كثيرا ما تردد على مسامعنا مصطلح «الحاضنة» والتي تعني ذلك المكان الذي يكون بمثابة بيئة لشيء معين (وليد) بغض النظر عن نوعه، إذ تقوم الحاضنة باحتضانه ورعايته وتوفير الحماية اللازمة له من أي مخاطر يتعرض لها وإمداده بالطاقة المستمرة لغرض الإدامة.
وتمتلك الحاضنة كل الاحتياجات والمتطلبات الواجب توفرها لتنمية الداخل لها من خلال إمداده بكل ما يحتاجه من عوامل النمو والتقوية لينهض ويستقر ويظهر للوجود؛ وتبعا لهذا السياق ظهر مفهوم حديث في عالم المعرفة والاقتصاد إذ يقوم بإسقاط تلك المفردة لتبني الأفكار والمفاهيم التكنولوجية والإبداعية وهذا ما يسمى بالحاضنات التكنولوجية، إذ تعتبر الحاضنة إطار يدعم ويمكن أصحاب المشاريع ورجال الأعمال من تبني الأفكار التكنولوجية المبتكرة من قبل الخبراء والمفكرين على حد سواء، حيث تقوم بأخذ الأفكار وتطويرها واستثمارها، والوصول إلى نقطة يمكن من خلالها جذب استثمارات القطاع الخاص.
ويتركز الدور الرئيسي للحاضنات حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث أن طبيعة هذه تكون أكثر قابلية للتغيير والتطوير، وتقبل الأفكار المستحدثة وبالتالي يمكن أن تتطور بصورة أسرع وأكفأ من المؤسسات الكبيرة. ولقد كشفت البحوث الاقتصادية أن منشآت الأعمال الصغيرة تحتاج إلى العون والدعم، كما كشفت البحوث أن الحاضنات هي إحدى الوسائل الفعالة لتحقيق هذا الدعم سواء في المناطق الحضرية أو الريفية. ويساعد أسلوب الحاضنات التكنولوجية المنشآت الصغيرة في التغلب على المشاكل التي قد تؤدي إلى فشلها أو عجزها عن تحقيق إمكانات التقدم، ومن هذه المشاكل قصور نطاق مهارات الأعمال ونقص التمويل. والواقع أن أسلوب الحاضنات يمكن تنفيذه عند مستويات مختلفة وبعدة أشكال نذكر من بينها حدائق التكنولوجيا، ومراكز الابتكار التي تهدف إلى تغذية منشآت الأعمال الناشئة لتحسين فرص بقائها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/01/2024
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - سماي علي
المصدر : Recherchers economiques manageriales Volume 4, Numéro 1, Pages 132-163 2010-06-03