رأينا/ زمن القسم المتنقل!

كانت خرجة الوزير الأول في الندوة الوطنية التي عقدت، مؤخرا، بمناسبة الدخولي المدرسي لرسم السنة الجديدة، مثيرة للتساؤل والغضب في الوقت نفسه، بسبب التصريحات التي اعتبرها العارفون بالقطاع غير منطقية، وتنم عن عدم وجود أي تصور لمشروع مستقبلي للمدرسة الجزائرية في ذهن السلطات.وفي السياق نفسه، جاءت المعاينة الميدانية التي قدم نتائجها مجلس ثانويات الجزائر، أمس، لدحض كل تصريحات وزير التربية بخصوص مسألة الاكتظاظ. ففي الوقت الذي يقول الوزير إن متوسط الكثافة في الأقسام بالمناطقة الحضرية الجديدة التي تعرف تفاقم الظاهرة بسبب ورشات البناء، محددة ب 40 تلميذا في القسم الواحد - علما أن المعيار العالمي المعمول به دوليا يحددها ب 25 - لكن تقرير "الكلا" يؤكد على تفاقم معاناة الطاقم المدرسي هذا العام إلى درجة عودة الأقسام المتنقلة والجداول المؤقتة.
طرح الوزيرين، الأول ووزير قطاع التربية، يبين الهوة التي تفصل هذا القطاع عن مسؤوليه. فإذا كان الثاني غير مدرك لأرقام وإحصائيات السلك الذي يرأسه، فإن الأول يعتقد أن أكبر مشاكل القطاع هي الاهتمام ب«الشعري" على حساب التقني، وهو بعيد كل البعد، ليس في الطرح، وإنما لأن هذا القطاع - للأسف - ما زال لم يبلغ هذا المستوى الراقي من المشاكل التي يتحدث عنها سلال، وإنما مازال التلاميذ يصارعون فيه من أجل الحصول على مقعد من 60 أوأزيد، فيما سيناضل الأساتذة بعيدا عن حقوقهم الاجتماعية.. سيناضلون لمعرفة مكان القسم الذي سيلقون فيه درسهم؟