعض الآباء إلى مطالبة أبنائهم بتحقيق معدلات محددة، مع مقارنتهم بزملاء لهم في القسم، مما يجعل الطفل أو التلميذ بصورة عامة يدخل في حالة من الغيرة أو التنافس التي تؤثر فيما بعد على وضعه الصحي والنفسي، في حين أن الغرض من الدراسة هو التحصيل العلمي وتحقيق النجاح على المدى الطويل، من خلال الانتقال إلى الأقسام الموالية وبلوغ مرحلة اجتياز شهادة البكالوريا.
وقال رئيس شبكة ندى إنه يستحيل الحكم على نجاح أو إخفاق الطفل بما يحصل عليه من معدل خلال الدراسة، لأن مستوى الأداء يختلف من مادة إلى أخرى، كما أن استعدادات التلاميذ متباينة، وأن الهدف من التعليم ليس فقط العلامات المحصل عليها في الامتحانات الفصلية، وإنما أيضا القيم التي يتم تلقينها للمتمدرس، إلى جانب التربية والأخلاق والحس المدني، مؤكدا بأن توعية الأولياء بضرورة توفير الرعاية النفسية للطفل المتمدرس يتطلب توفير الفضاء الملائم لتحقيق هذا الهدف، وكذا مواصلة العمل خلال العام الدراسي، وليس فقط حين الإعلان عن النتائج. ومن جهته كشف رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد عن لقاء يجمع اليوم وزيرة التربية نورية بن غبريط بالشركاء الاجتماعيين لتقييم النتائج الفصيلة حسب المواد والمستويات التعليمية، لمعرفة مواضع الخلل والصعوبات التي تواجه التلاميذ، بغرض العمل على معالجتها عن طريق الأستاذ وبإشراف مفتشي المواد، وشدد المتحدث على أهمية المرافقة البيداغوجية للتلميذ من قبل الأولياء أو المحيط المدرسي، عوض محاسبته عند الكشف عن النتائج المدرسية، وتعريضه إلى التوبيخ أو إلى التجريح والتعنيف اللفظي، لكونه لم يوفق في الوصول إلى العلامات التي كان يرجوها الآباء، مما يدفع ببعض التلاميذ خاصة المراهقين إلى مغادرة البيت أو إلى الانتحار للتخلص من الضغوط النفسية التي تظل تلاحقهم من قبل المحيط الأسري. وطالب خالد أحمد الأساتذة بضرورة العمل على رفع معنويات التلميذ، وتحفيزه على العمل أكثر، مع الاستعانة بالمستشارين النفسانيين بالمؤسسات التربوية لمساعدة التلاميذ على تخطي المشاكل التي تعترضهم، وتحول دون تمكينهم من التركيز والمثابرة في الدراسة، كما حث الأولياء على التخلص من عقلية اقتناص العلامات على حساب الصحة النفسية لأبنائهم، معتقدا بأن أكبر نسبة من الضغوط النفسية تمارسها الأمهات اللواتي أضحين يؤمن بالعلامات التي يحققها أبناؤهم، بدل الاهتمام بالتحصيل العلمي.
وضم البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث صوته إلى صوت رئيس جمعية أولياء التلاميذ، داعيا من جهته إلى توظيف عدد إضافي من الأطباء النفسانيين من قبل قطاع التربية الوطنية، مع تكوينهم في مجال الطب المدرسي لمرافقة التلاميذ، خاصة المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية، موضحا بأن كثيرا من الأطفال يضطرون إلى مغادرة البيت الأسري دون إشعار الأولياء، في حين أن الحوار الأمثل يكمن في التشجيع على الحوار ما بين أفراد الأسرة، عوض تبني أسلوب التعنيف والسب والشتم، كما هو معمول به في بلدان أوروبية، حيث يتم مناقشة الصعوبات التي تواجه الطفل في المدرسة في جو هادئ ومريح، ليتم بعدها مرافقة التلميذ خلال الموسم الدراسي للوصول به إلى أعلى المستويات.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/12/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : لطيفة
المصدر : www.annasronline.com