توقّع أصحاب وكالات السياحة والأسفار تسجيل موسم سياحي صحراوي فاشل هذه السنة بسبب الأحداث السياسية المتعاقبة والأوضاع الأمنية الصعبة التي تعيشها صحرائنا. فبالرغم من مرور أكثر من أسبوعين عن انطلاق موسم السياحية الصحراوية في 26 سبتمبر المنصرم، إلا أن سكان الجنوب وخصوصا مدينتي جانت وتمنراست لايزالون في انتظار وصول الوفود السياحية.أكد عدد من أصحاب وكالات السياحة والأسفار ل”الفجر” أنه تم إلغاء ما يزيد عن 2000 طلب منذ قضية إعدام السائح الفرنسي ”بيير اورفي غوردال” على يد تنظيم ”جند الخلافة” الإرهابي المبايع لداعش، في ولاية تيزي وزو مؤخرا، مؤكدين أن تردي الأوضاع الأمنية في الصحراء بسبب انتشار أفراد التنظيم الإرهابي الجديد الموالي ل”داعش” من جهة، وانعدام الاستقرار في منطقة الساحل ومالي خصوصا من جهة أخرى، ألقى ظلاله على قطاع السياحة الصحراوية التي تشهد تراجعا مستمرا، متوقعين أن يكون الموسم الحالي أسوء موسم منذ سنوات التسعينيات أو كما فضلوا تسميتها ب”سنوات الجمر”. كما لم يستثن محدثونا أزمة غرداية التي عادت للواجهة مؤخرا رغم كافة جهود الدولة للقضاء عليها، والتي ساهمت هي الأخرى في دفع السياح لصرف النظر عن زيارة صحرائنا خوفا على حياتهم.. التي قد تكون في قبضة الخاطفين في أي وقت.وحمّل أصحاب وكالات السياحة مسؤولية تراجع قطاع السياحة الصحراوية إلى الوزارة الوصية التي أغفلت، حسبهم، مهمتها في الترويج للوجهة السياحية الجزائرية، وبالتالي لم تغتنم فرصة تردي الأوضاع الأمنية في دول الجوار لاستقطاب السياح الأوروبيين.للتذكير، فإن مديرية السياحة لولاية تمنراست لم تسجل خلال العام الفارط سوى زيارة 634 سائح بسبب التهديدات الإرهابية والأوضاع الأمنية الصعبة في الحدود مع مالي. كما سجلت عام 2012 سوى زيارة 900 سائحا فقط، أي بانخفاض بلغت نسبته 60 بالمائة، بالمقارنة مع عام 2011، في حين تم تسجيل زيارة 1807 سائحا. وتجدر الإشارة إلى أن وزارة السياحة تسعى منذ سنة 2005 إلى تطبيق برنامج تنموي يأخذ بالسياحة الصحراوية كمورد أساسي للاقتصاد الوطني، لاسيما التنمية المحلية لمنطقة الجنوب التي تزخر بثروة سياحية هائلة، إلا أن عراقيل على رأسها بيروقراطية التسيير ومشاكل العقار، إضافة إلى مخاطر النشاط الإرهابي الذي يستهدف اختطاف السياح بالصحراء عرقل تطوير النشاط السياحي الصحراوي والاستفادة من عائداته.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/10/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : راضية ت
المصدر : www.al-fadjr.com