خلافات تهدد مفاوضات الجزائر بين باماكو وحركات الأزواد

تواجه الجولة الثانية من المفاوضات بين فرقاء الأزمة في مالي منعرجات قد تعيد مسار التفاوض بين الفصائل المالية وحكومة باماكو إلى نقطة الصفر ويجعل من جلسات التفاوض مجرد لقاءات لعرض وجهات النظر.ورغم تأكيد الحكومة المركزية في مالي على لسان وزي خارجيتها عبد اللاي ديوب التزامها بالمشاركة الجادة في مفاوضات السلام وتنفيذ بنود أي اتفاق مستقبلي في إطار المسعى الذي ترعاه الجزائر، إلا أن عدم وضوح الرؤية لدى الحركات الأزوادية وتضارب الأهداف بسبب عدم التنسيق بينها قد يعيق التوصل إلى اتفاق نهائي وشامل لكل نقاط الخلاف.ويعد غياب ممثلي الحركة الوطنية لتحرير الأزواد وعلى رأسها بلال أغ شريف عن اللقاء الأول بالجزائر بسبب تواجده في المغرب تأكيد على محاولات المغرب المستميتة للضغط على الجزائر بخصوص قضية الصحراء الغربية من بوابة الأزواد، حيث برر أغ شريف توجهه إلى المغرب بتلقيه دعوة من وزير خارجية المغرب الذي عرض التدخل في حل الأزمة، إلا انه رفض ذلك.وعاد بلال أغ شريف إلى بوركينافاسو على أن يلتحق اليوم بالجزائر لحضور جلسات الحوار بين باماكو والحركات الازوادية شمال مالي، وهو الأمر الذي استنكرته الحركة العربية لتحرير الأزواد بجناحيها واعتبرته خرقا لاتفاق واغادوغو بعد أن غير أن أغ شريف مطلب الحركة من وحدة تراب مالي و الحكم الذاتي إلى المطالبة ب"الانفصال" بشكل كامل وهو ما ترفضه الحكومة المالية والجزائر.وتسعى الجزائر لتقريب وجهات النظر بين الحركات الازوادية التي تفاوض الحكومة المالية، خصوصا بعد بروز انشقاقات داخل الحركة العربية لتحرير الأزواد ودخولها المفاوضات بجناحين يطالب الأول بوحدة مالي عن طريق تحقيق التنمية وليس الحكم الذاتي أو الانفصال، وهو جناح ولد سيدي محمد الموالي للحكومة المالية، فيما يتمسك (جناح انتالا اغ الطاهر) بالحكم الذاتي.ونظمت الجزائر منذ جانفي الفارط سلسلة من اللقاءات تهدف إلى توفير الشروط الكفيلة بإطلاق حوار شامل بين الماليين وكانت ثمرة هذه الجهود التوافق على بدء الحوار المباشر بين أطراف النزاع بداية شهر جويلية الماضي وذلك بناءا على "إعلان الجزائر" و أرضية التفاهم المبدئية" التي وقعت عليها ست حركات سياسية مسلحة ناشطة في شمال مالي المعنية حاليا بالحوار المباشر مع الحكومة المركزية ببماكو.وتشارك في المفاوضات كل من الحركة العربية للأزواد والتنسيقية من أجل شعب الأزواد وتنسيقية الحركات والجبهات القومية للمقاومة والحركة الوطنية لتحرير الأزواد والمجلس الأعلى لتوحيد الأزواد و الحركة العربية للأزواد (المنشقة).