خلق الله -تعالى- الإنسان واستخلفه في هذه الأرض ليقوم ، وليعمرّ الأرض، ويعمل على إصلاحها، وعدم الإفساد فيها، وخلال عمارته للأرض يمرّ بمراحل عدّة، ومن أعظم هذه المراحل وأهمّها الزّواج الإسلاميّ القائم على أسس الشّرع الإسلاميّ الصّحيح، فالزّواج هو السّبيل إلى الإصلاح، والتّغيير، وهو اللّبنة الأساسيّة في ، فهو يعمل على تكوين أسرةٍ صالحةٍ لها أثرها الإيجابيّ في بناء المجتمعات، وهو سنّة من سنن والمرسلين عليهم الصلاة والسلام جميعاً، وقد أمر الله -تعالى- ورسوله محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- العباد بالزّواج الإسلاميّ، قال تعالى: (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
يستحبّ في ليلة الزّواج أن يقوم الزّوجان ببعض العبادات، ومنها: صلاة ركعتين، والقيام بالدّعاء إلى الله تعالى، وفيما يأتي بيانٌ لكيفيّة القيام بهاتين العبادتين:
يُشرع للزّوج في حين دخوله على زوجته أن يدعو الله تعالى، فيضع يده على مقدّمة رأس زوجته، ويقرأ هذا كما روى عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "(إذا تزوَّجَ أحدُكمُ امرأةً أوِ اشتَرى خادِمًا فليقلِ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ خيرَها وخيرَ ما جبلتَها عليهِ وأعوذُ بِكَ من شرِّها ومن شرِّ ما جبلتَها عليهِ وإذا اشترى بعيرًا فليأخذ بذروةِ سنامِهِ وليقل مثلَ ذلِكَ)، وإن أراد أن يدعو بدعواتٍ أخرى فله ذلك، وليسأل الله خيرها، ويدعوه أن تكون له، ووقت الدّعاء مطلق، لا تعيين فيه، فيجوز للزوج أن يدعو قبل صلاة الرّكعتين أو بعدها.
ويمكن للزّوج أن يدعو بالدّعاء بحالة الجهر، أمّا إذا رأى أنّه من الممكن خوف زوجته فيقوله سرّاً حين ذلك، وفي حالة إتيان الرّجل زوجته فإنّه يقول: (اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وجَنِّبِ الشَّيْطَانَ ما رَزَقْتَنَا)، فهذا الدّعاء سببٌ في بقاء ذريّتهم من الأولاد صالحة بإذن الله تعالى.
يدخل حكم الصّلاة في ليلة الزّواج تحت حكم المستحبّ كما رأى بعض أهل العلم، وهذه يتم أداؤها قبل الدّخول والإتيان بالزّوجة، وقد ورد أداؤها عن بعضٍ من الصّحابة، في حين إنّها لم ترد عن سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فمن قام بأدائها فلا بأس، ومن لم يقم بها فلا حرج عليه، ففي روايةٍ لأبي سعيد أنّه قال: (تزوَّجتُ وأَنا مَملوكٌ فدعوتُ نفرًا مِن أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فيهمُ ابنُ مسعودٍ، وأبو ذرٍّ وحُذَيْفةُ قال: وأقيمتِ الصَّلاةُ قالَ: فذَهَبَ أبو ذرٍّ ليتقدَّمَ فقالوا: إليكَ، قالَ: أوَ كذلِكَ؟ قالوا: نعَم، قالَ: فتقدَّمتُ بِهِم وأَنا عبدٌ مملوكٌ وعلَّموني فقالوا: إذا دخلَ عليكَ أَهْلُكَ فصلِّ رَكْعتينِ ثمَّ سلَ اللَّهَ مِن خيرِ ما دخلَ عليكَ وتعوَّذ بهِ من شرِّهِ، ثمَّ شأنَكَ وشأنَ أَهْلِكَ)..
وهذه الصّلاة تكون في ، وتكون الزّوجة خلف زوجها، وهي عبارة عن ركعتين يتمّ أداؤهما كركعات سائر الصّلوات، ويتمّ القراءة فيها حسب ما يريد المسلم، في حين أنّ الجهر يكون فيهما في وقت ، أمّا في وقت النّهار فيكون الأداء في حالة الإسرار.
هناك عددٌ من المهارات والأفعال الّتي يمكن أن يسلكها الزّوجين لكي يبقى زواجهما ناجحٌ، لا تشوبه شوائبٌ، ويكون كما حثّ عليه الشّرع الإسلاميّ، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض هذه المهارات:
شرع الله -تعالى- الزّواج من أجل تحقيق مقاصد عدّة، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضها:
تاريخ الإضافة : 15/07/2019
مضاف من طرف : mawdoo3
صاحب المقال : محمد فيضي
المصدر : www.mawdoo3.com