محمد دحماني لمين بلقاسم من بومرداس ومحمد رحماني من بسكرة وخليل ناني من عنابة، ثلاثة رسامين جمعتهم موهبة واحدة هي الشريط المرسوم، فقرروا ان يثروا السوق بهذا النوع من الإصدارات التربوية الهزلية، يحملون طموحا واحدا هو جعل الشريط المرسوم يعكس ثقافة المجتمع الجزائري من خلال طريقة رسم الشخصيات والمواضيع المختارة، وأملهم أن يدرج هذا النوع من الفنون كتخصص جديد بمدرسة الفنون الجميلة.
التقت “المساء” بهؤلاء الشباب المبدعين بالصالون الوطني الأول للإبداعات الشبانية فكانت بداية دردشتنا مع الطالب والفنان محمد دحماني، الذي أبى إلا أن يعرفنا بنفسه قائلا “ أنا طالب جامعي سنة خامسة تخصص تسيير المدن بجامعة أم البواقي، الرسم بالنسبة لي هواية عانقت أناملي مذ كنت طفلا، لم أكن أعرف في البداية أن الفن الذي أقوم بإعداده في شكل رسومات مصورة تحكي واقعا معينا يطلق عليه اسم الشريط المرسوم، لأن هذا النوع من الفنون لم يكن معروفا بالجزائر ولم يكن لديه ناشرون مختصون، وأذكر أن القصص المصورة التي أعدها كنت احتفظ بها لنفسي. ويستطرد قائلا “انطلاقتي الحقيقة كانت يوم أقيم أول معرض حول الشريط المرسوم برياض الفتح سنة 2008، أين أتيحت لي فرصة للتعريف بموهبتي والاحتكاك بمن كانت لديهم تجربة في هذا المجال، حيث تبين لي ان هذا الفن موجود بالجزائر ولديه أشخاص يبدعون فيه ويسعون الى تكريس هذه الثقافة بمجتمعنا، لذا قررت ان أساهم بما املك من موهبة، لا سيما في وجود دور نشر تتكفل بهذا النوع من الأشرطة”.
يستعد محمد هذه الأيام لإصدار أول شريط مصور استوحى أحداثه من سيرة المجاهد البطل “علي لابوانت” حيث قال “الشريط المصور يعبر عن واقع مجتمع، ولأن مجتمعنا الجزائري يعرف العديد من الصور الاجتماعية ارتأيت ان أقدم نموذجا يشبه هذا البطل، خاصة أني أضمّن أعمالي رسائل تربوية وتوعوية يفهمها المتصفح لهذا الشريط بسهولة”. يعتقد محمد ان الشريط المرسوم في الجزائر يعرف تحسنا بالنظر الى الإصدارات المتنوعة، غير ان ما ينبغي التنبيه اليه هو غياب أماكن يدعم فيها الشخص موهبته، فلا توجد مثلا مدارس تعلم هذا النوع من الفنون رغم أهميتها حيث قال “الى حد الآن اعمل على تطوير موهبتي بالاطلاع على آخر التقنيات التي توصل إليها اليابانيون في مجال الشريط المرسوم عن طريق شبكة الأنترنت”.
الشريط المرسوم بثقافة جزائرية
محمد رحماني هو الآخر واحد من الشباب الهاوي في الشريط المرسوم، اختار هذا التخصص للتعبير عن واقع المجتمع الجزائري بصورة طريفة وهزلية تحمل في طياتها رسائل توعوية، في حديثه ل “المساء” قال “على الرغم من أني طالب جامعي تخصص (محضر بدني) غير ان هواية الرسم تسكن ذاتي، لذا قررت التخصص في مجال الشريط المرسوم”.
وأردف قائلا “اذكر أني بدأت الرسم صغيرا إذ كثيرا ما كنت أقلد الرسوم المتحركة وأترجمها في شرائط مرسومة، بعدها تطورت أعمالي بحكم التجربة البسيطة التي اكتسبتها بإعداد الكثير من الأشرطة المرسومة التي ظلت حبيسة المنزل، وبعد ان أضحى لدينا ناشرون في هذا النوع من القصص المرسومة، من المنتظر ان يصدر لي شريط في قالب تربوي هزلي يحاكي واقع الشباب في المرحلة الثانوية.
يطرح الشاب محمد ما يعتقد انه إشكال يعيق تطور الشريط المرسوم بالجزائر، حيث قال “من المفترض أننا شباب جزائري نعيش واقعا معينا ولدينا ثقافتنا الخاصة التي تظهر في ما نبدعه من أعمال، غير ان الناشرين يفرضون علينا تحرير أشرطة مصورة تشابه الأشرطة المصورة اليابانية التي تركز على العنف والقوة وتروج لثقافة أجنبية، ما يجعل حلمنا في إعداد أشرطة مرسومة تعكس ثقافة المجتمع الجزائري من حيث الشخصيات المرسومة والموضوع بعيدة المنال ولكنها غير مستحيلة”. يؤمن محمد انه سيأتي اليوم الذي يتم فيه التأسيس لشريط مرسوم بمقاييس جزائرية، حيث قال “ أحاول في كل مرة اعد فيها شريطا مصورا ان انطلق من واقع المجتمع الجزائري، فمثلا في واحد من الأشرطة التي صممتها جمعت بعض الأحداث عن ثورتنا المجيدة ليتسنى للقارئ ان يتذكر هذه الحوادث في قالب قصصي طريف”.
الشريط المصور يسهم في بناء شخصية الطفل
يرى خليل ناني طالب جامعي تخصص أمن ونظافة وفنان موهوب في مجال الشريط المرسوم، أن لهذه الأشرطة أهمية كبيرة في مجال بناء شخصية الأطفال خاصة، حيث قال “من منا لم يتابع في طفولته الرسوم المتحركة؟ أكيد أننا جميعا كنا نتابع هذا النوع من البرامج ونتأثر بشخصية بعض الرسوم المتحركة التي نحاول تقليدها والتشبه بها، من هنا انطلقت يوم قررت التخصص في الشريط المرسوم، حيث كانت فكرتي ببساطة تتمثل في إعداد مجموعة من الأشرطة المرسومة التي تفيد الأطفال وتدعم الجانب التربوي والأخلاقي فيهم، من خلال برمجت شخصيات يحبونها ويتأثرون بما تقول وتفعله وهو المطلوب”. يعتقد خليل أن للشريط المرسوم مستقبل زاهر بالجزائر بالنظر إلى الإقبال الكبير عليه من قبل المراهقين والأطفال، وقال “ يعد الشريط المرسوم وسيلة تربوية داعمة للقصة، لا سيما وأنها تبني موضوعها على لغة التحاور والرسوم التي تشد انتباه القارئ إليها.
يتمنى الفنان خليل ان يتمكن رفقة صديقيه رحماني محمد ومحمد دحماني ان يؤسسوا فريقا يعمل على تطوير الشريط المرسوم بالجزائر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/01/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رشيدة بلال
المصدر : www.el-massa.com