تكلم محمود عباس أول أمس، في منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجدد العهد والاعتراف بدولة إسرائيل، ذلك الاعتراف الذي وقع عليه سلفه عرفات في أوسلو سنة 1993.تكلم وكأنه كان يقرأ الصفحة 65 من كتاب الجغرافيا اللعين، لكن لا أحد قال عنه ”كي وصل هذا اليهودي (معذرة لليهود المحبين للإنسانية وما أكثرهم، في إسرائيل وخارجها) إلى فلسطين لن يبيت ليلة في رام الله على رأس السلطة، لم يحلفوا فيه” على حد المثل الشعبي، مثلما فعلوا مع الوزيرة، لم يخرجوا الأطفال من فضاءات اللعب والمدارس يرفعون صوره موشحة بعلم إسرائيل وفرنسا!فقط سكتوا ليس خجلا، فهم لا يعرفون معنى الخجل، بل لأن أمر فلسطين في الحقيقة لا يعنيهم، فقط يتخذونها ذريعة مثلما سبق لهم واتخذوا الدين واللغة العربية لضرب خصومهم، ولضرب أي صوت يعلو فوق نعيق أصواتهم!الخطأ ليس خطأهم وحدهم في الحقيقة، فهو خطأ السلطة التي سكتت لصعاليك الملاعب لما صفروا مستهزئين بالنشيد الوطني والفريق الوطني لما لعب مباراة ودية مع الفريق الفلسطيني، ورفعوا كلهم العلم الفلسطيني، وكأن المباراة كانت تجري في ملعب في غزة أو في رام الله.نحب فلسطين، وندافع عن قضيتها العادلة وحق شعبها في بناء دولته وتحرير أرضه، ووقوفه ضد آلة الدمار الإسرائيلية، لكن أبدا لن أحبها أكثر من الجزائر، وعلم الجزائر و”قسما” الذي قطعناه على أنفسنا وفاء لدماء الشهداء.ثم ما نفع أن ندير ظهرنا إلى إسرائيل، إذا كان رئيس السلطة الفلسطينية نفسه يصرح ويوقع ويجدد العهد لها أمام مرأى العالم؟ هل نحن فلسطينيون أكثر من الفلسطينيين أنفسهم؟!نعم لإدانة كل الجرائم التي تقترفها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، ونعم لمقاطعة منتوجاتها من طرف أحرار العالم، لكن اعترفنا بها أم لم نعترف، ليس هذا ما سيزيلها من خريطة العالم، وليس هذا الذي سيرمي بشعبها إلى البحر، وما علينا إلا أن نغير زاوية النظر إلى القضية ما دام أهلها أنفسهم تغيروا وغيروا طرق مقاومتهم للعدو، وقبلوا الجلوس إلى موائد المفاوضات.الجيوستراتيجية العالمية تغيرت ومازالت تتغير، ونحن مازلنا متمسكين بمواقف تجاوزها الزمن ومبادئ تخلى عنها أصحابها، وكل هذا ضد مصلحتنا كدولة وكشعب، وخريطة العالم يعاد تشكيلها رغما عنا، سواء اعترفنا بإسرائيل، أو مازلنا متمسكين بلاءات الخرطوم!!
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/09/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com