أعدت وزارة الصحة دليلا وطنيا مرجعيا للتكفل بالتسمم العقربي والوقاية منه، حسبما أفاد به بولاية النعامة عضو لجنة الخبراء في مكافحة التسمم العقربي ورئيس وحدة إنتاج المصل بمعهد باستور، الدكتور محمد لمين سعيداني.أوضح سعيداني، خلال تنشيطه ليوم دراسي حول الوقاية من التسمم العقربي، أن هذا الدليل المرجعي التوجيهي المخصص للمهنيين من أطباء وممرضين والذي سيوزع «قريبا» على المؤسسات العمومية الصحية الاستشفائية والجوارية سيوفر لهم كافة الحلول للإشكالات الصحية التي قد يصادفونها بحسب خصوصية كل منطقة من الوطن في عملية التكفل العلاجي بهذا النوع من التسممات.
ويندرج هذا الدليل في إطار تجسيد البرنامج القطاعي المسطر لتعزيز التكوين المتواصل لدى الأطباء الذين يوفدون إلى المناطق المتضررة من التسممات العقربية والذي يضاف إليه جاهزية النظام المعلوماتي الذي أعده القطاع حول التصريح الإجباري الفوري بالحالات وتكثيف الجانب التحسيسي المتمثل في الحملات الوقائية التي تنظمها وزارة الصحة بمشاركة المؤسسات التربوية والمساجد ومختلف الجمعيات والشركاء ووسائل الإعلام، كما أضاف ذات المختص.
ويحدد الدليل تقنيات للتكفل بمكافحة التسمم العقربي والوقاية منه اعتمادا على تصنيف هذه الإصابة ضمن استعجالات أمراض القلب والشرايين وطرق التكفل بالمصاب بعد تلقيه المصل بحسب الجنس والفئات العمرية (الأطفال والبالغون والمرأة الحامل وغيرهم) وتعليمات أخرى تتعلق بأنواع العقارب بحسب المناطق.
وتطرق الدكتور سعيداني، خلال اللقاء الذي احتضنه مستشفى «محمد بوضياف» بعين الصفراء وحضره إطارات وأطباء وأعوان شبه طبيين من المؤسسات الصحية بالولاية وممثلو مختلف القطاعات وجمعيات ومواطنون، إلى أهمية الرفع من درجة الوعي بالخطر الكبير الذي يسببه تكاثر العقارب بالمناطق المعنية وخصوصا بالجنوب والهضاب العليا .
وشدد على أهمية تكثيف عمليات جمع العقارب وذلك باشراك المجتمع المدني كسلوك تطوعي مما يساهم بشكل فعال في التخفيض من أعداد العقارب والتقليل من نسبة الوفيات فضلا عن دور العملية في إنتاج الأمصال المضادة للتسمم الذي يصنع محليا بمعهد باستور.
وذكر ذات المصدر بوفرة الأمصال التي ينتجها معهد باستور بالجزائر العاصمة ومواصلة البحوث على مستوى نفس المعهد لتحضير عملية استخلاص «المصل المجفف المضاد للتسمم العقربي» حيث تعد التجارب ناجحة في هذا المجال وستتيح قريبا إنتاج مصل لاستخدامه بطرق سهلة ونقله دون الحاجة إلى ظروف تخزين خاصة.
كما ألح ذات الخبير على ضرورة تفادي الطرق التقليدية واستعمال قاطني بعض المناطق للتداوي بالأعشاب والعقارات لمعالجة لسعات العقارب بل يتعين التوجه إلى مصالح الاستعجلات الطبية عند تعرضهم إلى اللسعات لتفادي تعقيد الحالة وانتشار السم بالمناطق الحساسة للجسم.
وأشار الى تسجيل الجزائر لمعدل سنوي لا يقل عن 50.000 إصابة بالتسمم العقربي مع تناقص عدد الوفيات بشكل منتظم خلال السنوات الأخيرة بفضل تحسن نوعية التكفل والعلاج.
وتجدر الإشارة الى أن «قافلة للوقاية من التسمم العقربي» تجوب - وعلى مدار ثلاثة أيام - عديد التجمعات السهبية والقرى النائية بولاية النعامة لتحسيس السكان بالتدابير والإجراءات الوقائية لتفادي الإصابة.
وسجلت ولاية النعامة منذ بداية السنة الجارية إلى نهاية شهر جويلية الماضي 587 لسعة عقرب وحالة وفاة واحدة، كما وفرت مديرية الصحة مخزون يناهز 1200 جرعة من المصل المضاد للتسمم العقربي، وفق ذات الهيئة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/08/2022
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشعب
المصدر : www.ech-chaab.net