الجزائر

خطاب بوتفليقة لم يرفع نسبة المشاركة لكنه ''عدّل'' خيارات الناخبين



خطاب بوتفليقة لم يرفع نسبة المشاركة لكنه ''عدّل'' خيارات الناخبين
لا تتفق نسب المشاركة الانتخابية المحققة في كثير من الولايات مع طروحات كثيرة ساقت الارتفاع النسبي لحجم المشاركة الانتخابية على أنها استجابة لنداء رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة. ففي سطيف نفسها، حيث سيق الخطاب، لم تتجاوز النسبة عتبة ال46 بالمائة، وفي تلمسان توقفت عند ال48 بالمائة.
على العكس، يبدو فارق التصويت قد صنع في ولايات بجنوب البلاد، حيث صوت أفراد للجيش بقوة مع خضوع مناطق ل''العروشية'' في خياراتها.
تناقض نسبة المشاركة الانتخابية، في كثير من الولايات في شمال البلاد، طروحات كثيرة تعتقد أن النسبة الإجمالية للتصويت (38, 44 بالمائة) المسجلة وطنيا، والموصوفة بالمرتفعة قياسا لتشريعيات 2007، على أنها نتاج مباشر لخطاب ألقاه رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، في سطيف ''يستعطف'' فيه الناخبين من ''الفئة الصامتة''، لكن عتبة المشاركة في كثير من الولايات الشمالية لم تتجاوز سقف الخمسين بالمائة، في حين حطمت نسب المشاركة أرقاما قياسية في ولايات تتمركز فيها قوات الجيش الوطني الشعبي، أو يخضع التصويت فيها لمنطق ''العروشية'' أو ''القبلية''.
وتلغي الملاحظة الأولية في نسب المشاركة في الولايات كل على حدة، إحدى القراءتين في خطاب الرئيس، لكنها تبقي الثانية على الأرجح، والقراءة الملغاة هي ارتفاع نسب المشاركة، في حين تبقى الثانية قائمة وهي احتمال أن يكون خطاب بوتفليقة قد فهم إيعازا منه باختيار قوائم حزب جبهة التحرير الوطني، لما ذكر قائلا ''انتمائي السياسي معروف ولا غبار عليه''. ويعتقد أن هذه الإشارة ربما ''عدلت'' من خيارات فئات قررت التصويت مسبقا تدعوهم ''لرفض المغامرة'' وفق منطق السلطة.
فلم تتجاوز نسبة المشاركة في ولاية سطيف، حيث ألقى الرئيس بوتفليقة خطابه، الثلاثاء الماضي، نسبة ال67,46 بالمائة، لكن حزب جبهة التحرير الوطني في ذات الولاية حصد غالبية المقاعد (ثمانية) ولم يتمكن حتى عبد المالك سرار، رئيس نادي وفاق سطيف، المنتشي بكأس الجمهورية الثامنة في تاريخه، من ضمان مقعده لما ترشح في ''جبهة المستقبل''.
ولم تتخط نسبة المشاركة في عاصمة البلاد نسبة ال95, 30 بالمائة، لكنها مقارنة بالتشريعيات الماضية تبدو مرتفعة. وتوقفت نسبة المشاركة في ولاية قسنطينة عند عتبة ال21, 39 بالمائة، وفي كل من سكيكدة وعنابة توقفت النسبة في 48 بالمائة، ونفس الأمر ينطبق على ولاية تلمسان التي ينحدر منها أغلب وزراء الحكومة، فبلغت نسبة المشاركة فيها 24, 48 بالمائة، وفي جيجل بلغت النسبة 05, 43 بالمائة. وفي وهران، عاصمة غرب البلاد، بلغت نسبة المشاركة 26, 44 بالمائة.
بيد أن ولاية فالمة صنعت فارقا كبيرا مقارنة بباقي ولايات الوطن، حيث حققت أكبر نسبة مشاركة على المستوى الوطني، تجاوزت عتبة ال15, 85 بالمائة. ويفسر بعض سكان الولاية هذه النسبة بشعور عام لدى أهلها ب''تهميش متعمد'' من السلطات خلال السنوات الماضية، جعلت كثيرا من المشاريع التنموية تلغى أو تؤجل، وجاء قرار التصويت كنوع من ''الإشارة'' حتى تلفت الانتباه مجددا لحكومة البلاد.
وترتفع نسبة المشاركة تدريجيا باتجاه ولايات جنوب البلاد، والشائع في كثير من المناطق خضوع التصويت لمنطق ''العروشية''، لكنه عامل ضعيف مقارنة بكثافة تصويت أفراد الجيش في ولاية مثل تندوف التي سجلت نسبة المشاركة فيها حدود ال15, 83 بالمائة، وفي أدرار بلغت النسبة 86, 64 بالمائة، وفي تمنراست 13, 60 بالمائة، أما في ولاية إليزي فبلغت 07, 56 بالمائة، وقد كررت الحكومة عدة مرات أن أفراد الجيش لم يتلقوا أية تعليمات بالتصويت لصالح حزب بعينه.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)