… وأخذت غروبا من زبد البحر.. طيوبا من رمل شواطئهِ..ومشيت إلى جهة تعرفني.. ليست شرقا.. أو … غربا.. ليست فوقا.. أو تحتا..كانت في العمق الأعمق في الذاتِ..وكانت خارطةٌ من ورق الريح على الصدر تحاصرني..كانت في الحلقوم أجاجا.. وسلاسل في الرجلين تقيدني..وذراعي اليمنى مشدوده.. واليسرى أيضا.. مشدوده.. والرأس ـ وحيداـ في الأعلى.. يترنحُ قال: هنا.. وقعْ..وأشار إلى جسدي..بالبترول هنا.. وقعت جنوبا.. وجنوبا.. كانت ذاكرتي تجمع ما كان تبقى من حجر الذات الأخرى في الأغواطِ.. ورمل الحاسي..تجمع ما كان تبقى من شجر الرملِ يظللني: حجرُ الوقتِ.. عقاربُ مدِّ الأفُق الدائر بيَ.. وأرقامُ السنوات الجبليةِ..أكواخ المنفيين..وشوكُ الليل الذاهب في الصمتِ.. غبارُ صباح الركضِ.. ودالية الأجفانْ تجمع ما كان تبقى من كفي.. بالإبهام تسدد لون دمي.. بالسبابة تطلق ريح سوادي.. بالخنصر والبنصر تنثر ذرات براكين القادم من جمجمتي منتعلا حرقته وغموض الردهات الخلفية في قدميَّ.. وأعشاب الأحزانْتجمع هذا القادم من جمجمتي.. قمرَ الأشعار ترددني.. تفتح لي غيم سواحلها.. في المدِّ.. تموجني.. في الجزرِ.. ترج خطايَ.. وفي الأزرق تكمل بي دورتها.. ثم.. قريبا من صخر تناسله.. تنشئ في .. جثتهُ.. لينام قريبا من حجري.. منتميا لبياض الأكفانْقال: هنا.. وقعْ.. بدمي العالق في القندول هنا.. وقعت.. شمالاوشمالا.. كانت خاصرتي تتلوى من أثر الجوع الغجريِّ تزم دمي المتقاطر في الأدغال.. هنا.. في جيجلَ.. أحراش غليزانَ.. هنا.. في بن طلحةَ.. غين الدفلى.. وهنا.. في الرمَكه..كانت عنقي من أثر الشوكِ تنز غيوما حجريه..كان الوقت ثلوجا تتراكم فوق الظهرِ.. ولوجا في شجر الحمَّى.. ودروبا من صخر الآهِ..هنا.. وقعت على سمت بياض الليلةِ.. في العمق رأيت يدي.. خلفي.. شفتيَّ على الأخضر جافا.. قدميَّ.. هناك.. بعيدا.. عن جسدي.. والطين يغوص بكفيَّ إلى الأعماقِ.. الأحجار تضم ضلوعي.. باكيةً.. والماء…………….. سرابْقال: هنا.. وقع..بدمي.. في الرمل هنا.. وقعت شمالا شرقيا ..شرقا.. كانت خارطتي تحفر في الصمت الآخرِ.. توجعني.. وتكسِّر رجتها.. فيَ.. وكانت تجعل شاهدها يمتد إلى الأسفل ذئبا وثنيا يتبعني.. يصعد بي.. ضربا في الرأسِ.. شقوقا.. وعظاما.. ينشر في الأزرق حبرَ صداهُ.. دمي المتخثرَ ماءً.. يهجرني.. يتسرب من جزر ضاربة في الوحلِِ.. وأغربةٍ من مدِّ الرمل الحارقِ ينشر ليل مداهُ.. هناك.. هنا.. في الجسد الغامقِ.. فيَ..وكانت تفتح باب الفجر.. وتغلقهُ.. وتشير إلى جسدي.. فأرى غيمتها حجرا.. ودمي خيطا يتدلى.. رأسا مقطوعه.. تفتح باب الكلمات.. وتوصدهُ.. وتشير إلى وطني.. فأرى خيمتها وبرا محترقا.. لكمات في الجسمِ.. ضلوعا غابرةً.. وطيورا أخرى.. وجرادْ.. تفتح وكر الأشياء السفلى.. لا أفْق هنا..غير صراخ يتعالى في البريةِ.. يشعل صمت النازل في الأعماق.. سوادْ.. أشرع في الحفرِ/ القفرِ.. أظافرُ تقتلع الأحجار الحبلى.. تضرب كفي الأرضَ.. ترج شواهدها أقمارا هاويةً.. قمرا.. قمرا.. منفىً أبديا.. وحدادْقال: هنا.. وقع.. بدمي في الصمت هنا.. وقعت شمالا غربيا.. غربا..كانت كفي صارخةً.. والأرض تغورُ.. وكان الرأس بعيدا.. منطفئا..ناديت عظامي.. فرس الشهقة تلجمني..ناديت دمي.. عشب القبرِ.. شواهدهُ..كان الله على حجرٍ..في الشمسِ.. وحيدا يبكي.. والبحرُ.. على الأفْق.. . . … رمادْ.
شعر: الطيب طواهرية
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/04/2010
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com