احتفل أمس العالم بيوم القدس وهو اليوم الذي تقف كل الشعوب المساندة للقضية الفلسطينية في وجه العدو الاسرائيلي الذي يعمل منذ أول مؤتمر صهيوني سنة 1897 على تهويد القدس لجعلها عاصمته الأبدية كما يزعم .
اذ لا يخف الكيان الصهيوني " ما يدور في رأسه من أفكار ومخططات " فيما يخص الاستلاء على فلسطين والقدس بالذات . وتتلخص خطته في تهجير سكان القدس طوعا أو كرها وتفريغها من كل الطوائف والعقائد ،وتدمير كل المعالم الدينية والأثرية التي توحي بوجود حضارة شعب فلسطيني والعمل على اعادة بناء القدس واعمارها بهندسة " يهودية " توهم الأجيال الجديدة والقادمة أنها فعلا يهودية وقد تعددت محاولات العدو الاسرائيلي في تطبيق مجموعة من المخططات والاساليب نذكر من بينها :
الحفريات التي قام بها تحت المسجد الاقصى لتهديمه ،والاستيلاء على حائط البوراق والزعم أنه من المقدسات اليهودية تحت مسمى " حائط المبكى" ،دعم الميلشيات الاستيطانية للاعتداء على السكان الأصليين ،اقامة الحواجز الثابتة والمتحركة ، بناء الجدار العنصري الفاصل ، ملاحقة المقاومين والمناضلين ، اعادة سجن كل من يفرج عنه مرة ثانية للسجن ، تدنيس وتحطيم المقدسات ، نبش المقابر ، تهديم البيوت ، قلع الأشجار ، الابعاد القصري ، منع البناء ، تحويل منابع المياه..
ما يزال الكيان الصهيوني يبتكر أساليب ومضايقات ضد الفلسطينيين بصفة عامة والمقدسيين بصف خاصة ،فاخر ابتكار له لا يصدقه العقل هو تدريب الكلاب على مهاجمة المتظاهرين الذين يرددون "الله اكبر" وذلك في ابشع صور العنصرية والدناءة.
انهم يسابقون الزمن لتهويد القدس بالأخص والعالم الاسلامي يتفرج ،وكأنه لا يهمه الأمر أو أنه لا يعنيه ، ما عدا القلة التي تعمل على مد يد العون لتمكين الشعب الفلسطيني من الصمود والثبات في وجه عدو أقل ما يقال عنه انه متغطرس لا يعرف إلا لغة القوة والقهر والإذلال وهذا ما كرسه نهاية الاسبوع عندما اقتحام باحة القدس الشريف للنيل منه انها ترجمة صهيونية لا فعالهم بمقدسات فلسطين يتزامن هذا مع قبول بعض العرب فكرة تبادل بعض الأراضي الفلسطينية والتنازل عن حق العودة . وفي أخر البدع السياسية التي أطل بها علينا العم سام تحت عباءة بحث مبدأ "الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية" استكمالا لما تم الموافقة عليه منذ 20 سنة في مفاوضات اوسلو ليعاد مبدأ سيناريو التنازل على ما تبقى من القضية الفلسطينية ،التي لا تقبل التنازل ولا التفاوض و ليس من حقه أحد التنازل على الأرض المباركة التي اتمننا عليها الله سبحانه وتعالى نحن المسلمين جميعا للدفاع عنها وبالخص أرض الرباط القدس الشريف مهد الانبياء الذي سنسأل عنها يوم القيامة – لماذا ضيعتم القدس ،ماذا قدمتم للمسجد الاقصى ثالث الحرمين الشريفين.
فمن المفروض ان نكون أولى أولويات كل مسلم هي تحرير القدس مهما كانت جنسيته أو موقعه الاجتماعي- حتى لو كان باراك أوباما في حالة اعتناقه الاسلام فانه سيسأل –ليس من حق أحد التنازل عن فلسطين لانها تعد مكرمة من الله سبحتنه وتعالى على كل مسلم غيور على دينه ومقدساته ان يحتفظ بها ويصونها باعتبارها وديعة لكل الأجيال.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/05/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : محمد شرقي
المصدر : www.eldjoumhouria.dz