‘'إعطاء للفلسفة المكانة التي تستحقها داخل المجتمع الجزائري، والاعتراف بالدور الجوهري الذي تلعبه في التقرب من الفرد والإجابة عن تساؤلاته ، شكلت محور الأيام الفلسفية الأولى للجزائر التي احتضنها قصر الثقافة مفدي زكريا لمدة يومين بداية من أول أمس، والتي خصصت طبعتها الأولى لموضوع “الآخر”، الذي اهتم حسب تصريح للرئيسة المؤسسة للتظاهرة الكاتبة رزيقة عدناني، بمناقشة “واقع العلاقة بين الأفراد، وكيف يمكن تحسينها في ظل التسامح والسلام والاستماع للفكرة ومجادلتها دون المساس بشخص من عبر عنها”.وكشفت رزيقة عدناني، أمس، في تصريح ل«الشعب” على هامش فعاليات اليوم الثاني من التظاهرة الأولى من نوعها في الجزائر، أن أسباب تنظيم هذه الأخيرة تهدف إلى إعادة الاعتبار للفلسفة التي غيبت من الواقع الجزائري لأسباب تاريخية واجتماعية وثقافية، أودت بظهور الرفض التام والقاطع للفكرة وللفكر الناقد، حيث أصبح النقاش حول موضوع أو فكرة ما، يبتعد عن المناقشة ليهتم أكثر بالشخص وعيوبه لا بفكره وتحليله.وأكدت عدناني في سياق حديثها، أنه “لابد من إعادة جدية للنظر في طرق النقاش، لجعله بناء مبني على الاستماع واحترام رأي وفكرة الآخر، بدون تعصب أو جدال عقيم وبدون محاولة فرض آراء جهة دون الأخرى، حتى يتسنى لنا كجزائريين المضي قدما وبناء مجتمع يرتكز على التسامح والحوار البناء والسلام”.وفي إضافة لها عبرت المنظمة للأيام الفلسفية الأولى عن أملها الكبير “في أن يستمر الاهتمام حول موضوع الآخر وأن تفتح نقاشات بناءة تتبادل فيها الأفكار بحس فيلسوفي بعيدا عن التعصب والغضب ورفض الآراء المنافية لما نفكر أنه هو الحقيقة والصواب”.كما شكل اليوم الثاني من أشغال التظاهرة التي نظمت بالتنسيق مع دار النشر لزهاري لبتر وبالتعاون مع قصر الثقافة مفدي زكريا، فرصة لمناقشة نظرة الآخر من خلال السينما الجزائرية، ومداخلة الأستاذ الجامعي أحمد بجاوي، التي سلط الضوء من خلالها على الجانب الإنساني والتصور الذي قدم به الجزائري خلال عقود من السينما والتغييرات التي عرفتها صورته من حقبة الاستعمار، إلى فترة الاستقلال، تم خلال العشرية السوداء.وقد تطرق المحاضر أيضا إلى الطريقة التي تناولت بها سينما الجزائر المستقلة “موضوع المقاومة الوطنية وتأكيد الهوية الجزائرية”.وتطرقت من جهتها الباحثة في مجال الفلسفة ليلى تنسي في محاضرتها إلى موضوع: “الفلسفة والآخر والسلام”، محاولة حسب ما صرحت به ل«الشعب” إيضاح “أنه من الممكن الابتعاد عن النظرة السلبية والتنافسية التي نمتلكها عن الآخر”، وأننا قادرون كأفراد مجتمع واحد أن نتعامل في ما بيننا بكل مودة وتسامح، بعيدا عن الإحساس السلبي باحتكار الرأي والحقيقة، هذا الشعور الذي يولد الأزمات والحروب إذا ما طغى على المعاملات الفردية والجماعية”.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/10/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حبيبة غريب
المصدر : www.ech-chaab.net