الجزائر

دور المرجعية الوطنية في أمن واستقرار الدولة محور ملتقى دولي



بمشاركة 54 شيخ وعالم من أزيد من 23 دولة عربية وإسلاميةافتتحت، أمس، بدار الثقافة مفدي زكرياء بورقلة فعاليات الملتقى الدولي الخامس للطريقة القادرية حول دور المرجعية الوطنية في أمن واستقرار الدولة الجزائرية، والذي حمل شعار “عهد وفاء واستمرارية”، بمشاركة حوالي 54 شيخ وعالم من أزيد من 23 دولة عربية وإسلامية، وبحضور ما يزيد عن 400 مريد للطريقة القادرية بالإضافة إلى مشايخ الزوايا ومريدين مختلف الطرق الصوفية.
ذكر ممثل وزير الشؤون الدينية والأوقاف مراد معيزة في كلمة ألقاه بالنيابة عن الوزير محمد عيسى، أن الجزائر مازالت ملتزمة بمرجعيتها الدينية والوطنية عقيدة وفقها وسلوكا تقفيا بعلماء البلاد وصلحائها، مشيرا إلى أن التزام الجزائريين بمرجعيتهم الدينية الوطنية كان ولا زال سببا رئيسا في استتباب الأمن والاستقرار لعهود طويلة في حياة هذه الأمة سهرت على حراستها زوايا كان علماؤها حصنا منيعا للمرجعية كما ذكر، معتبرا أن هذا اللقاء يعد تأكيدا على دور الزوايا في الجزائر ومنهم الزاوية القادرية في دفاعها عن المرجعية الدينية والوطنية، هذه الزوايا التي تكبدت وجاهدت في زمن الاستعمار وزمن العشرية السوداء للبقاء صامدة تحفظ القرآن الكريم وتنشر العلم الشرعي وتجابه الأفكار المدمّرة.
ومن جهته اعتبر رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بو عبد الله غلام الله أن الطرق الصوفية كان لها دور كبير في حفظ الثوابت والمرجعية الوطنية، وإرساء دعائم الفكر الوسطي المعتدل وفق المنهج الإسلامي الصحيح.
وفي كلمة شيخ المشيخة العامة للطريقة القادرية بالجزائر وعموم إفريقيا الحسن حساني بن محمد بن إبراهيم القادري، أوضح أن التصوف كان ولا يزال يكتسي موروثه حقائق علمية ذات أهمية بالغة في بلورة استنتاجات تصور قيم المرجعية الوطنية والتعايش السلمي بما يدفع إلى نبذ الاختلافات والتفرقة وتكريس قيم التعارف بين المجتمعات، مؤكدا على أن من أهم المنجزات وأعظم المكتسبات، الأمن والسلام والوحدة والوئام وهي غاية مقدسة في الإسلام، كما دعا الشباب في حديث ل “الشعب” على هامش الملتقى إلى التمسك بالمرجعية الدينية الوطنية.
يهدف ملتقى دور المرجعية الوطنية في أمن واستقرار الدولة الجزائرية الذي أشرفت على مراسم افتتاحه السلطات المحلية رفقة ممثل عن وزير الشؤون الدينية والأوقاف ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى إلى محاولة ربط شؤون الأمة بتعزيز أمنها القومي، وذلك بتخليص الدين من شبهات الفكر المتطرف ودفعه من أن يعيق باستقرار مؤسسات الدولة وأمن مواطنيها وسلامتها الترابية، تأسيس مرجعية وطنية دينية مؤسساتية لقطع الطريق أمام العابثين بمصير الأمة من ترويج فكرهم وتسويق منهجهم، بناء مدونة شاملة لمصطلحات المرجعية الوطنية والتعايش واحترام الآخر بما يثري المنظومة الصوفية بكل روافدها واتجاهاتها، محاولة بناء قاموس مصطلحي الغرض منه الكشف عن سبق الدين الإسلامي في التأصيل والتدليل لمرجعيتنا وهويتنا الوطنية.
إشكالية الملتقى في طبعته الخامسة ستعالج عبر محاور متعددة تتضمنها أشغال ورشاته العلمية تتحدد في 5 محاور، يتطرق من خلالها مشايخ وعلماء وباحثون إلى تقديم مدخل مفاهيمي حول التصوف ومشاربه، المرجعيات الوطنية والدينية، قيم الاحترام والتعارف، والتطرق للدور الريادي للتصوف في إبراز أبعاد المرجعية الوطنية بالإضافة إلى توضيح قيم المرجعية الوطنية الدينية في التراث الصوفي القديم والحديث، وأيضا ثقافة المرجعية الوطنية والحوار ودورهما في تجفيف منابع الغلو والتطرف مع إبراز جهود الطريقة القادرية بالجزائر وعموم إفريقيا في ترسيخ الهوية الوطنية والدينية والخصوصية المذهبية.
يذكر أن فعاليات الجلسة الافتتاحية للملتقى عرفت تقديم الزاوية القادرية تكريما لرئيس الجمهورية، بالإضافة إلى درع شهادة دكتوراه فخرية قدّمه رئيس اتحاد الجامعات الدولي بتركيا البروفيسور محمد خير الغباني للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
تجدر الإشارة إلى أنّ برنامج الملتقى الدولي يتضمن إلقاء محاضرات بدار الثقافة ونشاطات علمية دينية وثقافية، وكذا تدخلات لبعض المشايخ والعلماء بساحة الزاوية القادرية بالرويسات ورقلة، وذلك على مدار 3 أيام، حيث ستعرف فعاليات الملتقى أيضا غسل الشعرة النبوية الشريفة من قبل المشايخ والعلماء، وتوزيع الماء المبارك على كل الحاضرين، بالإضافة إلى اختتام وتلاوة الفاتحة يوم الخميس خلال فعاليات اختتام الملتقى بمقر الزاوية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)