لما جاء الإسلام شرع الوقف ووسع دائرته، فلم يجعله مقصورا على المعابد والمناسك بل وسعه ليشمل كثيرا من أنواع الصدقات والتبرعات التي ترصد لأغراض دينية واجتماعية وعلمية واقتصادية. فكانت الأوقاف على المساجد وما يتعلق بصيانتها ووظائفها، وعلى المدارس ودور التعليم والمكتبات والزوايا والعلماء وطلاب العلم، وعلى الفقراء والمحتاجين. واتسعت أكثر فأكثر فشملت المستشفيات والصيدليات، ودور الرعاية الاجتماعية، وتزويج المحتاجين من الفتيات والفتيان، وإجراء الأنهار وحفر الآبار، وإقامة الأربطة والحصون، وإيجاد السلاح والعتاد لحماية دار الإسلام والدفاع عن مواطنيها، وتقديم المال لافتداء الأسرى وتحرير العبيد. وبهذا التوسع كان للوقف فضل كبير وتأثير حميد في بناء الحضارة الإسلامية وإرساء أسسها على التكامل والتعاون والتآخي.كانت الأوقاف تعد مورد من الموارد الهامة للنفقات الضرورية في مجال الدفاع عن العالم الإسلامي، ولا شك في أن الرباطات.الكثيرة التي كانت تنتشر على ثغور. البلاد الإسلامية فغي القديم كانت على الأوقاف، وكان الرباط مؤسسة تجمع بين وظائف التربية الدينية، وتأهيل المجاهدين، وإعداد العدة اللازمة من سلاح وطعام، وكانت تلحق بها أجنحة لصناعة الأسلحة وقد انتشرت مثل هذا الأوقاف في الأندلس خاصة فترة حروب الاسترداد الإسباني في مناطق الثغور الشمالية. فكان لازما الوقف على الثغور والحصون وحفر الآبار فيها وعلى الخيل والسلاح للمجاهدين المسلمين. وشيدت الأربطة في كل مكان مناطق الأندلس والمغرب، وكانت هذه الأوقاف خير معين على الجهاد وحماية الثغور ببناء الربط والمراكز في مناطق التماس مع العدو كما جاء في المعيار للونشريسي
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/06/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - زاهي محمد
المصدر : الحوار المتوسطي Volume 4, Numéro 1, Pages 30-35 2013-03-15