الجزائر

دراسة تونسية تنتقد الدروس الخصوصية وتصنفها في خانة العنفتحذير من تحول الدراسة إلى ''عملية طبقية''




فيليب دياز، كاتب سيناريو ومخرج ومنتج وموزع فرنسي مختص في الفيلم الملتزم، ويملك في الولايات المتحدة الأمريكية أكبر شركة توزيع للأفلام الملتزمة، بدأ مسيرته السينمائية في الثمانينات وأنجز 25 فيلما توزعت بين القصير والطويل والوثائقي في فئة الفيلم الملتزم، من بينها الفيلمان الوثائقيان: ''النظام العالمي الجديد'' و''نهاية الفقر'' الذي قدمه في مهرجان الجزائر الدولي للسينما الذي اختتمت فعالياته - مؤخرا - بقاعة السينماتيك، وبهذه المناسبة؛ التقت ''المساء'' بفيليب دياز وطرحت عليه مواضيع تناولها في فيلمه الأخير والذي ينتقد فيه النظام الرأسمالي.
- أخرجت ''نهاية الفقر'' سنة 2009 ونحن الآن في نهاية سنة ,2011 ما الذي تغيّر؟
* ما لاحظته في السنتين الأخيرتين وهو ما يشرحه الخبراء في فيلم ''نهاية الفقر''، أننا نعيش كارثة تلو الأخرى ونقفز من أزمة اقتصادية إلى أزمة اقتصادية أخرى، وهذا بفعل النظام الذي ابتكرناه، فمنذ خمسين سنة تعيش دول الشمال تحت وقع الائتمان المصرفي (القروض)، فأصبحت اليوم تئن تحت وطأة الديون، حقا لا نستطيع العيش بهذه الوتيرة وأن تتراكم الديون بهذه الطريقة وفق اقتصاد موّسع ليس له حدود، لهذا يجب أن يتوقف هذا الأمر لأنه لو استمر سيأتي يوم تندثر فيه الموارد، والسؤال الذي يطرحه المختصون هو ''لماذا نحن بحاجة لهذا الاقتصاد الموّسع؟'' أي ''لماذا نحن بحاجة إلى كل هذا الإنتاج غير المتناهي؟''، نعم فإذا كان الإنسان يعيش حياة كريمة لماذا يحتاج إلى المزيد؟ وهذا السؤال يمكن طرحه أيضا بالنسبة للدول.
- ومتى باعتقادك تتوقف سرقة خيرات الأرض بهذه الطريقة الهمجية ؟
* النظام الرأسمالي يرّكز على الاقتصاد الموّسع والتراكم الشديد لرؤوس المال، فإذا لم نغيّر من هذا النظام سيستمر على هذه الوتيرة وبالتالي سيأخذنا إلى الهاوية لا محالة ولقد انتقد ماركس سنة 1850 النظام الرأسمالي في مسألة اعتماده على الآلات وبهذا سيرتاح العامل من القيام بكل الأعمال، إلا أنه أضاف أن هذا النظام له فترة محددة ولا يمكن أن يستمر إلى الأبد، بل يجب أن يعوّضه مجتمع اشتراكي يهتم بالإنسان أكثر من اهتمامه بتراكم رأس المال، أعتقد أن ما قاله ماركس فيه الكثير من الصحة وكما قال الخبراء في الفيلم فإننا نستهلك اليوم أزيد من 50 بالمائة مما تنتجه الأرض وهو ما أعتبره في غاية الخطورة فنحن الآن في وضع صعب جدا وخطر والخبراء يقولون إن كل هذا سيتوقف يوما ما وينهار كل شيء، ولن تكون هناك موارد وهنا أؤكد أنه يجب أن نعود إلى أصول المجتمعات القديمة، حيث لم يكن التفكير فقط على جمع رأس المال.
- متى ستحل هذه النهاية يا ترى؟
* لا أدري، وحتى الخبراء لا يعرفون هل ستكون النهاية في حال لم نفعل شيئا ونحن في الحقيقة لا نفعل شيئا، ربما بعد خمس سنوات أو عشر أو خمسة عشر سنة، وكما يقول الخبير سارج لاتوش في الفيلم إذا استمرينا في هذا التضخم المالي والنمو غير المتناهي وتراكم رأس المال، سيزيد عمق الهوة، وعندما نأخذ كل البترول والغابات والأسماك في البحار وموارد أخرى فنحن نتجه مباشرة إلى الهلاك.
- لماذا لا يفعل الساسة شيئا لإنقاذ الأرض من هذا الخطر الوشيك؟
* لأنه لا يخدم مصالحهم الضيقة، فكل الساسة ينتمون إلى الطبقة الحاكمة التي تضطهد المواطنين، ويستفيدون من هذه السياسة الرهيبة، والمشكل أن وسائل الإعلام في دول الشمال تتحكم فيها هذه المؤسسات الكبرى، هناك غسيل لأدمغة الناس وكأنهم سعداء بالوضع، وعندما أرى أن نصف الفقراء في أمريكا يصّوتون للذين يضطهدونهم حقا لا أفهم موقفهم، بل إن موقفهم هذا صادر عن التلاعب الذي مارسته عليهم وسائل الإعلام.
- ولكن ألا تظن أن ما يحدث انتحار؟
* نعم، أعتقد أن مفهوم الرأسمالية جاء مثلما يشرحه الفيلم، مع تيارات دينية معينة تحارب من أجل الملكية الفردية (جمع عدد أكبر من رؤوس الأموال وأملاك أخرى) وقد ترسخت هذه الثقافة بعد مئات السنين من ظهورها في دول الشمال فعندما تؤمن بهذا الفكر تريد أن يكون لك منزل كبير وثلاث سيارات مثلا وبعدها تريد امتلاك أربع سيارات وهكذا دواليك فهل سيمكنك ذلك من تحقيق السعادة؟ لا أعتقد ذلك.
- يدور الحديث في الوسط الحكومي الفرنسي عن المهاجرين المقيمين في فرنسا بطريقة شرعية، حيث يوصفون بأسوأ النعوت، فبعد أن سرقت دول الشمال ثروات دول الجنوب تتهم اليوم مهاجريها بالتسبب في أزمات ومشاكل، أي عدل هذا في اعتقادك؟
* النظام الرأسمالي يعتمد على مفهوم آخر وهو العنصرية، فهو لا يستطيع أن يشتغل دون مبدأ ينص على أن هناك شعوبا سفلى وأخرى عليا، صحيح أن هذا الأمر لا يقال بهذه الطريقة في عصرنا الحالي ولكن هذا المفهوم مايزال راسخا في الرأسمالية، وكأنهم يقولون ''نعم لدينا الحق في سرقة ثروات بلدكم ولكن لا تعيشوا عندنا وتزعجونا في بلداننا، أي أسرق مالك وأستعمله وكن سعيدا بما أقدمه لك''، وفي هذا السياق سأعطي مثالا فقد تم وضع سياسية قاسية عن الهجرة في بعض مدن الولايات المتحدة الأمريكية مثل جورجيا تنص على طرد كل المهاجرين وبالأخص المكسيكيين ولكنها في الأخير وجدت نفسها دون عمال، خاصة في الحقل الزراعي فأصبح الرأسماليون أصحاب المزارع والمصانع يستغيثون لأنهم على وشك إغلاق مؤسساتهم التي خلت من العمال باعتبار أن الأمريكيين لا يريدون أن يشتغلوا في المزارع.
- النظام الرأسمالي يناقض نفسه ويدخل في متاهة فهل هو على وعي بما يحدث له؟
* أجل النظام الرأسمالي وقع في سخافات فمنذ 100 أو 150سنة قال فورد: ''أنا بحاجة إلى أن أدفع رواتب جيدة لعمالي حتى يستطيعوا أن يشتروا سياراتي''، هذا مفهوم محدد للنظام الرأسمالي، أنا لا أدافع عنه ولكنه منطقي، وهو ما يقوله الخبراء في الفيلم أي أنه إذا لم نستطع أن نخرج الفقراء من فقرهم فلن يستطيعوا أن يستهلكوا، وهذا يقتل النظام الرأسمالي، فاليوم السوق مغلقة ونحن غارقون في الإنتاج الضخم والمبالغ فيه في العالم، وبالأخص في الولايات المتحدة وفي نفس الوقت لا نستطيع بيعه، لأنه لا يوجد سوق، وهذا يعود إلى نسبة الفقر الكبيرة، أي كلما كان الفقر أكثر كلما قلّ الشراء والاستهلاك وبالتالي لا يسير الاقتصاد جيدا، كل المختصين يقولون هذا ويؤكدون أن النظام الرأسمالي يتعامل بطريقة غير معقولة ولا يفهم أنه إذا أراد أن يستمر في جمع رؤوس الأموال عليه أن يخرج الناس من الفقر حتى يستهلكوا، بل نحن الآن نعيش في نظام يحطم نفسه بنفسه تدريجيا، وإذا لم تستفق شعوب دول الشمال سنتجه حتما إلى كارثة عظمى، فما حدث من أزمة اقتصادية سنة 1917حينما انهارت بورصة وال ستريت، لن يضاهي ما سيحدث مستقبلا لأن المسألة لن تكون قضية فقراء لا يجدون ما يأكلون بل لا شيء سيعمل ويسير.
- هل ترى أن الحل هو تغيير النظام الرأسمالي جذريا؟
* نعم هو الحل الوحيد، خاصة أننا نتجه اليوم إلى النهاية والحل هو أخذ كل جزء من هذا النظام ونغيرّه على حدة مثل النووي الذي يجب أن نوقفه تماما ويجب إيجاد مصادر أخرى للطاقة، مثلما يجب أيضا إيجاد أنظمة اجتماعية أخرى، فمن الضروري جدا العودة إلى المبادئ الحقيقية للسياسة والتي تنص على أنها في خدمة المواطن، وليست في خدمة الشركات الكبيرة.
- باعتبارك مختصا في الفيلم الملتزم، كيف ترى واقعه في هذا الزمن الذي طغت عليه الأفلام التجارية؟
* الأفلام التي تدافع عن قضية معينة مهمة جدا، فكل همي هو قول الحقائق للناس، ومن الواضح أن السينما التقليدية أو السينما التجارية لا تتناول مثل هذه المواضيع الحساسة، فالأفلام التي تتحدث عن ذلك وتهتم بإحياء الضمائر ونشر الوعي هي الأفلام الملتزمة، أي الأفلام السياسية أو حتى المقالات الصحفية والمسرحيات والأغاني السياسية التي تقف كقوة مضادة لكتلة الإعلام الشعبية التي تهتم فقط بالبيع وتحقيق الربح، والفيلم الملتزم موجود في العالم ولكن بنسب ضئيلة مابين واحد إلى خمس بالمائة من مجمل الأفلام التي تصنع في السنة، وقد كان لهذا النوع من الفيلم مكانة معتبرة في سنوات الستينات والسبعينات مثل الأفلام الإيطالية وفيلم ''معركة الجزائر''، لكنني أعتقد أن الفيلم الملتزم تراجع بسبب تركيز وسائل الإعلام على الشركات الكبرى التي تنتج في أغلب الأحيان أفلاما تجارية، ولهذا أصبح الفيلم الملتزم يصنع بإرادة فردية أي أنه هناك أناس مثلي يؤمنون بمواضيع معينة ويدافعون عنها من خلال صنع أفلام ولكن هذا الأمر يبقى استثنائيا لأنه عندما تتلقى ميزانية كبيرة لعمل فيلم رعب تصنعه ولا تفكر في صنع فيلم سياسي قد لا يّدر عليك الأرباح ولهذا اضطررت إلى فتح شركة توزيع للأفلام الملتزمة وهي أكبر شركة من هذا النوع في الولايات المتحدة لتوزيع أفلامي فلا أحد يريد توزيع الأفلام السياسية.
- ولكن، ألا ترى أن ''الربيع العربي'' قد يكون مادة دسمة لصنع أفلام ملتزمة وهل تفكر في إنجاز عمل فيلم حول هذا الموضوع؟
* أريد أن أنجز فيلما عن الربيع العربي ولكن أعتقد أنها مهمة السينمائيين العرب، فأنا لست على دراية بكل هذه الأمور التي تمس ''الربيع العربي'' ولهذا أمتنع عن ذلك، كما أخبرني صديقي المخرج رشيد بوشارب أنه بصدد إنتاج ثلاثة أفلام عن الربيع العربي ستخرجها مخرجات عربيات، أما عما حدث في الربيع العربي، فأراه واضحا جدا، حيث أن كل هذه ''الثورات'' مرتبطة بالأنترنت التي أصبحت نوعا ما الأداة المستخدمة ضد الحكومات لأن الجميع يمكن أن يستخدامها ويرسل المعلومات من خلالها ولهذا فمن دون هذا الإعلام الجديد كان من الصعب جدا على الشعوب العربية إيصال صوتها ولكن يجب أن نكون حذرين جدا لأن مجموعات رأسمالية كبيرة في اطلاع على الاختراعات الجديدة وتبحث عن طرق سرقتها مثلما سرقت من قبل الإعلام، لهذا يجب مقاومة ذلك والكفاح لأجل حرية الأنترنت، بالمقابل؛ قال لينين إن السينما سلاح هائل وهذا صحيح، لكنها سلاح مثل الصحافة والمسرح والرسم وهكذا أعتقد أن كل الفنون والأنترنت يجب أن تتاح للجميع فبيكاسو يقول ''هيا لنأخذ الفن إلى الشارع'' ولهذا من الضروري أن تتحد كل عناصر المجتمع المعاصر من أجل تمرير المعلومات ومع الأسف فإن القليل من وسائل الإعلام تهتم بكشف الحقائق ولهذا فتخصيص موضوع الفيلم الملتزم للدورة الأولى لمهرجان الجزائر الدولي للسينما لفكرة عظيمة.
- ماذا تعرف عن السينما الجزائرية؟
* أعرف التيارات الكبيرة للسينما الجزائرية وبعض المخرجين مثل لخضر حمينة ورشيد بوشارب وكذا الأفلام التي يمكن أن أشاهدها في أمريكا وفي فرنسا ولكنني لا أعرف المخرجين الشباب الموهوبين لأن أعمالهم لا تصل إلينا، وفي هذا السياق؛ تحدثت مع سينمائيين جزائريين واقترحت عليهما أخذ أفلام جزائرية وتوزيعها في الولايات المتحدة باعتبار أنني موزع أفلام هناك.
- ماذا عن مشاريعك السينمائية؟
* لدي مشروع صنع فيلم خيالي حول آخر أيام كارل ماكس الذي أراد الموت في الجزائر فتخيلت أيامه الأخيرة وعدت عبر تقنية الفلاش باك إلى أهم مراحل حياته وأظهرت أين كان على صواب وأين كان على خطأ، مع العلم أنني أريد تصوير هذا الفيلم في الجزائر.

أصبحت الدروس الخصوصية جزء من الحياة الدراسية للتلاميذ في كل البلدان العربية، ولم يعد أمام الأولياء أي خيار إلا النزول عند طلب أبنائهم بدفع مستحقات مالية شهريا للمعلمين والأساتذة، الذين يحول أغلبهم بيوتهم إلى أقسام دراسية موازية، يعطون فيها لمنتسبيها أسباب التفوق، وهو مايقلل من حظوظ التلاميذ غير القادرين على اخذ هذه الدروس في النجاح. وإذا كنا قد تطرقنا الى سلبيات هذه الظاهرة من قبل، فان تصنيفها كشكل من أشكال العنف في الوسط المدرسي في دراسة تونسية يثير الانتباه.
تطرق الأستاذ بن فرج من كلية علم الاجتماع في تونس، في مداخلة قدمها بمناسبة اِنعقاد ملتقى حول الشباب والعنف المدرسي في بلدان المغرب العربي، إلى دراسة أجريت في 2006 حول أشكال العنف في المؤسسات التربوية بتونس، تطرق إلى عوامل مختلفة، لعل أهمها قوله إن الدروس الخصوصية أصبحت اليوم شكلا من أشكال العنف الذي يمس التلميذ وعائلته.
ولتسليط الضوء على هذه الفكرة، سألنا الأستاذ بن فرج عن الارتباط بين الدروس الخصوصية والعنف، فأوضح أن الأولياء اعتبروا ـ حسب الدراسة التي أجريت- بأن هذه الدروس ''أكثر وأخطر أشكال العنف حضورا في حياة التلميذ وأسرته، فالتعليم تحول إلى عملية تجارية بحتة، وانتهى مفهوم المعلم الأب الذي حتى إذا مارس العنف أحيانا مع التلميذ فإنه يفعل ذلك من منطلق محبة الآباء وحرصهم على مصلحة أبنائهم''.
لكن اليوم كما جاء في ذات الدراسة، فإن الممارسات التعليمية وعلى رأسها الدروس الخصوصية، أصبحت تعكس بأن الدراسة'' عملية طبقية'' -كما يقول محدثنا- مضيفا ''اليوم الذي يملك المال ينجح، لقد أصبحنا نسمع عن نماذج نجاح مكلفة تتجاوز قدرات العائلات. وهو ما وضع العائلات كلها في إطار سباق محموم لتأمين الدروس الخصوصية التي تدرس ساعات متتالية وتخص كل المواد''.
مايحدث بسبب هذه الدروس هو إجهاض كل وسائل العائلة وإمكانياتها التي تسمح لها بالعيش الكريم، فهي أحيانا تخصص أعباءها المالية على حساب الأكل أو على حساب الكراء أو على حساب الصحة. ويتساءل الأستاذ بن فرج: ''من هو المسؤول عن تحمل هذه الأعباء''؟ يجيب قائلا: ''هم الآباء لأنهم لايريدون أن يحس أولادهم بالنقص مقارنة بالآخرين، بالمقابل، أصبح بعض المعلمين يتاجرون بالدروس فيعطون نصف الدرس في القسم والنصف الآخر في الدرس الخصوصي، أي في منزلهم''.
أمام هذا الوضع، يعترف ذات المصدر بأن القوانين موجودة وهي تمنع هذه الممارسات، لكن لا أحد يتكلم، ولا أحد يستمع للأولياء الذين قد يحسون بالذنب فلايستطيعون الكلام، كما أشار. ''التلميذ أحيانا يحس أنه عوقب لأنه لم يأخذ دروسا خصوصية، عندما يتحصل على علامة أقل مما يستحق. كل هذا يؤثر على شخصية الطفل وعلى العائلة. وأقول إن هناك لوبيات للمعلمين ولوبيات لمديري المدارس تعمل على التغطية على هذه الظاهرة. والوزارة بالمقابل لاتريد مواجهة هؤلاء، وبالتالي لانتكلم عن الظاهرة بحجمها الحقيقي ونعتبر أنها موجودة لكن بدرجة بسيطة''.
الدراسة  التونسية شددت على القول بأنه ''حان الأوان لأخذ الأمور بجدية ومعالجة الظاهرة حتى يعود التعليم لأبناء الشعب، لأن الشعب يساهم في تمويل العملية التعليمية، وذلك حتى لانفرغ المدرسة العمومية على حساب المدرسة الخاصة ونجعل الجيوب تكتنز على حساب عرق الشعب''.
وبالنسبة لأشكال العنف الأخرى التي تطرقت إليها الدراسة، ركز الأستاذ على مسألة ''تقنيات الإهانة المعتمدة في الأقسام''، وهي -كما أشار- موجودة في كل المدارس، ودافع عن التلاميذ بشدة قائلا ''إن الضعيف في الحلقة التعليمية هو الذي يدفع الثمن، والأضعف هو التلميذ وفي الآخير لانرى منه إلا رد الفعل العنيف الذي أقدم عليه بعد مجموعة من الضغوطات التي مورست عليه، ولم يتحدث أحد عنها، ثم نحاسبه لأنه قال كلمة عنيفة أو في مرحلة يأس بعد تعديات متعددة كضرب أستاذ. في الوقت ذاته، لا أحد يبحث عن كيفية معاملة المعلم للتلميذ حتى وصل إلى هذه المرحلة، ونطالب بعقابه أشد العقاب، وهذا فعلا ما يتم ويطرد من كل مدارس الجمهورية في سن مبكرة، ونتركه وشأنه وعائلته، فنصنع مشروعا مجرما ناجحا''.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)