حتى بعد مقتل ابنه، لم يظهر القذافي ولم يرد على الغارة الأمريكية التي استهدفته، واكتفى بإعلان التلفزيون الليبي مقتل نجل القذافي، سيف العرب ونجاة الزعيم، وإن لم يكن قد أصيب في الغارة، فإن أغلب الظنون قد توحي بإمكانية تراجع القذافي وجنوحه إلى خيار السلام ووقف القتال. فقد قال رئيس الوزراء الليبي، البغدادي المحمودي، أمس الأول في طرابلس، إن بلاده ترحب بأي مبادرة من شأنها إنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ منتصف فيفري الماضي. وفي مؤتمر صحفي حول انتهاكات عدوان دول حلف الشمال الأطلسي (الناتو) على الشعب الليبي، أكد المحمودي أن “ليبيا تستجيب لكل نداء للسلام وتقبل بكل مبادرة إقليمية ودولية سيما من الدول الصديقة والتي تساهم في حل الأزمة التي تعاني منها البلاد”، ما يوحي بأن النظام الليبي بزعامة القذافي لم يعد يستخدم لهجة القتال مثل “حتى آخر رجل” كما قال سيف الإسلام أو “زنقة زنقة” كما قال القذافي. وأكد المحمودي أن بلاده تطلب باستمرار أن يتم الالتزام بتطبيق قرارات مجلس الأمن وأن يتم مراجعة كافة الاختراقات المتعلقة بقراري مجلس الأمن الدوليين رقمي 1970 و1973. وأكد المسؤول الليبي في ذات السياق أن بلاده ستطبق بصرامة القرارين الدوليين الى جانب الاقتراحات الدولية الداعية الى وقف إطلاق النار سيما مخطط وقف إطلاق النار الذي دعا اليه الاتحاد الإفريقي. وكان القذافي عرض في آخر ظهور له بتاريخ 30 أفريل الفارط؛ حيث دعا في خطاب متلفز إلى وقف إطلاق النار والتفاوض بلا شروط، لكن المجلس الانتقالي الليبي والحلف الاطلسي عارضا ذلك حيث رفض الناتو والمعارضة الليبية تصريحات للعقيد الليبي معمر القذافي، دعا فيها إلى وقف إطلاق النار وإلى مفاوضات من دون شروط لحل الأزمة التي تعيشها البلاد ورفضاه فورا. لكن القذافي في خطابه الاخير جدد عزمه عدم التنحي وعدم الرحيل، قائلا في خطاب بثه التلفزيون الليبي متوجها إلى الحلف الأطلسي: “عليكم أن تيأسوا من أن يرحل القذافي. أنا لا أملك منصبا ولا سلطة لكي أتركهما. بلادي لن أتركها وسأقاتل فيها وأموت فيها”، وأضاف: “أدعوكم إلى التفاوض. نحن لن نستسلم، تريدون النفط تعالوا نعقد اتفاقيات ومعاهدات مع شركاتكم ولكن بدون حرب ونحن مستعدون للتفاوض مع فرنسا وأميركا لكن بدون شروط”. وأشار إلى أنه بالنسبة “لإيقاف إطلاق النار نحن أول من رحب بذلك ووافق عليه لكن الهجوم الصليبي لم يتوقف”، مؤكدا “نحن مستعدون من هذه اللحظة لكن هل يمكن أن يتحقق وقف إطلاق النار من طرف واحد؟”. وأكد العقيد الليبي أن “النفط دونه الموت ولا تحلموا أن تأخذوه إلى بلادكم بسلام”، مضيفا: “تريدون أن تشتروا النفط، تعالوا فلا أحد يمنعكم لكن بدون قصف ولا حرب”. وبالتزامن مع خطاب القذافي شنّت قوات الأطلسي غارات جوية على مجمع في طرابلس تابع للتلفزيون الرسمي، الأمر الذي اعتبرته السلطات الليبية محاولة لاغتيال القذافي. وقصفت في اليوم الموالي مقر باب العزيزية ليعلن التلفزيون الليبي مقتل نجل القذافي وثلاثة من أحفاده، ولم يظهر القذافي منذ ذلك الحين.مسعودة طاوي
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/05/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : وأج
المصدر : www.al-fadjr.com