الجزائر

رئيس اللجنة الولائية للتضامن مع الشعب الصحراوي: آن الأوان لأن يعود الأفلان إلى جادة الصواب و لأحضان "الشعب"



رئيس اللجنة الولائية للتضامن مع الشعب الصحراوي: آن الأوان لأن يعود الأفلان إلى جادة الصواب و لأحضان
على قادة "الأفلان" أن يغيروا "الذهنيات" بما يخدم الأهداف الوطنية والقضايا العادلة
( الأفلان الذي كان يقود القيم و المبادئ أصبح اليوم يقاد في بعض المواقع )
قال مولود مزاودة رئيس "اللجنة الولائية للتضامن مع الشعب الصحراوي" و منتخب سابق مكلف بالإعلام بالمجلس الشعبي الولائي عن حزب جبهة التحرير الوطني العهدة السابقة 2007-2012 إن قراءة أي مناضل قديم في جبهة التحرير الوطني و للواقع الراهن طغى عليه طابع التشاؤم، لأن الأوضاع النظامية و السياسية في حزب جبهة التحرير الوطني لا تسمح التعاطي الإيجابية مع الأحداث الراهنة داخليا و خارجيا،
حيث لم يعد الأفلان قوة مؤثرة في صناعة الأحداث، و لم يعد أداة لتحريك المجتمع منذ المؤتمر التاسع إلى حين عاش الحزب في التعددية السياسية فترة من الجمود و الركود، أدت إلى إحداث تغيرات غير مدروسة في الخراطة العامة للمناضلين، و استغلت قوى المال و الأعمال الظرف الذي يمر به الحزب للتغلغل و الاندساس و اختلالها بعض المواقع الحساسة المؤثرة محليا و وطنيا، و هذا مما اضعف قوة الحزب سياسيا و جعل الحزب العتيد بسير في ركاب تجارب بعض الأحزاب في الدول مثل حزب التجمع التونسي المحل و التجمع الديمقراطي المصري المقبور.
وكمناضل قاعدي قال مولود مزاودة من غير المنطقي أن يتزاوج المال و السياسة، مستشهدا في ذلك بمواقف الرئيس الراحل هواري بومدين عندما خير رفقاءه بين "الثروة و الثورة" ، لأن جبهة التحرير الوطني الأصيل هو حزب له إيديولوجيته و له مفهوم اقتصادي و اجتماعي، و له أهدافا تحررية، فبعد معركة التحرير و التعمير، جبهة التحرير الوطني كان يجب عليها اليوم أن تواصل عملية تحرير العقول و تحرير الإرادات المخلصة و تغيير الذهنيات، بما يخدم الأهداف الوطنية المجسدة في المواثيق التاريخية لجبهة التحرير الوطني ، بدءًا من بيان أول نوفمبر 54 الخالدة، و هذا يتناقض مع الحملة الشرسة التي تقودها أطراف لاحتواء جبهة التحرير الوطني و استغلال طهاة و نقاوة هذا الحزب، لتحقيق مآرب مادية فيما يسمى استغلال "الريع" واحتكار شعار الجبهة المقدس ( FLN) لتكديس الثروة المادية لصحاب المصالح، الذين تسللوا لهياكل و هيئات الحزب، و بحسب مزاودة فإن العودة إلى المنابع الأصيلة لجبهة التحرير الوطني هو الملجأ الوحيد لتقوية و تفعيل هذا المنبر الوطني الأصيل، ليساهم مع باقي الأحزاب الوطنية في دفع عجلة التنمية على جميع الأصعدة، و يعيد جبهة التحرير لريادة "القوى الطلائعية"، و التأثير إيجابا في الأحداث.
وبصفته رئيس اللجنة الولائية للتضامن مع الشعب الصحراوي، أشار المتحدث بالقول أنه في السنوات الأخيرة لاحظنا غياب كلي لصوت "الأفلان" في الدفاع عن القضايا العادلة في المنطقة و في العالم ككل، خاصة قضية "الصحراء الغربية" و "فلسطين" كقضايا مركزية في الفكر الجبهوي، و كذلك موقفه (أي الأفلان) من الصراع الدائر في العالم العربي بين ما يسمى ب: "الربيع العربي" و استغلاله من قبل قوى رجعية و أطماع استعمارية، لتدمير المنجزات الكبرى التي تحققت في بعض البلدان العربية خاصة مصر و سوريا، و إعادة اليمن الشقيق و ليبيا إلى سنوات التخلف، كذلك ظل صوت حزب جبهة التحرير الوطني تشوبه الضبابية فيما يحاك ضده من مؤامرات لضرب استقرار الجزائر من طرف وكلاء أمريكا في الخليج.
وكمناضل قاعدي قديم في حزب جبهة التحرير الوطني الذي رأسماله "الكلمة" الحرة و المواقف النبيلة كما قال، يرى مولود مزاودة فإن الأفلان لم يمر في حياته بمرحلة ضعف وهو ان بقدر ما يعيشه اليوم، بحيث لم يتحرك بعد مؤامرة عين أمناس ( القاعدة الغازية)، لأنه - أضاف- من غير الممكن لحزب وطني أن يلتزم الصمت أولا و لا يبدي موقف صريحا من أحداث، و لم يحرك القواعد النضالية عبر الوطن للتضامن و التآزر مع موقف الجيش الوطني الشعبي الجبّار الذي رفض ابتزاز جماعات إرهابية حاولت المس بقوة ومصداقية أغلى ما يملكه الجيش الوطني الشعبي.
وأكد مولود مزاودة أن الأفلان الذي كان يقود القيم و المبادئ أصبح اليوم يقاد في بعض المواقع من رجال المال و الأعمال الذين لهم برامج أخرى و أفكار أخرى و رؤى أخرى قد تكون متناقضة مع مبادئ الحزب المتوارثة عبر الأجيال، بل تحاول إفراغ هياكل و هيئات الحزب من العناصر بالمؤمنة الغيورة على وحدة الوطن و ممّا تبقّى من مجاهدين أشاوس و عناصر من الأسرة الثورية رفضت الرحيل عن حزب الآباء و الأجداد، و أمام المخاطر المحدقة التي تهدد مستقبل الحزب ، فإنه آن الأوان قال مزاودة لإعادة التلاحم القوي بين الأجيال داخل الحزب، و بعودة الحزب إلى جادة الصواب و الدفاع عن المصالح المادية و المعنوية للطبقات الفقيرة، و إعادة الحزب لأحضان الشعب عبر القرى و المداشر حتى نبقى نفتخر بأننا من جيل ديدوش مراد و عميروش و كل شهداء الجزائر.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)