الجزائر

رؤية أخرى للجريمة..



رؤية أخرى للجريمة..
منذ تاريخ جنازة المرحومة " شيماء"، التي اختطفت و قُتلت بأبشع طريقة، شهر ديسمبر المنصرم، عندما كان العالم كله يحتفل بقدوم سنة جديدة، إلى حادثة قالمة أمس الأول، أين تعرضت تلميذة في الثالثة عشر من عمرها بمتوسطة صالح مخلوفي إلى الاختطاف، تكاد جريمة اختطاف وقتل الأطفال في الجزائر تتحول إلى مسلسل طويل ينافس "المسلسلات" التركية التي خدرت الشعوب والحكومات المتخلفة مثلنا.
منذ حادثة شيماء، تكررت عمليات الاختطاف بالطريقة نفسها، ولكن في أماكن متعددة، ويقي الثابت في هذا المسلسل، تصريح الجهات الرسمية التي تطلع كل مرة بجملة مستنسخة عن تصريح الجريمة السابقة... " العدالة ستضرب بيد من حديد" !
الملاحظ أيضا أنه منذ حادثة الطفلة شيماء التي أبكت الجزائر كلها، أصبح اختطاف الأطفال في الجزائر، بمثابة برنامج وطني، يسير جنبا إلى جنب البرنامج التنموي الذي تسهر الحكومة على تنفيذه، ولكن لا أحد تساءل لماذا أضاف الجزائريون إلى رصيدهم هذا النوع من الجرائم، ومن هم هؤلاء المجرمون الذين اختاروا اختطاف الأطفال؟ بمعنى آخر، هل يرتبط هذا النوع من الجرائم بتوسع رقعة الفقر، أو بسبب تفكك المجتمع الذي غاب فيه التعايش، وهيمن على أفراده التنافر والتباعد، أو لأسباب أخرى؟
لست في مقام الإجابة عن هذه الأسئلة، ولكن الذي أعرفه أن مثل هذه الجرائم لم تظهر في تاريخ الجزائر- على الأقل التاريخ الذي يوافق عمري- إلا في مرحلة تميزت بملاحظتين، الأولى استقواء السلطة على الدولة، والثانية، انتشار رقعة الفساد، وقد يكون للمفسدين دور في مثل هذه الجرائم لتلهية الرأي العام، فينسى الفساد وينشغل بجرائم الاختطاف، وهذا الذي يحدث في الجزائر بالضبط !


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)