قدَّر مقاولو الحرب في أمريكا كلفة "الحملة" على "داعش" بأكثر من خمسمائة مليار دولار، نعم خمسمائة مليار دولار، وفوقها خمسون مليون دولار أيضا.. مبلغ مَهُول، يحبس الأنفاس، يكفي ليعيل أمة، لكنه "بسيط" لدى مقاولي الحرب الأذكياء، و"هيِّن" لدى "قوم تُبّع" الأغبياء.. ذلك لأن البيت الأبيض بكل تركيبته – السياسية والاقتصادية والعسكرية – يعتبر الحرب على "داعش" صفقة رابحة على أكثر من صعيد، ويعلم علم اليقين أن حلفاءه الأغنياء مستعدون للدفع مهما عظم المبلغ."داعش" ذريعة جديدة أو "صهوة" قادمة من حنايا الأحداث الغامضة والتطورات الرهيبة في الشرق الأوسط، ظاهرة ولدت كبيرة فحرقت كل المراحل وتحولت بقدرة قادر إلى قوة مرعبة تزرع الرعب في مختلف أنحاء الدنيا، فتثير تحالفا لأعتى القوى العسكرية والحربية في العالم.. إنها صفقة القرن بكل المقاييس في المنطقة، وبتكفل تام يدفع ثمنها التعساء.. ويسدد فاتورتها وتكاليفها ومصاريفها وفوائدها الأغنياء الأغبياء من أموال الفقراء الأشقياء..إن الذين ينفخون في "داعش"، ويختفون وراء فزاعة ما يسمى الإرهاب، ويدفعون لأمريكا "الملايير الممليرة" لتحميهم وتخلصهم من مخاطر يرونها داهمة متربصة بهم لأنها تنهل من النبع نفسه الذي نهلوا منه، وتتبع الخطى نفسها التي اتبعوها، إنما يمكنون للتحالف الصليبي في المنطقة ويمنحونه بضحاياهم ومالهم وعرضهم ما عجز عن تحقيقه على امتداد قرون من الاحتلال والحروب والاستغلال، مقابل بقائهم على كراسيهم.. "..ألا إن رحى الإسلام دائرة فدوروا مع الكتاب حيث دار، ألا إن الكتاب والسلطان سيفترقان فلا تفارقوا الكتاب، ألا إنه سيكون عليكم أمراء يقضون لأنفسهم ما لا يقضون لكم إن عصيتموهم قتلوكم وإن أطعتموهم أضلوكم.."** حديث نبوي
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/09/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشروق اليومي
المصدر : www.horizons-dz.com