الجزائر

دعت لحلول توافقية للخروج من الأزمة



تفاعلت النخب الوطنية مع الأزمة السياسية التي‮ ‬تعيشها البلاد،‮ ‬وبادرت في‮ ‬الآونة الأخيرة بتقديم مقترحات تدعو في‮ ‬مجملها إلى تفعيل الحوار الشامل بين الجزائريين والسعي‮ ‬للوصول إلى حلول توافقية تضمن الانتقال الديمقراطي‮ ‬السلس‮. ‬ وجاء تحرك هذه النخب،‮ ‬عقب الخطاب الذي‮ ‬وجهه نائب وزير الدفاع الوطني،‮ ‬رئيس أركان الجيش الوطني‮ ‬الشعبي،‮ ‬الفريق أحمد ڤايد صالح،‮ ‬إلى الشخصيات والنخب الوطنية ودعاها فيه إلى تقديم الإسهام الصائب الذي‮ ‬يكفل إيجاد الحلول الكفيلة بتجاوز حالة الانسداد السياسي‮.‬ وفي‮ ‬هذا الصدد،‮ ‬أعلنت‮ ‬16‮ ‬شخصية دينية وطنية،‮ ‬من بينها عميد علماء الجزائر،‮ ‬الشيخ محمد الطاهر آيت علجت،‮ ‬ورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين،‮ ‬عبد الرزاق قسوم،‮ ‬عن مبادرة تضمنت حزمة من المقترحات للخروج من الأزمة،‮ ‬أهمها تنظيم ندوة للحوار الشامل‮.‬ ونادى علماء الجزائر بضرورة تفعيل المادتين‮ ‬7‮ ‬و8‮ ‬من الدستور اللتين تجعلان من الشعب مصدرا للسلطة،‮ ‬مشددين على أن الاستفتاء الذي‮ ‬قدمه الشعب في‮ ‬مختلف جمعات حراكه ليغني‮ ‬عن أي‮ ‬استفتاء آخر‮.‬ وفي‮ ‬معرض تأكيدهم على إسناد المرحلة الانتقالية لمن‮ ‬يحظى بموافقة أغلبية الشعب لتولي‮ ‬مسؤولية قيادة الوطن للمرور نحو انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية،‮ ‬أهاب الموقعون بمن سيتولى هذه المسؤولية أن‮ ‬يقدم على تعيين حكومة من ذوي‮ ‬الكفاءات العليا وممن لم تثبت إدانتهم في‮ ‬أي‮ ‬فترة من فترات تاريخنا الوطني،‮ ‬وكذا تعيين لجنة مستقلة للإشراف على الانتخابات المقبلة وتنظيمها ومراقبتها من البداية إلى النهاية‮.‬ كما‮ ‬يقع على كاهل من توكل إليه هذه المهمة،‮ ‬حسب أصحاب المبادرة،‮ ‬تنظيم ندوة حوار وطني‮ ‬شامل لا تقصي‮ ‬أحدا تكون مهمتها وضع أسس معالم المستقبل وفتح خارطة طريق لرسم سياسة جديدة تحصن الوطن والمواطن من الوقوع من جديد في‮ ‬التعفن السياسي،‮ ‬وإنقاذ الوطن من كل أنواع التبعية أو الولاء لغير الشعب،‮ ‬مستلهمة قيمها من قيم نداء أول نوفمبر ومبادئ العلماء الصالحين المصلحين‮.‬ وتوجه الموقعون على البيان إلى الشعب الجزائري‮ ‬الذي‮ ‬ناشدوه المحافظة على الوحدة الوطنية والسلوك السلمي‮ ‬والثبات على الثوابت السيادية،‮ ‬كما حيوا صمود المؤسسة العسكرية في‮ ‬مسعاها لحماية الوطن ومرافقة الحراك الشعبي‮ ‬والمحافظة على أمنه وسلامته وتفهم مطالبه وتطلعاته‮.‬ وفي‮ ‬نفس السياق،‮ ‬خاطب أصحاب المبادرة النخبة السياسية التي‮ ‬دعوها إلى أن ترتقي‮ ‬إلى مستوى مطالب الحراك،‮ ‬محذرين من كون المرحلة قد بلغت من الخطورة والتأزم ما‮ ‬يتطلب التدخل العاجل والسلمي‮ ‬والتوافقي‮.‬حل توافقي‮ ‬للخروج من الأزمة
ومن جهتها،‮ ‬أكدت الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات،‮ ‬يوم الخميس الماضي،‮ ‬على ضرورة العمل على إيجاد حل توافقي‮ ‬يفضي‮ ‬الى تشكيل سلطة وطنية مسؤولة عن ضمان فترة انتقالية لتنظيم الانتخابات الرئاسية تتولى ضمان فترة انتقالية لتنظيم الانتخابات الرئاسية من أجل الخروج من الأزمة السياسية التي‮ ‬تعيشها البلاد‮.‬ واقترحت الاكاديمية في‮ ‬هذا المجال أن تضم هذه السلطة شخصيات معترف بنزاهتها وحيادها والتزامها الوطني،‮ ‬مؤكدة على ضرورة دعم العملية من قبل الجيش الوطني‮ ‬الشعبي‮ ‬دون تدخل‮ ‬من هذه المؤسسة الضامنة للسلامة الوطنية وأمن البلاد ووحدة الامة‮.‬ وأضافت أن هذا المسعى‮ ‬يجب أن‮ ‬يفضي‮ ‬الى نتائج تستجيب للتطلعات المشروعة للشعب الجزائري‮ ‬التي‮ ‬عبر عنها بشكل سلمي‮ ‬منذ‮ ‬22‮ ‬فيفري‮ ‬الماضي،‮ ‬وذلك بتكريس دولة قانون وعدالة مستقلة في‮ ‬جزائر مزدهرة،‮ ‬حرة وديمقراطية‮.‬ من جهة أخرى،‮ ‬أكدت الاكاديمية أنها تحيي‮ ‬وتدعم ارادة التغيير التي‮ ‬ترجمتها بقوة مظاهرات النخبة المثقفة والشابة،‮ ‬لاسيما الطلبة،‮ ‬وذلك بدعم من الاسرة الجامعية‮ ‬برمتها على أمل بناء دولة قانون ترتكز على أسس الانصاف والحداثة التقدم الذي‮ ‬يسمح للجزائر بالاندماج الصحيح في‮ ‬المحافل الدولية‮. ‬وبدورها،‮ ‬دعت المنظمة الوطنية للمجاهدين،‮ ‬إلى عقد ندوة وطنية لوضع خريطة طريق تمكن من الاستجابة للمطالب الشعبية في‮ ‬أقصر الآجال وتسمح لمؤسسات البلاد مواصلة مسارها بصورة عادية ضمن رؤية وطنية متكاملة‮.‬ وتوقفت المنظمة عند مختلف التفاعلات التي‮ ‬تشهدها الساحة الوطنية وتداعياتها التي‮ ‬ترى بأنها تلزمنا بالشروع في‮ ‬تهيئة الظروف لاحتضان حوار وطني‮ ‬جاد ومسؤول‮.‬ وتعد هذه الندوة،‮ ‬من منظور المنظمة،‮ ‬الإطار المناسب لمناقشة وإقرار ما‮ ‬ينبغي‮ ‬اتخاذه من خطوات ضمن رؤية وطنية شاملة تأخذ طابع ورقة طريق،‮ ‬من شأنها أن تمكن في‮ ‬أقصر الآجال من الاستجابة لمطالب الشعب وتسمح لمؤسسات الدولة مواصلة مسارها بصورة عادية‮.‬ يذكر أن الفريق أحمد ڤايد صالح،‮ ‬كان قد دعا خلال الأسبوع الماضي‮ ‬من تمنراست،‮ ‬الشخصيات والنخب الوطنية الوفية للوطن،‮ ‬إلى تبني‮ ‬حوار جاد وواقعي‮ ‬يضع الجزائر فوق كل اعتبار‮.‬ وأكد بذات المناسبة،‮ ‬أن الجزائر اليوم هي‮ ‬في‮ ‬انتظار كل جهد مخلص ووفي‮ ‬يصدر عن أبنائها لاسيما منهم الشخصيات الوطنية ذات القدرة الفعلية على تقديم الإسهام الصائب الذي‮ ‬يكفل إيجاد الحلول المنتظرة،‮ ‬واستطرد بالقول‮: ‬الحلول ستأتي،‮ ‬بإذن الله تعالى وقوته،‮ ‬وفي‮ ‬أقرب الآجال،‮ ‬لأن ثقتنا في‮ ‬شعبنا كبيرة وثقتنا في‮ ‬الله أكبر بأن‮ ‬يوفق الجيش الوطني‮ ‬الشعبي‮ ‬في‮ ‬حسن مرافقة أبناء الوطن،‮ ‬وهم‮ ‬يقدمون اقتراحاتهم البناءة خدمة لما‮ ‬يستوجبه الواجب الوطني‮ ‬النبيل،‮ ‬وسيسجل التاريخ كل جهد أسهم في‮ ‬إيجاد المخرج السليم لأزمة الجزائر،‮ ‬فما خاب من سعى،‮ ‬شرط أن‮ ‬يكون السعي‮ ‬متسما بالإخلاص والصدق‮ .‬



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)