الجزائر

د. عميمور



د. عميمور
شكل موضوع «الإعلام والطبقة السياسية»، محور نقاش بمنتدى «الشعب»، بالتنسيق مع جريدة «ليكسبرسيون».أكد المحاضران، الوزير الأسبق محي الدين عميمور، ومدير جريدة «لاتريبين»، على الدور التكاملي بين السياسة والصحافة لتنوير الرأي العام وخدمة المصالح الوطنية، ودعيا إلى ضرورة معالجة الاختلالات التي حالت دون تحقيق الترابط الضروري بينهما.محي الدين عميمور، الكاتب الصحفي ووزير الثقافة والإعلام الأسبق، قال «إن غياب التكامل بين رجل السياسة ورجل الإعلام فذلك فشل للجميع»، وأوضح «أن لسان السياسة هو الإعلام وفكر الإعلام هو السياسة».وأفاد عميمور، أمام وزراء سابقين وبرلمانيين وسياسيين ورئيس سلطة ضبط السمعي البصري، مليود شرفي، بأن «كبريات المؤسسات الإعلامية في العالم تسير وتعمل بالتنسيق التام والكلي مع مصالح الدولة، بأجهزتها الاقتصادية، المالية، الدبلوماسية والأمنية».وتابع الوزير الأسبق للإعلام والثقافة، قائلا: «أجهزة الدولة جميعها تمثل احتياجات ضرورية للصحافي حتى يستطيع القيام بعمله في وطنه طبقا لقوانين الأمة»، معتبرا بذلك أن التداخل الموجود بين الطبقة السياسية والإعلام لا يعتبر خللا ولا عائقا يؤثر على الممارسة المهنية، وإنما علاقة تتيح خلق عناصر نجاح الرسالة الإعلامية الموجهة للرأي العام، بما يضمن حقه في الإعلام، ويسمح بالدفاع عن المصالح الوطنية.ولفت عميمور، إلى أن علاقة رجلي السياسة والإعلام، تحكمها ضوابط وحدود، بحيث يعرف كل منهما الدور المنوط به، في إطار الثقة وتبادل المعلومات. وبشأن هذه الأخيرة (المعلومات)، شدد المتحدث على التبادل بين الطرفين، فمصالح المؤسسات منوطة بتزويد الصحافيين بالمعلومات، ومطالبة أيضا بالتواصل معهم للاطلاع على تجاربهم وما يملكونه من معطيات، خاصة لما يتعلق الأمر بقضايا ترتبط بالشؤون الخارجية للدولة.عميمور، بدا غير راض عن الواقع الحالي لقطاع الصحافة في بلادنا، وقال إن «الأمور تتطور نحو الأسوإ»، مؤكدا أهمية التكوين الجيد والقاعدي للصحافيين، المطالبين، بحسبه، ببذل مجهود أكبر.وخصص محي الدين عميمور جزءاً من مداخلته للحديث عن جريدة «الشعب»، قائلا: «أعتبر نفسي دائما صحافيا بجريدة الشعب»، مضيفا «هي أمّ الصحافة الوطنية، لم يتغير اسمها منذ نشأتها، فحماية ورعاية هذه الصحيفة واجب وطني».وأشار إلى أن «الشعب»، أول صحيفة تخصص صفحة باللغة العربية مشكولة، وأول ما خصصت صفحة ثقافية دائمة.مدير يومية «لاتريبين» الناطقة بالفرنسة، بشير شريف، سلط الضوء في مداخلته، على الاختلالات التي تعيق إقامة علاقة جيدة من حيث التواصل بين الإعلاميين والمؤسسات والطبقة السياسية، معتبر أن المستشارين الإعلاميين أو المكلفين بالصحافة على مستوى هيئات، لا يؤدون الدور المنوط بهم بالشكل المطلوب.وقال بشير شريف، إن بين الأحزاب السياسية والصحافة، قائمة العلاقات المشخصنة، باعتبارها إحدى السبل المتاحة لتذليل صعوبة التواصل مع أصحاب القرار. وانتقد غياب الاتصال الآني والدائم عندما يتعلق الأمر بقضايا سيادية للبلاد.وتطرق المتحدث، إلى بعض المنغصات التي أضرت بالترابط داخل المنظومة الإعلامية، على غرار ضعف التكوين الجامعي، غياب التضامن اللازم بين الصحافيين من خلال التمثيل النقابي والجمعيات.وانتقد بشير شريف، توجه بعض المؤسسات الإعلامية القائم على تشويه وتدمير كل ما يصدر عن الجهات الرسمية من قرارات أو تدابير، محذرا من تغلغل إيديولوجيات خطيرة تتسرب إلى الرأي العام عبر الصحافة بعدما فشلت أفكار ومخططات هدامة، على غرار ما يسمى «الربيع العربي»، في إيجاد ثغرات للدخول.ودعا شريف، إلى تنظيم مسألة الإشهار، للخلاص من الضغوطات التي تتعرض لها وسائل إعلامية من قبل المعلنين في إطار قاعدة «الإشهار لمن يروّج أو يدافع عن مصالحنا وتوجهاتنا».وحثّ مدير يومية «لا تريبون»، الصحافيين الصاعدين، على تفادي استخدام حرية التعبير للمساس بالأشخاص، واعتماد المعالجة المهنية للسياسات والبرامج، وعدم السكوت عن القضايا التي تهمّ السيادة والوطنية والمصلحة العليا للبلاد.واختتمت الندوة بتكريم «الشعب» لمحي الدين عميمور، ناصر مهل، ميلود شرفي، بشير شريف، الصادق بوقطاية ورئيس التحرير السابق للجريدة محمد زهاني.وقف أحمد فتاني مدير «ليكسبريسيون»، أمس، ترحما على شهداء مهنة المتاعب، الذين سقطوا والأقلام في أيديهم على يد الهمجية الإرهابية.وقال فتاني في مداخلة له بمنتدى «الشعب»: «لا ننسى تلك الأيام التي كنا خلال العشرية السوداء نودع فيها أعز الصحافيين، دفعوا ثمن النضال من أجل الجزائر. وقال المتحدث أن هذا الوضع لم تعرفه أي دولة في العالم لا يمكن نسيانه بالمرة، مضيفا أن الصحفي لابد أن يكون ملتزما مثلما ذكره «جون لاكوتور» الصحفي البارع ليومية «لوموند»، الذي رحل عنا.. فكل صحفي يحمل قضية ويدافع من أجلها. وما أحلى التضحية من أجل الجزائر».




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)