خصائص الاستراتيجية:

خصائص الاستراتيجية:
من خصائص الاستراتيجية أنَها خفية متفرَدة، لا تصلح منها واحدة لمعركتين مختلفتين وهذا الاختلاف يشرع الحديث عن استراتيجيات مختلفة ويكسب النص الأدبي فرادته .
كما أنه يتراءى لنا بالنظر إلى مختلف تحديدات الاستراتيجية أنَ الاستراتيجيات راجعة إلى ذات (فردية أو جماعية) تحمَل على اختيار (عن وعي أو عن غير وعي) عدد من العمليات اللغوية، وأنه ليس للحديث عن الاستراتيجية من معنى إلاَ بالنسبة إلى إطار من الإكراهات سواء قواعد أو معايير أو مواضعات، وفي نظر "شارودو" لا يمكن استعمال مفهوم الاستراتيجية إلاَ بالنسبة إلى إطار تعاقدي يضمن استقرار السَلوكات وقابليتها للتوقَع بحيث يمكن للفرد أن يتدخل فيتعامل إمَا مع معطيات العقد و إمَا في صلبها،وهكذا
يذهب "شارودو" إلى حدَ الإقتراح أنَ "هذه الاستراتيجيات تتطور حول ثلاثة رهانات لا يقصي بعضها البعض، ولكن يتميز مع ذلك بعضها عن بعض بطبيعة غائيتها: رهان تحقيق المشروعية الرَامي إلى تحقيق سلطة الفرد ...رهان المصداقية الرامي إلى تحديد موقع الفرد من الصَدق ورهان الاستهواء الرَامي إلى إدخال طرف التبادل التواصلي في إطار تفكير الذات المتكلمة .
والحديث عن الاستراتيجيَة مشروط بمبدأين متكاملين هما: ضبط المقاصد واختيار الوسائل المناسبة ، وبذلك يمكن القول إنَ من أهم خصائص الاستراتيجية ومكوَناتها أنَها: خطاب مخطَط له بصفة مستمرة وشعورية، فليست هي من عفو الكلام يسير بصاحبه على غير منهج، مستسلما لشجونه مفتنا بألوانه. ثمَ إنَ ما يصلح منها لحالة قد لا يصلح في غيرها من الحالات. وعلى هذا الأساس تتعدد الاستراتيجيات بتعدَد ظروف انعقاد الخطاب، وهي متغيَرة باستمرار . وما بين ضبط المقاصد واختيار الوسائل مرحلة خفية قائمة على استباق ردود فعل المخاطب والتنبؤ بمختلف الحالات الممكن حدوثها، وهذا يستوجب معرفة دقيقة بمقام الخطاب ومختلف الأبعاد المؤثَرة في العملية الخطابية .