الجزائر

رؤساء في عين الإعصار



رؤساء في عين الإعصار
إذا اعتمدنا على بعض تصريحات رؤساء الأندية الذين قرروا الانسحاب من التسيير وترك مناصبهم للآخرين، هل يمكننا القول إن رياح التغيير الذي كان من المفترض أن يحملها مشروع الاحتراف الذي رأى النور منذ عامين قد هبت هذه المرة، وستحدث القطيعة مع ممارسات بالية عشعشت في جسم الكرة الجزائرية، وكان أبطالها رؤساء نصبوا لعشريات كاملة من الزمن أوصياء على أندية ولم تزعزهم النكسات المتواصلة التي هزت كيانهم، حيث نجحوا في كل مرة في التصدي لموجة الغضب والانتقادات التي طالت أساليب تسيير الأندية.
ولو حاولنا عبثا تعداد المرات التي فيها رؤساء بعض الأندية يتجاوز بكثير كما حققه هؤلاء المسيرين مع أنديتهم من نتائج وألقاب، بل هناك من مكث على رأس الفريق سنوات طويلة دون أن يتذوق معه طعم التتويجات، وتأقلم مع كل الأوضاع والمراحل التي مرّ بها النادي، فكم من رئيس عايش سقوط فريقه على الأقسام الدنيا، ومع ذلك لم ينسحب ولم يحمّل نفسه مسؤولية ما يحدث لناديه. وعلى العكس من ذلك، فقد نجح العديد من الرؤساء في إيجاد التبريرات والحجج للاستمرار في تسيير نواديهم، مع تجديد الوعود بإخراجها من وضعياتها الحرجة.
ولم يخرج هذا الموسم عن سابقيه، حيث طالعتنا الأخبار عن انسحاب رئيس إتحاد البليدة زعيم بعد فشل فريقه في الظفر بورقة الصعود. وللأمانة، علينا أن نقر بأن هذا الرئيس يوجد في خانة الرؤساء الذين أعلنوا في هكذا مناسبة تخليهم عن الرئاسة، لكن سرعان ما يغير موقفه بمجرد مرور العاصفة ويعود إلى أحضان الفريق بمعنويات أخرى ومشاريع أخرى ومعطيات تختلف عن تلك التي قدمها في الماضي.
والأمر نفسه حدث في نادي جمعية الخروب التي توجد في وضعية حرجة للغاية بعد سلسلة النتائج السلبية التي سجلتها في الجولات الأخيرة منها الهزيمة النكراء التي تعرّضت لها أمام شباب باتنة عندما انهزمت بثلاثية فوق ميدانها، وهي الهزيمة التي عقدت من مأموريتها في ضمان البقاء ضمن أندية القسم الأول المحترف، لقد انسحب رئيس الخروب وتم الاستنجاد بالرئيس السابق حسان ميلية الذي سيترأس النادي بالنيابة ولفترة قصيرة، ولسنا ندري هل ستبقى الأمور على حالها أو ستحدث القطيعة.
ووسط هذه المستجدات التي حملتها نهاية الموسم الكروي، يبقى التساؤل قائما حول مصير رئيس شبيبة القبائل الشريف حناشي، الذي يعيش أحلك أيامه بعد القبضة الحديدية التي ميزت مسيرته مع العارضة التي تطالب اليوم برحيله من غير عودة!




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)