الجزائر

دبي الثقافة في عددها الجديدالكشف عن القصيدة المجهولة لأمل دنقل




وصل وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا أمس إلى العاصمة المصرية ثالث محطة له ضمن اول جولة يقوم بها إلى المنطقة العربية منذ توليه مهام وزير الدفاع شهر جويلية الماضي زار خلالها إسرائيل والضفة الغربية حيث أجرى محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
واستقبل بانيتا في محطة القاهرة من قبل المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر تناول معه الوضع الداخلي في مصر على خلفية انعكاسات الثورة المصرية وبصفة خاصة سبل إعادة الدفء إلى العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية التي تعكرت أجواؤها منذ نجاح ثورة 25 جانفي.
وهي المهمة التي كشف عنها بانيتا قبل مغادرته إسرائيل، حيث التقى هناك بوزير الدفاع الإسرائيلي والوزير الأول بنيامين نتانياهو وقال انه جاء إلى المنطقة من اجل تخفيف درجة التوتر ومطالبة السلطات المصرية بإطلاق سراح ايلان غرابل الرعية الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية بعد تورطه في عمليات تجسس لصالح الكيان الإسرائيلي المحتل.
كما ذهب بانيتا إلى القاهرة من اجل الاطمئنان على مستقبل معاهدة كامب ديفيد التي تأثرت بفعل موقف شباب الثورة الذين يضغطون من اجل إعادة النظر في بنود هذه الاتفاقية التي كبلت قدرات الشعب المصري خدمة لمصالح الكيان الإسرائيلي المحتل.
وعندما شعرت الحكومة الإسرائيلية بالانعكاسات السلبية التي تركتها عملية التغيير القسري على النظام المصري المطاح به بدأت تثير ذريعة الأمن في سيناء في محاولة للضغط على السلطات المصرية من اجل مواصلة الالتزام بنص معاهدة كامب ديفيد الموقعة سنة 1978 بين الرئيس المصري المغتال أنور السادات والوزير الأول الإسرائيلي مناحيم بيغن برعاية الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر والتي تلتزم من خلالها القوات المصرية بحماية الأمن الإسرائيلي انطلاقا من صحراء سيناء بمحاذاة قطاع غزة الفلسطيني.
ويكون وزير الدفاع الأمريكي قد حمل في حقيبته ''العصا والجزرة'' باتجاه السلطات المصرية، حيث تعهد بإبقاء واشنطن لمساعداتها الاقتصادية السنوية لمصر ولكنه شدد التأكيد على التزام القاهرة بكل المعاهدات التي تربطها بإسرائيل التي قال إن الثورات العربية زادت من عزلتها في محيطها الإقليمي المباشر.
وكان بانيتا التقى مساء الاثنين بالرئيس الفلسطيني محمود عباس بمدينة رام الله، حيث تباحث معه حول آليات إجلاس الفلسطينيين إلى طاولة مفاوضات السلام ضمن طريقة ذكية لإقناعهم بعدم مواصلة مساعيهم الرامية إلى إقناع الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالاعتراف بدولة فلسطين كدولة مستقلة وانضمامها كعضو كامل الحقوق في المنتظم الدولي.
وكشف صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أن وزير الدفاع الأمريكي نقل أربع رسائل واضحة الى الرئيس محمود عباس كانت أولاها التزام الرئيس الأمريكي باراك اوباما بحل الدولتين وتعهده ببذل جهده للحفاظ على ذلك باعتبار قيام الدولة الفلسطينية مصلحة فلسطينية وإسرائيلية وأمريكية. وتتمثل الثانية في قناعة الإدارة الأمريكية أن الطريق المناسب هو استئناف المفاوضات وأن بيان اللجنة الرباعية الأخير وفر آلية لذلك.
وأكد أن عباس أبلغ بانيتا موافقته على بيان اللجنة الرباعية ولكن على أساس الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية والوقف الكامل للاستيطان وإقامة هذه الدولة على أساس حدود .1967
ولأجل ذلك وصل الرئيس محمود عباس إلى فرنسا ضمن جولة تقوده إلى عدة عواصم أوروبية وامريكو ـ لاتينية، حيث سيلقي خطابا أمام الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بمدينة ستراسبورغ الفرنسية مساء يوم غد قبل أن يتوجه مباشرة إلى كل من جمهورية الدومينيكان والهندوراس والسلفادور وكولومبيا قبل العودة الى البرتغال ضمن المساعي الفلسطينية لكسب دعم دولي لطلب العضوية في الأمم المتحدة. 

انتهى وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا إلى قناعة بأن إسرائيل أصبحت تعيش عزلة في محيطها المباشر بما يتعين مساعدتها على كسر هذا المعطى الجديد وخاصة مع تركيا ومصر.واعترف بانيتا رجل المخابرات الأمريكية السابق قبل أن يضطلع بمهمة الدفاع بهذه الحقيقة عشية وصوله إلى المنطقة العربية في زيارة لتحسس الأوضاع على خلفية الأحداث المتواترة التي تشهدها بعض الدول العربية والتي أخلطت الحسابات الإسرائيلية-الأمريكية على السواء وأعادت كل القراءات إلى نقطة البداية وفق معطيات الواقع الجديد.
وهي الأحداث التي زادت في قناعة وزير الدفاع الأمريكي الجديد بأن التفوق العسكري الذي تفرضه إسرائيل على جيرانها بفضل ترسانتها الحربية لم تعد ذات قيمة في ظل عزلة سياسية فرضت عليها من طرف دول كانت بمثابة حلفاء لها في محيطها الإقليمي بما يستدعي مساعدتها على استعادة ''هيبتها'' المفقودة في سياق ''تسونامي'' الثورات الشعبية العربية التي كسرت حالة الجمود التي طبعت تصرفات أنظمة تبنت من حيث لا تدري منطق القوة الإسرائيلي وأذعنت له.
ومفهوم المساعدة وفق المنطق الأمريكي يعني إلقاء واشنطن بكل ثقلها الدبلوماسي للضغط على دول المنطقة من اجل مراجعة علاقاتها مع إسرائيل بعد السحب الداكنة التي غطت سماءها منذ حادثة سفينة أفي مرمرة التركية في 31 ماي من العام الماضي والتي أعادت علاقاتها الاستراتيجية مع أنقرة إلى أسفل درجاتها قبل أن تصاب بانتكاسة أكثر وقعا في علاقاتها مع مصر في أعقاب نجاح ثورة 25 جانفي ورحيل نظام حسني مبارك الذي فقدت فيه إسرائيل حليفا لن تجد له خليفة أبدا.
وانهارت علاقة الود بين القاهرة وأنقرة وتل ابيب في وقت لم تستكن فيه إيران للعقوبات ولا للضغوط الأمريكية عليها حتى يتراجع دورها في المنطقة لصالح الدور الإسرائيلي ولكن ذلك لم يحدث وخاب الظن الأمريكي إلى حد الآن في كسب رهان تحييد إيران من معادلة الترتيبات السياسية في المنطقة العربية.
ولكن بانيتا الذي أراد أن ينظر لتطورات الوضع في هذا الجزء من العالم ومحاولة فهم ما يجري لم يجرأ على القول أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة هي التي أوصلت هذه الدولة إلى حالة الشعور بالعزلة في محيطها القريب.
ولم تكن حادثة اقتحام مقر سفارة إسرائيل وحرق علمها في قلب العاصمة المصرية الشهر الماضي اول رسالة تلقتها الولايات المتحدة في سياق مخاوفها على دولة إسرائيل التي لم تصل إلى هذا الواقع إلا بسبب تعاليها على أنظمة دول المنطقة واحتقارها لشعوبها بمنطق عنصري تجاوزه الزمن.
فقد أدركت الحكومة الإسرائيلية حينها أن علاقاتها مع القاهرة لن تكون أبدا كما كانت في عهدي الرئيسين المغتال أنور السادات والمطاح به حسني مبارك بعد أن دخل الشعب كطرف فاعل في اتخاذ القرار المصري.
ولم يكن دخول الشعوب العربية في رسم الخارطة العربية الجديدة إلا احد العوامل التي زادت في عزلة إسرائيل بعد أن كانت الآمر الناهي وآخر من يعطي موافقته على أية سياسة تخص المنطقة وأخلط عليها كل حساباتها في كيفية التعاطي مع إفرازات الثورات العربية وخاصة التي قادها الشباب المصري الذي كان من بين أولى أهدافه إعادة النظر في علاقة القاهرة مع تل أبيت وبصورة غير مباشرة في اتفاقية كامب ديفيد.
وهو مأزق حقيقي وجدت الدبلوماسية الأمريكية نفسها فيه بسبب دبلوماسية القوة التي اعتمدتها إسرائيل في التعامل مع دول المنطقة وتسببت في انهيار كل المحاور التي أقامتها مع القاهرة وعمان وأنقرة وتعمل إدارة الرئيس الأمريكي على إعادة إصلاح ما يمكن إصلاحه.
وتبدو المهمة صعبة إن لم نقل مستحيلة إذا سلمنا أن أنقرة لن تقبل بإعادة الوضع إلى سابق عهده ما لم تعتذر إسرائيل عن جريمة سفينة آفي مرمرة وتعويض عائلات ضحاياها التسعة وهي أيضا ملزمة على إقناع شباب الثورة المصرية بالاحتفاظ ببنود اتفاقية كامب ديفيد كما هي دون تغيير أو إلغاء.
وإذا سلمنا بهذه الصعوبة، فإن الولايات المتحدة بإمكانها أن تجد المخرج من هذا المأزق وهي أن تعيد النظر في سياستها تجاه إسرائيل مادامت هي سبب كل متاعبها في المنطقة ويكفيها فقط أن تكسر سيف الحجاج الذي يفرضه عليها اللوبي اليهودي النافذ في الولايات المتحدة.
ولكن هل بمقدور أوباما أو غيره أن يتجرأ يوما على فعل ذلك؟ هو اللغز الذي لا يمكن إيجاد إجابة له. 
 
إنه السيد عطية مسعودي، تلميذ الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس، من قدم لنا المادة اللازمة لإتمام سلسلة الدراسات الخاصة بعلم الأنساب، للتحدث في هذا العدد عن الأصول القبلية لسكان الجلفة.وأنا قادم من قسنطينة متخذا الطريق المؤدي نحو مدينة الجلفة، معتبرا في قرارة نفسي بأن الشيخ عبد الحميد بن باديس كان قد زارها في عام 1931 لحضور الدروس التي كان يقدمها تلميذه عطية مسعودي آنذاك بـ''المدرسة الحرة الإخلاص''.
في داخل هذا الفضاء الشاسع الذي تتخلله الهضاب المرتفعة على حافة الرمال، جلب نظري بعض الخيم المتناثرة هنا وهناك ما زالت شاهدة عن أقدمية تواجد الأجداد في هذا المكان من البدو والرحل، تلامس المباني الحديثة في تعايش بين ما هو بدو وحديث لمدينة استلهمت الشاعر سيدي خالد، والمطرب خليفي أحمد الذي تغنى بالمناظر الخلابة والرائعة لمدينة الجلفة.
ها نحن في موسم رسمت فيه حبيبات وغبار الرمل جدارا أصفر يهيج ويتحرك بسرعة الإعصار، والتي كانت في الأخير زوبعة عابرة، لتترك مكانها لضوء الشمس الذي انقشع مضيئا ومنيرا الطبيعة، فترى من خلاله قطيعا من الغنم وآخر من الإبل في وقت كانت آثار الرمل في آذاننا وأسناننا التي تذوقت غبار الرمل الخفية، تبدو وكأن مدينة الجلفة قادمة نحونا في ديكور يبين اختلاف نمط العيش من منطقة إلى أخرى، فناس الجلفة ولدوا من أجل الكرامة والحياة، إنه الالتحام بين الإنسان والأرض، ورائحة الحب وكرم الضيافة يظهر عظمة وشرف القبيلة.
من أفضل من عطية مسعودي يمكنه أن يطلعنا على أسرار مدينة من ناحية هي بربرية الممتدة لقبيلة مغراوة وفي نفس الوقت هلالية غداة دخول الفاتحين، ونسجت على مدى قرون من جيل إلى جيل أواصر بين العائلات والقبائل، فالعديد من القصص والأساطير المتداولة حول علم أنساب سكان منطقة الجلفة تكشف عن التركيبة القبلية لأولاد نايل.
كل قبيلة لها تاريخها في الجزائر العميقة، فعند الاستماع إلى الأشخاص المسنين وإجراء بعض التساؤلات حول البحوث المنجزة وكذلك عند تصفح المخطوطات الموجودة لدى الزوايا يظهر لنا تباين يعيد بين كتابات الأنتروبولجيين والاثنولوجيين المستعمرين والتي للأسف هي ناقصة لعدم إتمامها وتركت بذلك خليطا في الذاكرة الجماعية.
ففي قلب حد السحاري وجهت لنا دعوة لتناول الملفوف والكسكسي النايلي في خيمة مصنوعة من وبر الإبل، واغتنمنا فرصة وجودنا لجمع بعض المعلومات التي نادرا ما تكون موجودة في الكتب، هل وجدت الجلفة أصولها الممتدة إلى ما قبل التاريخ والعصر الحجري في هذه الحصى بحجرة الربق أو صافية بورنان؟
فالمنحوتات الصخرية لا توجد فقط بالتاسيلي ناجر، لكن أيضا بزنين وعرقوب الزملة، حيث ظهرت أولى آثار الإنسان وفوق صخر الحمام بعين ناقة والصافية والبارود وجدت كتابات ليبية أمازيغية، ومن الخيول الأليفة بداية مويلح.
يتفق الجميع على أن أول سكان الجلفة هم أمازيغ، فعلماء الأنثروبولوجيا يحددون تواجدهم إلى حوالي خمسمائة سنة قبل الميلاد، فكل فروع سكان سنجاس وبني وارع تنتمي إلى القبيلة الكبرى للمرغاوة، ويبدو أن هناك تواجدا قصيرا للرومان خلده الكاستليوم مثل الحصن الروماني دوماد والتي بناها الرومان في عام 198 قبل الميلاد تحت سيبتيم سيفير، والذين رحلوا عنها في 230 للميلاد.
تجدر الإشارة إلى أنه في ظل قيادة الامبراطور انطونين الزاهد، قام الرومان بمساعدة من جنود من ألمانيا ووبانوني بشن حرب ضد بدو الجلفة من 144 إلى 152 قبل الميلاد والتي سميت بـ''حرب المانش''.
وفي حوالي 704 هـ، اعتنق الأهالي الدين الإسلامي وكان ذلك مع وصول الفاتحين، وفي 1049 استقبل سكان الجلفة الهلاليين ثم سليم الذي بعثهم الخليفة الفاطمي المنتصر بسبب عصيان المعز بن باديس منصور بن بولوغين، فيما أبعد وطرد المغراوة والزناتة من المنطقة.
هذا الفرع الهلالي المسمى أثبتج والذي ينظم إليه الزغبة (هم الأسلاف من بني هلال والسحاري فرع هلالي لنادر استقر في جبل مشنتل والذي يسمى الآن جبل السحاري) ووفقا لأقاويل البعض وما تداول عن طريق السمع ذكر أنه في القرن السادس عشر أن أحدا يدعى محمد الخرشفي بن عبد الله جاء للاستقرار في المنطقة، واستعار لنفسه لقب سيدي نايل وهو الاسم المرجعي لأولاد نايل.
أسطورة وطهارة سيدي نايل
فالرجل التقى سيدي العباس أحمد بن يوسف من مليانة وهو يقدم دروسا لطلابه، أراد أن يختبر مدى عزيمتهم وشجاعتهم، فقرر في صباح يوم عيد الفطر أن يقوم بالتجربة بينما كان جميع الطلاب مدعوين للمشاركة في وليمة العيد لأكل الكسكسي والمشوي، فتوجه إليهم للإدلاء بسر ما رآه في منامه، قائلا: ''في تلك الليلة رأيت في حلمي الرسول سيدنا محمد -صلى اللّه عليه وسلم-، وطلب مني بتقديم أضحية لله تكون فداء أحسن من الكبش المفروض، فالذين يوافقون فليمكثوا هنا فسأدعوهم الواحد تلو الآخر لأذبحهم قرابين للّه وسيكون ذلك طواعية منكم، فالذين لا يريدون يمكنهم أن يذهبوا للاحتفال بالعيد في مكان آخر''، فبدأوا بالانصراف الواحد تلو الآخر حتى لم يتبق منهم سوى سبعة طلاب، فسيدي أحمد كان قد قام بتحضير كل شيء بالليل، حيث جلب على الشرفة سبعة خراف وأغطية وسكينا للحاجة، ثم صعد وحده، وبدأ بمناداة الطلاب الواحد تلو الأخر، وكل يرتجف من شدة الخوف، نزع الشيخ قندورتهم ثم ذبح شاة، فتلطخ الثوب بالدم الذي بدأ يتدفق عن طريق البالوعات، وهكذا دوليك كلما ذبح خروفا ألقى بالقميص من الفوق نحو الفناء، وكان يعتقد كل واحد منهم بأن زميله قد ذبح.
العملية استمرت حتى جاء دور محمد بن عبد الله وقد كانت كل الوجوه شاحبة من الخوف إلا وجهه فقد كان عاديا، فسأله سيدي أحمد عما إذا كان لا يخاف الموت، فالتفت إليه وأجابه: ''أنا سعيد للموت على يدك أنت معلمي المبجل''، فأعجب به الشيخ وأعطاه مباركته ولذريته من بعده عربونا لشجاعته.
ومن هنا جاء اسم سيدي نايل لأنه تحصل على بركة سيدي أحمد بن يوسف وقد قيل عن أبنائه فيما بعد بأنهم ''أصلهم شرفاء ونايلين الخير''، '' إليك يا نايل قدرة المرابط والوالي، سمعتك ستكون في كل الطرق، وسيكون لأطفالك وجوه جميلة وقلوب أكثر جمالا ''، انتقل سيدي نايل من بعد الجزائر العاصمة إلى الجنوب بالقرب من عين ريتش.
لا بد من القول إن سيدي نايل كان تلميذا لسيدي أحمد بن يوسف الراشدي المتوفي في 931 هـ / 1525 م والمدفون في مليانة، إذا فإن سيدي نايل عاش خلال القرن العاشر الهجري، وتوجه بعد ذلك إلى أولاد مختار على حافة واد اللحم، يقول البعض إنه كان متزوجا، فالتقى في طريقه مرابطا آخر وهو سيدي حملة عند أولاد ماضي والذي زوجه ابنته عائشة.
معجزة الأسد الذي روضه سيدي نايل ذكرتها أيضا الأسطورة، خيمته أصبحت قبلة للزائرين وتميزت عن غيرها من الخيم بأنها مصبوغة بخطوط حمراء ومن هذا التاريخ أصبح وضع الخطوط الحمراء عادة متداولة من طرف أولاد نايل، وقد مات ودفن في مكان يسمى ''جبانة الصبيان'' وهي مقبرة لا يدفن فيها إلا الأطفال لنقائهم من الذنوب وتشبيههم بالملائكة.
يجب أن نذكر أن هذه الأسطورة أعيد ذكرها من طرف علماء أنساب موقرين منهم الشيخ سيدي محمد بن أبي بلقاسم من الطريقة الرحمانية، وفقا لشجرة الأنساب، نائل محمد بن عبد الله، بن علال بن موسى بن عبد السلام، بن أحمد بن علال، بن عبد السلام بن معشيش، بن أبي بكر بن علي بن حرمة، بن عيسى، بن سالم، بن مروان، بن هيدرا بن محمد بن إدريس الأصغر، بن إدريس الأكبر، بن عبد الله الكامل، بن الحسن السبط، بن علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه، وفاطمة الزهراء (رضي الله عنها)، ابنة النبي سيدنا محمد -صلى اللّه عليه وسلم-.
وقد لوحظ في قسنطينة،حسب الشيخ أحمد بن عيسى وهو طالب الشيخ مختار آل جيلالي، أنه عثر في إحدى الأدراج شجرة أنساب تظهر عراقة سيدي نايل الذي ينحدر أصله من الأشراف، وهذا ما تؤكده شجرة بن مشيش الذي دفن في جبل بيساوية بالمغرب، يبدو أن هناك ثلاثين جيلا بين سيدي نايل ولالة فاطمة الزهراء بنت الرسول سيدنا محمد -صلى اللّه عليه وسلم-.
بينما أولاد نايل (النوايل)، كما وصفهم ابن خلدون، هم عرب من الهلاليين، لأنه إذا ما أخذنا في الاعتبار وفاة ابن خلدون في 808 هجري أو 1406 فهناك فرق قرن واحد، يجب علينا أن نفرق بين أولاد نائل محمد بن عبد الله الشريف الإدريسي محمد الحسني العلوي الفاطمي ومحمد المغربي الذي يعود نسبه وأصله للعرب الهلاليين المعروفين بالنوايل.
يحيى عبدالله عيسى يحيى (أولاد عيسى غرابي) فقط سلالة يحيى ومالك تخص منطقة الجلفة.
والآخرون أي أحمد وسكناوي استقروا في منطقة القبائل، وأبو ليث بالبران وعبد الرحمان في البابور، أحفاد عبد الله بن يحيى (أولاد فرج) موجودون في بوسعادة، وأولاد زكري موجودون بأولاد جلال وبوسعادة بما فيهم أحفاد عيسى ويحيى بن يحيى.
للموضوع مراجع
يتبع...

بزخمها الثقافي المعتاد، صدرت مجلة دبي الثقافية بعددها السابع والسبعين، راصدة ذاكرة الفضاء، ومخيلة الكلمة، وأثر الآلام الإنسانية في المكان والزمان، خاصة في تلك المسافة الكائنة بين الشفق والغسق، واندثار الروح بالضوء كي لا يصيبها النسيان، والنسيان نوع من الموت، لا يتجاوزه إلا الإنسان المتواضع حين يكون مناسباً في منصبه، ومتناسباً مع مجاله ومهامه، فلا يعاني من ''عقدة أصحاب الشأن'' على حد تعبير الشاعر والقاص ورئيس التحرير سيف محمد المري في كلمته الافتتاحية المتواصلة في قرع ''الأجراس''.
ومن ناحية ثانية، يذكّـرنا مدير التحرير، الكاتب نواف يونس، بقصة من قصص كليلة ودمنة: ''الأسد والنمر والأرنب''، مسقطاً الرموز والواقع على القضية الفلسطينية، متسائلاً: ''ما الذي تبقى للفلسطينيين؟!''.
نقرأ في بانوراما: منطقة نايف القادمة من القرن الثامن عشر، أجرجينتو الإيطالية ببصماتها العربية الرومانية، وقرية الشلال الهادر ''جزين''، وفي باب في الصميم، يطل علينا شاعر الطفولة والعروبة والطبيعة سليمان العيسى، ليروي لنا عن خفايا شعريته وحياته وأحلامه، ويحضر ناجي العلي بمهمته الصعبة التي انتهت بلحظة غادرة، كما تطفو أسرار همنغواي على مياه الاكتشاف، وتبدو الشيفرة السرية لملحمة جلجامش، وتحتفل بثورة 25 يناير العديد من الفعاليات الفنية والثقافية، ويحضر علي الجندي في سكينته الصاخبة، كما يحضر خيري شلبي، ولا يخرج حسام ميرو من غيبوبته، وهناك، في ''دراما الحياة''، يبرز مهرجان الفجيرة للمونودراما كعلامة فارقة في المسرح العالمي، ويجسد فيلم ''معركة لوس أنجلوس'' محاولة مكشوفة لتبرئة الجندي الأمريكي، وتعترف واحة الراهب ببصمتها الأنثوية الواضحة، ويناقش ملف الدراما العربية وربيع الثورات، كما يتحدث صالح الزعل عن الدراما العمانية، بينما مازالت الدراما السورية بطلة المسافات الطويلة والقامات المتميزة، ولم تتوانَ الدراما المصرية عن كشف المسكوت عنه! وبالمقابل، تعتبر الدرما الإماراتية في أوج تألقها، وبلا شك، لا بد من أجنحة للخيال بين الشعر والقصة، ولا بد من سطور مضيئة يمثلها في هذا العدد: الشاعر الفرنسي جان غروجا، أمين الريحاني، ورواية عنقاء المديح بين أفلاطون وفوكو، والجدران كدفتر للعابرين.
أما الأفعى فهي القصيدة المجهولة لأمل دنقل والتي تكشف عن صراع فني بين الرمز والحياة ومتحولاتها، مكثفة أبعادها في الخاتمة: ''دعينا وعودي أنت سرٌ من اللظى، وسر اللظى في الجمر ما بعده سر''.
وتجتمع الأوان والظلال من خلال محمد مكاوي، إنجي أفلاطون، وصبيح كلش، وفي إيقاع الروح تنعزف أسطورة خالد، كما تعلو موسيقا الهيب هوب.
وقبل الختام، تعيدنا الكاميرا إلى تراثها، وينعطف الشعر إلى دبي والتعايش السلمي، وذلك برعاية الشيخ الشاعر محمد بن راشد، كما نتوقف عن تكريم الشيخ سلطان بن محمد القاسمي من قبل الهيئة العالمية للمسرح، وتستوقفنا أصيلة الثقافية في عشرة أيام.
هذا عدا المقالات الأخرى، وآراء كتاب دبي الثقافية، ودنيا الكتب، ونادي الأقلام الذي يحتفي بمواهب جديدة.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)