الجزائر

دلس جوهرة سياحية تعاني من الإهمال



مشاريع هامة في الأفق لاستغلالها
دلس.. جوهرة سياحية تعاني من الإهمال
مدينة دلس تعتبر من بين أجمل المدن الساحلية في الجزائر والتابعة لولاية بومرداس موقعها الجغرافي زادها جمالا واختلاف تضاريسها جعلت منها وجهة العديد من المواطنين لتنسيهم تعب يوم كامل من العمل شاطئها المميز نحت لنا لوحة أضفت على المدينة بهجة السنين لتزيدها إشراقا تناغمت معها مختلف القرى المجاورة أسمعت صوت الرياح بين الأشجار لتنغم المارين لحن الهدوء أثناء الليل والنهار.
سارة لشلاش
تعد مدينة دلس من أقدم المدن البحرية الساحلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط في الجزائر هي مدينة عثمانية بنيت على أنقاض مدينة رومانية قديمة أشتق اسمها من كلمة ثاثلست الأمازيغية وتعني شجرة الديس وما يلفت الانتباه تلك الذكريات التي تحملها جدرانها بتوقيع حضارات مرت منها في يوم ما من حضارة الأمازيغ مرورا بالحضارة الرومانية و الحضارة العثمانية التي تركت بصماتها علي غرار قصبة دلس العتيقة.
مخزون سياحي هام
وتحمل مدينة دلس في عمقها مخزونا سياحيا مختلفا من منارة برج فنار التي بنيت عام 1881 من طرف بان قيت إبان الفترة الاستعمارية الى مينائها القديم الذي شهد تمركز اسطول بابا عروج بارباروس بالإضافة الى ذلك شهدت مدينة دلس ازدياد مينائها الجديد الذي بني وفقا لمقاييس عصرية عالمية يستقطب المئات من الصيادين المحترفين يوميا.
في نفس السياق يحترف سكان المنطقة مهنة الصيد التي توارثوها أبا عن جد والتي تعتبر هوية لهم يسترزقون بها حيث يشهد المناء القديم والجديد حركية دائمة على مدار السنة ما يمكنهم من صيد وفير مختلف الأنواع والأشكال غير أن الحظ لا يسعفهم دائما فهناك أياما تخرج فيها الشباك فارغة ورغم ذلك فإن الصيادين لا يستطعون الابتعاد عن هذه المهنة الموروثة فشغفهم الكبير للبحار يأبي ذلك.
قصبة دلس تأبى الزوال
قصبة دلس أقدم قصبة في الجزائر بنيت عام 1068 للميلاد علي يد الحاكم الأندلسي معز الدولة بن سما دح الذي كان قبل ذلك حاكما لمنطقة ألميريا باسبانيا هو من أطلق النواة الأولي للقصبة المتجول اليوم في أزقتها يصرح فيها ويبهر بهندستها المعمارية التي تعد أكبر ميراث حظيت به وأدخلتها ساحة الآثار القيمة الموجودة في الجزائر لتختزل بذلك حكاية الحضارات العتيقة التي مرت منها يوما ما.
تجعل الزائر يستغل يومه للتطلع على مختلف اللوحات الفنية التراثية التي باتت اليوم تتحدي وتصارع الزمن نظرا للإهمال الذي تعاني منه المنطقة ككل والقصبة العتيقة خاصة حيث أضحت أكثر من 80 بالمئة من بيوتها أطلالا هذه البيوت المصنوعة من حجر وإسمنت والتي عايشت أجمل الأوقات التي مرت بها وأصعبها إلا أنها بقيت واقفة تصارع الزمن ومختلف معالمها نالها قهر النسيان وهي التي تحمل في طياتها منزل بابا عروج بارباروس الذي يعتبر رمزا من رموز الجزائر فكيف يمكن لحضارة بصم عليها بارباروس أن ترمي في طيّ النسيان؟
مشاريع في الأفق لإعادة الاعتبار
في موضوع متصل تشهد المدينة هذه الأيام تواصل أعمال الترميم التي أطلقها والي ولاية بومرداس فواتيح ليجعل منها قبلة سياحية طالت الانتظار ليتم البدء بالشواطئ تزامنا مع فصل الصيف وهي اليوم تلقى استحسان لدى مواطنيها كون أن هذه المبادرات زادت شواطئ دلس جمالا كما تم تخصيص ميزانية للقصبة العتيقة التي تعبر عن حضارة سكان المدينة حيث لطالما نشدوا على ترميمها لتتنفس الصعداء وتدخل باب العودة للأيام الخوالي التي طال انتظارها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)