سجلت حركة مجتمع السلم أمس هدفا على الأحزاب التي تسمي نفسها بالديمقراطية، إذ آثرت إحياء ذكرى وفاة الشيخ محفوظ نحناح بتنظيم ملتقى تحت عنوان ''المواطنة اولحقوق السياسية للمرأة''• وكان هذا أول نشاط سياسي من هذا الحجم، في صالح المرأة منذ إعلان الرئيس بوتفليقة تعديل الدستور وإعطاء مكانة أكبر للمرأة في الحياة السياسية• صحيح أن حمس وغيرها من الحركات الإسلامية ليس لها نفس المشروع الاجتماعي الذي يريده التيار الديمقراطي الحداثي، لكنها باهتمامها بقضية حساسة التي هي قضية المرأة، تكون تقدمت بخطوات كبيرة إلى الأمام على التيار الديمقراطي، الذي يدعي دفاعه عن حقوق المرأة في المجتمع، لكن نجده في الواقع لا يحترم هذه المبادئ، ويتعامل مع المرأة بعقلية بدائية أسوأ بكثير من التيارات الإسلامية التي يقول عنها رجعية، والتي تستعمل المرأة غالبا كتحفة ولا تعطيها المكانة التي تليق بها في برامجها السياسية ولا تقدمها كما تستحق في القوائم الانتخابية• ربما لأن هذه الأحزاب الديمقراطية لخصت قضية المرأة في الحجاب، وتناست ما هو أهم من الحجاب، الذي لا يعدو أن يكون خيارا شخصيا، منهن من ترتديه لوازع ديني، وأخرى كموضة أسوة بنساء الخليج الأنيقات على طريقتهن، وأخريات يرتدينه كغطاء يخفين تحته بؤس حياتهن، إن لم يكن ورقة للتخلص من محاسبة الآباء أو الإخوة لهن على الخروج والدخول• فالأخطر من الحجاب هو حجاب العقل، فاهتمام فتياتنا بأمور ثانوية غير الاهتمام بالتعليم والتحصيل العلمي، وتمضية وقتهن في منافع غير المظهر لهو أخطر من قطعة قماش فوق الرأس• ومنع المرأة من الوصول إلى مناصب قيادية سواء في الأحزاب أو مؤسسات الدولة هي صفة تلازم كل الجزائريين، الديمقراطيين وغير الديمقراطيين، وليست التيارات الإسلامية وحدها•
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/06/2009
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com