على بعد بضع دقائق، من مواجهة المنتخب الجزائري، للكامرون، ضمن رحلة التأهل لمونديال روسيا، حيث لا ينفع سوى الاعتماد على رأس حربة متمرّس للتسجيل، والحصول على المركز الأول، الذي يؤهلنا إلى كأس العالم لخامس مرة في تاريخ الجزائر، وبينما تتوجه الأنظار، نحو اللاعب إسلام سليماني، المنتوج الجزائري الوحيد في المنتخب الكروي، أطلّ علينا السيد عمار سعداني بحكاية رأس حربة.قاد الهجوم والدفاع الجزائري، على مدار أهمّ حقبة في تاريخ الجزائر المستقلة، ووسمه بكونه، خدم الضباط الفرنسيين، ومن دون ردّ فعل على هذا "التوكيد" اللفظي والمعنوي لذات الخطاب الصادم لرجل صار يقول ما شاء وحيثما شاء وكيفما شاء، من دون أن يُردّ عليه، في بلد لم نعد نفهم فيه، إن كان السكوت أو الكلام من ذهب أو فضة أو ربما من قصدير، ولا إن كان الصامت شيطانا أخرس أو ملاكا، ولا إن كان اللعب برأس حربة، ضمن الخطط التكتيكية الناجعة أو من بين أفشل الخطط.ما قاله سعداني، يوم الأربعاء، وقاله قبل ذلك، لا يعني أشخاصا عاديين لم يؤثروا في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد، ولا يجب على الصامتين، أن يظنوا لحظة بأننا سنعتبرهم من الحكماء الذين تركوا قافلتهم تسير، أو هكذا يتوهمون، لأن الرجل صار يُطلق تصريحات، لا يمكن سوى وضعها ضمن دائرة التخوين، ولن يلوم أحد من صدّقوه، إذا كان توكيده اللفظي يتكرر في كل خطاب.في بداية التعددية لم يكن للحزب المحل من برنامج سوى انتقاد برامج الآخرين، ولم يكن لجبهة التحرير من برنامج سوى انتقاد الأحزاب الإسلامية، فكانت قوة سعيد سعدي في كشف عيوب أحزاب الدولة والإسلاميين، وكانت قوة عباسي مدني في كشف عيوب الديمقراطيين والوطنيين، وقوة مولود حمروش في كشف عيوب خصومه، فتوجه إلى صناديق الاقتراع رجال ونساء انتخبوا لجبهة الإنقاذ "زكارة" في الحكومة، وآخرون انتخبوا لجبهة التحرير "زكارة" في الإسلاميين، فقبر في الجزائر بعد مرور أكثر من 28 سنة من أحداث أكتوبر، الأمل في تأسيس حزب واحد على برامج تنموية حقيقية مؤسّسة علميا، فكان البعض يميل للدين والآخر للعرق، والبقية إما طائع للسلطان في شكل عبادة، أو للتهريج فقط، فولد هذا الجبل "الديمقراطي" الذي تمخض كل هاته السنوات، ما صرنا نراه ونسمعه، على بعد بضعة أشهر من انتخابات تشريعية، سنكون مجانين لو أملنا للحظة واحدة، بأنها ستكون الحل، في بلد سرقوا مفتاح الحل فيه، ورموه في وادي التماسيح.نعود إلى رأس الحربة، الذي سجل في مرمانا حسب السيد سعداني عدة أهداف أخرجتنا من مونديال التقدم الحقيقي، وأدخلنا في فتن كان كلّما خمد بعضها، أشعل أخرى، حسب سعداني طبعا، الذي يقود حاليا حزبا يقال بأنه حزب الرئيس وحزب الوزير الأول، وهو في كل الأحوال الحزب الحاكم، على أمل أن يكون رأس الحربة في الخضر، غير ذلك، فيدكّ شباك الكامرون ويمنحنا جرعة مهدئ كروي أثبت دائما فعاليته في إجبارنا على نسيان رؤوس الحربة الذين سجلوا ويسجلون اقتصاديا وثقافيا وتربويا واجتماعيا من وضعيات متسللة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/10/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : عبد الناصر
المصدر : www.horizons-dz.com