الجزائر

دعاوى قضائية من فتيات لإبعاد الفضيحة والإفلات من العقاب



دعاوى قضائية من فتيات لإبعاد الفضيحة والإفلات من العقاب
قصص اختطاف غريبة، سرقات، تهديدات وحتى اغتصاب، ضحاياها فتيات جامعيات وشبان سقطوا في الفخ.. الكمائن الغرامية تتم بطريقة مرتجلة في كثير من الأحيان للإفلات من عقاب الأهل، لكن سرعان ما يستفيق هؤلاء باكتشاف أنهم ارتكبوا جرائم يعاقب عليها القانون الذي لا يحمي المغفلين.عرفت محاكم العاصمة تصاعدا ملحوظا في عدد القضايا المرتبطة بالابتزاز والمساومة، بعدما كانت نادرة في وقت مضى. أصل الحكاية، خيال واسع لدى فتيات يصدقن روايات كاذبة قمن بنسجها للاستفادة من رأفة أوليائهن، بعد اكتشاف هؤلاء وجود علاقات غرام تضطر بناتهم لتحريف الوقائع، فيرفعن قضايا ضد عشاقهن للإفلات من العقاب.عشيق يتحول إلى مغتصببطلة القصة أو الضحية، حسب مزاعمها، هي طالبة تدرس بكلية بن عكنون تدعى “مريم”، هذه الأخيرة التي قررت على حين غرة رفع شكوى قضائية ضد عشيقها المدعو “نسيم” على مستوى محكمة بئر مراد رايس، واتهمته باغتصابها بعد أن أقدم على اختطافها من أمام باب الكلية، ليصرّ وليّ أمرها على متابعة هذا الشاب قضائيا بعد أن فقدت ابنته شرفها على يده.وجاء ضمن السيناريو الذي سردت وقائعه الفتاة في محاضر السماع “أن إحدى صديقاتها كانت على علاقة بهذا الشاب، وكونها كانت تعرفه جيدا سمحت لنفسها بالتحدث إليه داخل سيارته، بعد أن ادعى، حسبها، بأنه يريد الاستفسار عن أحوال صديقتها، ومن ثم طلب منها أن تسوقه إلى منزلها وتطلب منها النزول إليه، وهي الحيلة التي انطلت عليها حسب تصريحاتها، ولكن سرعان ما وجدت نفسها في مكان معزول، حيث قام باغتصابها ومكثت فيه لما يقارب أسبوعا، إلى أن تمكنت من الهرب”.الشاب تم إيداعه السجن بأمر من وكيل الجمهورية، نظرا لخطورة الوقائع المتابع بها، لكنه لحسن حظه كان يحمل بين يديه خلال فترة التحقيق دليل براءته، صرح لدى سماع أقواله بأن هذه الفتاة تكون عشيقته، وقال للقاضي إنه قد جمعت بينهما علاقة حميمية لمدة سنة، وانفصل عن زوجته وابنيه بسببها. كما أخبر هيئة المحكمة بأنه أراد خطبتها إلا أنها أخطرته بأن والدها سيرفضه لا محالة نظرا لفوارق الطبقة الاجتماعية والثقافية بينهما، خاصة أن والدها يعمل في السلك الدبلوماسي وأن زواج ابنته من أي شخص كان أمرا غير وارد إطلاقا في ذهنه، وعندها توسلت إليه بأن يهرب معها لأي بلد يختاره حتى لا تطالها أيدي والدها، حيث ذهبا لأحد الفنادق ومكثا فيه لعدة أيام، وقدم للقاضية وثائق تثبت إقامتها معه في الفندق برضاها، بعد أن أمضت على الوثائق بخط يدها، بالإضافة إلى صورهما.وعندما نفدت منه الأموال، طلب منها أن تعود لبيت أهلها وأنه سيتقدم لخطبتها رسميا وسيحاول إقناع والدها، وهو الأمر الذي أثار غضبها. وفي اليوم نفسه الذي أعادها فيه إلى منزلها، تفاجأ بإيداع شكوى قضائية ضده، ليتحصل على البراءة بعد النطق بالحكم.جامعية تتهم مصرح جمارك باختطافهارفعت جامعية “فدوى” شكوى ضد الشاب “رؤوف” الذي يعمل مصرح جمارك، اتهمته باختطافها والاعتداء عليها بالضرب المبرح، بعد أن رفضت تلبية نزواته الجنسية، كما أحضرت شهادة طبية تثبت عجزها لمدة 8 أيام، إلا أنها غيرت أقوالها في الجلسة نفسها لأربع مرات.وقد أنكر المتهم كل ما جاء على لسان الضحية وصرّح بأنه بعد أن قطع علاقته بها أصرت على دعوته لتناول الغداء معها، حيث تأكدت خلال تحدثهما ولوقت مطول من أنه لا ينوي استئناف علاقتهما معا. وعند تأخرهما عن الدخول إلى المنزل طلبت منه أن يترك حقيبتها بحوزته لتدعي بأنه تم الاعتداء عليها في الطريق، وذلك لتفادى عقاب والدها. لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، إذ تفاجأ بأن الشكوى التي رفعتها عشيقته كانت ضده، فتمت إحالته على المحاكمة.وخلال فترة التحقيق قام الشاب بتسجيل مكالماتها، بعد أن استدرجها بالحديث عن تاريخ الوقائع، حيث اعترفت له فيها بأنها فعلت ذلك للتملص من عقاب أبيها.وفي جلسة المحاكمة، صرحت الفتاة بوقائع جديدة وغيّرت أقوالها أربع مرات، ما أدى بالقاضية إلى تنبيهها بأن الاعترافات التي أدلت بها جد خطيرة، وستورط هذا الشاب في ما لا تحمد عقباه.ورغم ذلك، أصرت هذه الطالبة الجامعية على إغراق هذا الشاب، ولما أحيلته إليه الكلمة للإدلاء بأقواله، استعرض المشتكى منه مضمون قرص “سي دي” يتضمن اعترافها له وبأنها فعلت ذلك خوفا من عقاب أبيها، خاصة أنها دخلت للمنزل بتاريخ الوقائع في ساعة متأخرة من الليل، مؤكدا للقاضية بأنهما افترقا في الساعة السابعة مساء إلا أنها دخلت منزلها في الساعة الحادية عشرة ليلا، وبعد المداولات القانونية استفاد هذا الشاب بالبراءة من التهم المنسوبة إليه.ادعت سرقة هاتفها فكان مصيرها السجنومن القصص الهوليودية التي عالجتها محكمة باب الوادي، قصة الشاب الذي اعترض طريق فتاة كانت بمعية أحد أفراد عائلتها للتسوق في أحد أسواق باب الوادي، لكن سرعان ما أطلقت العنان للصراخ طالبة النجدة من رجال الشرطة لإنقاذها من قبضة سارق، وسارعت حينها لمتابعته قضائيا بتهمة السرقة في الطريق العمومي.وعند مثوله أمام المحكمة، صرح الشاب بأنه تقدم لهذه الفتاة، وهي عشيقته، بغرض الاستفسار منها عن سبب غيابها عنه في الآونة الأخيرة، موضحا بأنه صرف عليها أموالا طائلة وبعد أن فرغت جيوبه تركته من دون سبب واضح. كما أكد لهيئة المحكمة أنه هو من كان يشتري لها الملابس وحتى الهاتف النقال الذي كان بين يديها، مستعرضا على القاضية الصور التي جمعتهما، موضحا بأن قيامها بهذه التمثيلية كان خوفا من فضح أمرها من قبل قريبتها التي كانت بمعيتها بتاريخ الوقائع.القانون لا يحمي المغفلينوتعليقا على هذه الظاهرة، يقول المحامي إبراهيم بهلولي إن الكثير من الفتيات يغامرن بعلاقات غرامية، ولما تُكتشف الفضيحة، سواء بعد قيامهن بفقد عذريتهن أو بعد غيابهن عن البيت صحبة عشاقهن لعدة أيام، تحاول هذه الفتاة أن تداري هذه الفضيحة، وطمعا في التملص من عقوبة الأهل، تفبرك سيناريو وتقدم شكوى الاختطاف مصحوبة بالاعتداء، وهو نوع من التهرب من المسؤولية ولتبرئة ذمتها من الجرم الذي شاركت في ارتكابه، حيث ترتدي ثوب الضحية وتحيك قصة وروايات للتمكن من التملص من عقوبة الأهل ولتبرئة ذمتها من مسؤولية الأفعال التي ارتكبتها في لحظة طيش.ويضيف المحامي بهلولي أنه في مثل هذه الحالات تقوم الفتاة برفع شكوى قضائية لدى وكيل الجمهورية، الذي يأمر بدوره بفتح تحقيق في القضية، وأثناء التحقيق قد يثبت عدم جدوى الاستمرار في ذلك.وفي هذه الحالة، يستطيع وكيل الجمهورية أن يحول الشاكية إلى مشتكى منها ويوجه لها تهمة التبليغ عن جنحة مع العلم بعدم وقوعها، وهذه جنحة مقترنة بعقوبة الحبس النافذ والعقوبة التكميلية والمتمثلة في غرامات مالية. ويغيب عن ذهن الفتيات اللواتي يقعن في مثل هذه المشكلات، أن القانون يقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه فبركة سيناريوهات وادعاءات باطلة في حق إنسان بريء، كون ذلك جنحة خطيرة يعاقب عليها، خاصة إذا امتلك المتهم أدلة براءته من الأفعال المنسوبة إليه، لاسيما إذا أسفرت تحقيقات الشرطة عن أن هذه الادعاءات كاذبة والوقائع مفبركة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)