شرعت وحدات الجيش السوري، صبيحة أمس، في الانسحاب من مدينة درعا، بعد أن دخلتها منذ حوالي عشرة أيام، وحسبما أورده مراسل وكالة الأنباء الفرنسية من سوريا، فقد تمت مشاهدة رتل من أربعين عربة عسكرية وهي تغادر المدينة.
وحسب رواية الوكالة، فإن عملية الانسحاب جاءت ''بعد إتمام المهمة في درعا''، مضيفة أن الجيش سيكمل انسحابه نهاية الخميس، كما يقول مدير الإدارة السياسية في الجيش السوري رياض حداد. أما وكالة الأنباء السورية الرسمية ''سانا''، فقالت عن مسؤول عسكري إن وحدات الجيش بدأت ''انسحابا تدريجيا'' من درعا، وأن الجيش أنهى ''مهمة ملاحقة عناصر إرهابية وإعادة الأمن والاستقرار والسلام إلى المدينة''.
وقالت ذات الوكالة إن قوات الجيش تمكنت من إلقاء القبض ''على عشرات هؤلاء الإرهابيين ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة الحديثة والذخائر المتنوعة''. لكن مقابل هذا الانسحاب من درعا، نقلت وكالة ''رويترز'' للأخبار عن شهود عيان، أن مئات الجنود السوريين، اقتحموا خلال الليلة ما قبل الماضية حي ''سقبا'' القريب من العاصمة دمشق، واعتقلوا المئات من سكانه، وحسب هؤلاء الشهود فقد قطعت القوات السورية الاتصالات قبل اقتحام الحي المذكور، مما حال دون معرفة ما كان يجري بداخله.
وحسب روايات بعض السكان فإن عملية المداهمة والاعتقالات كانت منتظرة بسبب مشاركة أعداد معتبرة من سكان المنطقة تلك الضاحية قد شاركوا في مظاهرات نظمت يوم الجمعة الماضي وطالبت بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
بموازاة هذا، انتشرت أخبار في سوريا تحدثت عن نشر عشرات الدبابات حول بلدة الرستن القريبة من حمص، وعن تحرك دبابات تابعة للحرس الجمهوري وناقلات جند في الطريق الرئيس حول العاصمة السورية، وحسبما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن شاهد عيان، فإن حوالي مائة دبابة وناقلة جند تمركزت عند المدخل الشمالي لمدينة الرستن على الطريق السريع بين حمص وحماة، وهو الأمر الذي أقلق السكان لتخوفهم من احتمال شن هذه القوات لهجوم مفاجىء على مدينة الرستن والتلبيسة القريبة منها، وهذا انتقاما من المشاركة المكثفة للسكان في الحركة الاحتجاجية التي تعصف بسوريا منذ أكثـر من شهر.
في ظل هذه الأجواء، تعهد ناشطون بمواصلة ''ثورتهم'' عبر تنظيم المظاهرات في جميع أنحاء البلاد، رغم استمرار الجيش في محاصرة عدد من المدن والقرى، وقد جاء في بيان أصدرته لجان تنسيق المظاهرات في عدة مدن سورية قولهم ''مستمرون في ثورتنا وفي مظاهراتنا السلمية في كافة أرجاء سوريا حتى تحقيق مطالبنا بالحرية''.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/05/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : العربي زواق/ الوكالات
المصدر : www.elkhabar.com