الجزائر

دعم الجيش والاعتذار من الشعب



تسعى قيادة حزب جبهة التحرير الوطني الحالية إلى إعادة ترميم صورة الحزب، التي تم تشويهها بفعل ممارسات وسلوكات لا تمت لمبادئ وقيم الحزب التي تأسس لأجلها، حيث أن إعادة الاعتبار للحزب العتيد تعد ضمن أولويات أمينه العام الجديد محمد جميعي.
لقد تعرض حزب جبهة التحرير الوطني، وعلى مدار السنوات الأخيرة، إلى محاولات التدجين والتقزيم وسياسات التآمر التي سعت لتشويه صورته والنيل من سمعته، فهاته الصورة البائسة التي ارتبطت بالحزب تستدعي تضافر جهود جميع المناضلين الأوفياء لإعادة تلك الصورة الجميلة عنه في الأوساط الشعبية بالدرجة الأولى، سيما بعد أن تعالت الأصوات التي تدعو لإحالته على المتحف، وذلك خلال المسيرات الشعبية السلمية.
وقد وضع الأمين العام للحزب محمد جميعي هذه المسألة في الحسبان، بعد أن أكد خلال لقائه بأمناء المحافظات مؤخرا أن الأفلان يحتاج في هاته الآونة إلى كل طاقاته وقدراته وكفاءاته لتحقيق واجب النهوض به، لأنه على شفا الضياع والركود بسبب أساليب وتصرفات أساءت إليه، لم يستصغها الشعب الجزائري فكانت نتائجها وخيمة جلبت نفور المواطن وعدم رضا المناضلين".
ورغم هذه الصورة القاتمة، إلا أن خيطا من الأمل قد لاح داخل أسوار الحزب العتيد، وذلك بمناسبة الدورة الاستثنائية للجنة المركزية التي عرفت انتخاب أمين عام جديد عبر الصندوق دون إيعاز من أحد، وفي ذات السياق قال جميعي " إن النهج الذي تبنته جبهة التحرير الوطني خلال انتخاب أمينها العام سيكرس لا محالة للممارسة الديمقراطية الشفافة، التي ندعو إلى تبنيها في كل المؤسسات. ونقول إن عهد التعيين بالهاتف أو بالإيعاز قد ولى وإلى الأبد وعلى كل المستويات".
وعاد الأمين العام للأفلان إلى الممارسات التي طبعت تسيير الحزب في السنوات الماضية حيث قال "أن مواقف الحزب كانت تخضع تارة لخطابات التهريج والسلوكات البهلوانية وتصرفات فاقدة للمصداقية تارة أخرى، تبنى مختطفوه تصريحات استفزازية بطريقة فجة لا صلة لها بأخلاق حزبنا ومبادئه أثرت فينا والتزمنا السكوت على مضض، لأن سياسة الترهيب والوعيد أربكتنا جميعا فكانت ردة الشعب الجزائري في حراكه قوية، نتيجة طيش هؤلاء وهؤلاء فصبّ جمّ غضبه على حزبنا، وعبر عن عدم رضاه".
وتتمسك القيادة الحالية بالارتباط الوثيق الذي يجمع الأفلان بالشعب حين أكد جميعي قائلا "إننا وبكل شجاعة واقتناعا وإيمانا منا بالمسؤولية أن حزب جبهة التحرير الوطني خرج من صلب الشعب ومنه وإليه، ونحن على يقين بأننا نكون بالشعب ودون الشعب لن نكون. بهاته الشجاعة والإيمان والاقتناع، باسمي وباسم مناضلات ومناضلي حزب جبهة التحرير الوطني ومحبيه ومتعاطفيه، نطلب الصفح من فخامة الشعب الجزائري البطل العظيم الصادق مع وطنه، عن كل تقصير زعزع ثقة فخامة الشعب فينا أو تصرف طائش أو تصريح غير مسؤول ألب فخامة الشعب علينا".
وتابع جميعي "فخامة الشعب الجزائري الأبي ونحن من صلبك والخطأ مغفور حتى من عند الله تعالى ومنه نعدك سنأخذ العبرة والاعتبار واليوم وبعدما سقطت الأقنعة وحرر حراك فخامة الشعب النفوس والعقول وحرك إرادة أعضاء اللجنة المركزية التي انتخبت أمينا عاما بالصندوق وبشفافية أخرصت الألسنة التي كانت تريد سوءا لحزبنا بتسويق الاتهامات وسيق الدعايات الكاذبة، واليوم وبعدما كلفتموني وفي الآن نفسه شرفتموني بقيادة الحزب وحملتموني هذه الأمانة وهي ثقيلة تنوء بها الجبال وتأبى حملها.. وإنني أعي حجمها وأهميتها بالنسبة للوطن والمواطن، وكلي ثقة أن الكل، قيادة ومناضلين، يقاسمونني نفس الوعي والتصور، فالواجب يملي علينا أن نكون يدا واحدة موحدة لخدمة حزبنا ووطننا ومواطنينا ونحن قادرون على رفع التحدي إن خلصت النيات".
كما أعرب الأمين العام لحزب جبهة التحرير عن دعم الأفلان للحراك الشعبي ومساندته المطلقة للجيش الوطني الشعبي، معتبرا أن "إرادة الخيّرين في هذا الوطن، والجزائر تمر بمرحلة استثنائية، ساهمت وبصدق في إرجاع قطار الأفلان إلى سكته الحقيقية"، محذرا في الوقت نفسه مما يخاط داخل المخابر الأجنبية، حين قال " إن المخابر الأجنبية ومجالس الفتنة تسعى اليوم وبتواطؤ أعداء الشعب والوطن إلى زرع بذور الفتنة وبث السموم في الحراك الشعبي ليخرج عن مساره وباستعمال أذنابهم في الداخل، ومن ذلك إطلاق حرب إعلامية قذرة عبر السلمي الحضاري النبيل قنوات خارجية تهدف إلى التدخل في شؤوننا وباستخدام حملات مغرضة لضرب جيشنا وتأليب شعبنا عليه".
وتابع جميعي"إن حكمة مؤسسة الجيش الوطني الشعبي وبصيرة قيادته المجاهدة تفطنت للمؤامرة ولم تبتلع الطعم وكشفت أذرع العملاء ورؤوس الفتنة والخونة. إننا في حزب جبهة التحرير الوطني ندين وبشدة هذا التكالب على الجيش الوطني الشعبي وقيادته المجاهدة الوفية للخط النوفمبري والمخلصة للوطن ونعتبر الإساءة لمؤسسة الجيش حامية البلاد والعباد إساءة مباشرة لمناضلينا ومناضلاتنا بل لكل الشعب الجزائري".
وأكد قائلا "نعبر عن الدعم الكامل لدعوة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق المجاهد أحمد قايد صالح القاضية بالتحلي بالتعقل والتبصر واعتماد الحوار البناء وإيجاد مخارج آمنة للأزمة التي تمر بها البلاد. ننوه بالحراك الشعبي الذي انسجم مع جيشه واعتبر المساس به خطا أحمر والوحدة الوطنية أمرا مقدسا".
واستطرد قائلا "ننوه بالشعب الذي حرر العدالة وأعطى الأمل من جديد للأجيال و تحية للشعب الجزائري العظيم، لأنه حرر حزب جبهة التحرير الوطني ليرسم خارطة طريق جديدة وصورة مشرفة ترجعه إلى أحضانه من جديد. ننوه ونفتخر بجميع أسلاك الأمن قيادة وأفرادا وفي كامل ربوع الوطن الذين برهنوا على احترافيتهم العالية وتأطيرهم الجيد للحراك وانسجامهم التام وتنسيقهم المحكم وأعطوا درسا في الأداء الفعال لمهمتهم النبيلة وأكدوا أنهم فعلا ودوما في خدمة الشعب والوطن".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)