الجزائر

دفاتر في الذاكرة



دفاتر في الذاكرة
خصصت إدارة مهرجان الموسيقى و الأغنية الوهرانية في طبعتها الثامنة تكريما خاصا لرمز من رموز الطابع الوهراني و الذي تميزت بها المرحومة نورة و التي غنت أروع أغانيها من ألحان و كلمات أعمدة الطرب الجزائري و الراحلة ولدت واسمها الحقيقي فاطمة باجي في 1942 بشرشال، في عائلة محافظة ، وكانت منذ صغرها تحب الاستماع للموسيقى عبر الراديو الذي أهداه لها والدها. سجلت أول أغنية لها "بعدما شافت عيني" وكان عمرها آنذاك لا يتجاوز 15 سنة، لتغني بعدها للكثير من كتاب الكلمات والملحنين، ومن بينهم محبوب باتي، محمد لحبيب حشلاف، أحمد وهبي، بلاوي الهواري، محمد عبابسة، وغيرهم، وتمكنت من أداء كل الطبوع الجزائرية لتميز صوتها، على غرار السطايفي، الشاوي، القبائلي، البدوي، الوهراني، الحوزي، والصحراوي.وفي الخمسينات اشتغلت في إذاعة الجزائر وقدمت حصصا للأطفال ، وقد أعجب بصوتها الملحن عماري معمر وكان هو من قدمها للجمهور. وغنت الفقيدة خلال هذه الفترة خصوصا تحت إشراف مصطفى اسكندراني وصارت بسرعة نجمة للأغنية الجزائرية بفضل محمد جاموسي ومحبوب باتي. وأدت عميدة الطرب الجزائري الأغاني القديمة للتراث القبائلي ، الوهراني ، الأوراسي ، الأندلسي والصحراوي بمساعدة زوجها الموسيقار كمال حمادي ، حيث يبلغ رصيدها الغنائي ال 500 أغنية. ومن الفترة 1958 إلى 1959 كانت تدرس بمعهد الموسيقى بالعاصمة، أين تحصلت على الجائزة الأولى في المسرح. كما أخذت أيضا دورا في أوبيرات "أنا الورقة المسكينة" من تأليف مصطفى كشكول ومن تلحين مصطفى اسكندراني، وهذه الأغنية بالذات تمت إعادة غنائها من طرف ليلي بونيش في فرنسا ومن بعدها حميدو. كما قام الفنان القدير أحمد وهبي بتأليف أغاني عصرية لها في الطابع الوهراني، وفي عام 1965 أصدرت ألبوما كانت كل أغانيه باللغة الفرنسية ، من بينها "حياة" لميشال برجي ، و"باريس في محفظتي" لكمال حمادي. وفي عام 1971 ورفقة عندليب الأغنية القبائلية سليمان عازم حصلت صاحبة "يا ناس أماهو" على " القرص الذهبي" لبيعها أكثر من مليون قرص لدى شركة "باتي ماركوني" ، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتوج فيها فنانون مغاربيون بجائزة من هذا الحجم. كما حازت الراحلة أيضا على الوسام الثقافي من رئيس الجمهورية التونسية في 1974 ، واختيرت نجمة المهرجان للأغنية العربية بليبيا في 1975 ، كما تم تكريمها في 2003 من قبل وزارة الثقافة الجزائرية ،ومن قبل التلفزيون الجزائري سنة 2006.، ونظم كذلك حفل تكريمي على شرفها في 2012 بالجزائر العاصمة. ومن أغانيها التي اشتهرت بها "يا ربي سيدي" ،"يا بنات الحومة" ، "يا طيارة" ،"عميروش" ،"يما قوليلي" ،"توحشناك" ، و"إذورار جرجرة عزيزان" وغيرها توفيت نورة في الفاتح من جويلية 2014 عن عمر يناهز 72 عاما ، بمستشفى في العاصمة الفرنسية باريس، بعد صراع طويل مع القصور الكلوي، سببه لها مرض السكري.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)