دور المسؤولية الاجت�عية للمؤسسات في ترشيد الخدمة العمومية من خلال برنامج تسييير الاستثمار – مؤسسة سوناطراك أنموذجا –misالاجتماعي

شهدت المؤسسات تطورات سريعة وجذرية في بيئة تتسم بالديناميكية حيث لم يعد المجتمع ينظر إلى المؤسسات نظرة تقليدية ولم يعد تقييم تلك المؤسسات يعتمد في بناء سمعتها على مراكزها المالية فقط، ك� أثرت تلك التغ�ات على هيكل القيم و نسق العلاقات المجتمعية في كث� من الدول، كون الثابت الوحيد في الوجود هو التغي� . و في خضم هذه التغ�ات أصبح الاهت�م بالمسؤولية الاجت�عية الشغل الشاغل للمؤسسات في كافة البلدان النامية و منها المتقدمة و ذلك لتأث�ها البالغ على أع�ل المؤسسة و فاعليتها، حيث أصبحت من أكبر التحديات التي تواجه المس�ين من جهة و أصحاب المؤسسة من جهة أخرى، وبدأت المؤسسات بتقديم التزامات اجت�عية اتجاه مجتمعاتها بالتخلي عن الكث� من الظواهر غ� المرغوب فيها بها كتقديم المصلحة الخاصة عند تضاربها بالمصلحة العامة، عدم إتاحة فرص متكافئة أمام المتقدم� للوظائف، الإفصاح غ� المسموح به عن أسرار المؤسسة، عدم الإنصاف في التعامل مع الع�ل .... الخ، وفي ح� أن التحديات العالمية المعاصرة و منها العولمة جعلت العديد من المنظ�ت تعيد تفك�ها و تزايدها اهت�ماتها اتجاه المجتمع بصفة عامة و مواردها البشرية بصفة خاصة، خاصة باعتبارها من أهم الموارد التي تستخدمها المؤسسات الحديثة، فالإنسان هو العنصر المفكر و الرئيسي، و ضم� المؤسسة و قلبها النابض و إحساسها الواعي لما يدور حولها من أحداث ، لذلك فإن استقطاب المهارات البشرية و اختيارها و تعيينها و تكوينها و تحفيزها و تقديم فرص النمو و الترقية و تفعيل الخدمة الاجت�عية له أهمية كب�ة، و المحافظة عليها من أولويات الأمور التي تساعد على مواجهة التحديات و المنافسة الخارجية، وم� زاد من أهمية العنصر البشري تجسيد مفهوم المسؤولية الاجت�عية في إطار الموارد البشرية والخدمة العمومية بصفة عامة حتى تصبح المؤسسات أكثر استجابة من السابق في مجال أدائها الاجت�عي لأن الاستجابة الاجت�عية تتطلب منها انجاز أع�ل مسؤولة عن أفرادها العامل� بهدف انجاز توقعات الأداء الاجت�عي للمجتمع ككل