خسارة مدوية لأحزاب شباب الثورة والمال السياسي يصنع المشهد الإخوان يقرعون طبول النصر في مصر

اللواء طلعت مسلم لـ ”الفجر” : ”الجيش لا يملك إلا خيار القبول بنتائج الانتخابات وهو ملزم بالحياد”   أكدت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية الأولى في تاريخ مصر بعد عهد مبارك تفوق التيار الإسلامي  الممثل بحزب الحرية والعدالة التيار الإخواني وحزب النور، التيار السلفي في مصر. وكشفت العمليات الأولى لنتائج فرز الأصوات في معظم المحافظات المصرية البالغ عددها 9 محافظات تقدم ”تاريخي” للتيارات الإسلامية. ومن المقرر أن يعلن النتائج النهائية اليوم كما كان مقررا أن تعلن أمس، لكن تم تأخيرها نظرا لحدوث بعض العقبات التي تواجه المستشارين في أعمال الفرز. أكد بيان حزب الحرية والعدالة، التيار الإخواني في مصر، تحقيقه فوز ”تاريخي” في الانتخابات البرلمانية. وأشار بيان الحزب الذي صدر أمس لتثمين العملية الانتخابية الأولى في مصر بعد مبارك إلى تقدم قوائم حزب الحرية والعدالة، يليه حزب النور ثم الكتلة المصرية، كما تشير النتائج الأولية إلى الاستبعاد الشعبي لفلول الحزب الوطني سواء الذين خاضوا هذه الانتخابات من خلال أحزاب تم تأسيسها بعد الثورة أو من خلال أحزاب كانت قائمة بالفعل، ما يؤكد أن الشعب المصري مارس حقه في العزل السياسي. من جهته، دعا الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الجميع إلى احترام إرادة الشعب بعد أن أعلن كلمته واختار بحريةٍ في أول مراحل الانتخابات البرلمانية بعد الثورة. من جهته أكد الدكتور محمد البلتاجي، عضو المكتب التنفيذي لحزب ”الحرية والعدالة” وأمينه بالقاهرة، أن الشعب المصري هو السبب الرئيسي في النجاح الباهر الذي حققته التجربة الانتخابية الحالية. وقال في تصريحات لوسائل الإعلام المصرية: ”يتملكني شعور غامر بالفرحة لأننا نجحنا في إتمام الجولة الأولى من الانتخابات”، مشيرا إلى أنه لا تهمه نسب الفوز كثيرا،  ”ولكن المهم أننا جميعا فزنا على محاولات تعطيل التجربة الديمقراطية”. وأضاف: ”أريد أن أقبل يد كل شاب وشيخ ورأس كل فتاة وسيدة ساهموا في إنجاح التجربة (مرشحين وناخبين ومندوبين ومؤيدين من كل التيارات، كما أريد أن أقبل يد (قضاة - شرطة -جيش وموظفين) لما لهم من فضل جميعا في نجاح أول خطوة في البناء”. وشدد على أن ”الناجحين في الانتخابات ستكون عليهم مسؤولية كبيرة، وهم أهل للشفقة والمساعدة، ونسأل الله أن ينجحوا في الامتحان الأصعب وهو امتحان المسؤولية”. من جهتها، الأحزاب الخاسرة في الانتخابات التي في مقدمها تحالف ”الثورة مستمرة ” الذي يمثل غالبية شباب ثورة 25 يناير المصرية التي أدت إلى سقوط نظام مبارك، فقد أعربت عن ”حزنها” الشديد من النتائج الأولية للانتخابات متهمة التيارات الإسلامية بخطف الثورة المصرية من خلال استخدام الدعاية الإعلامية ”غير النزيهة” وإغراء الناخبين بالمال. كما أوضحت نوارة نجم، إحدى أبرز الناشطين المرشحين ضمن قائمة ”الثورة مستمرة” و التي يبدو أنها خسرت المعركة الانتخابية وكتبت على صفحتها في تويتر تقول: ”كل الناس اتظبطت بتزوير وبتوزع فلوس ما عدا الثورة مستمرة اللي أنا انتخبتها.. وكل الناس حتنجح ماعدا الثورة المستمرة اللي أنا انتخبتها”.   كما أعلنت غرفة العمليات للتحالف الانتخابى ”الثورة مستمرة” عن انتهاكات لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي وحزب النور السلفي في أحد اللجان الانتخابية بمركز طمية بمحافظة الفيوم. وذكر التقرير في متابعة اليوم الثانى للتصويت في العملية الانتخابية، أن القاضي بأحد اللجان الانتخابية ضبط توكيلات مزورة لثلاثة من مندوبى ”الحرية والعدالة” وخمسة من مندوبي ”النور”، وقام بطردهم من اللجنة وتحرير محضر بالواقعة. علال محمد  الخبير العسكري المصري اللواء طلعت مسلم لـ ”الفجر” : ”الجيش لا يملك إلا خيار القبول بنتائج الانتخابات وهو ملزم بالحياد” استبعد اللواء المصري، طلعت مسلم، أن يقوم المجلس العسكري المصري الذي يدير شؤون البلاد بإلغاء نتيجة الانتخابات المصرية التي أسفرت عن فوز التيار الإسلامي، وهو فوز وصفه اللواء بـ ”الساحق”. وقال القائد الأركان المتقاعد طلعت مسلم في اتصال هاتفي أجرته معه أمس ”الفجر” للتعليق على نتائج الانتخابات البرلمانية المصرية :” الشعب حدد كلمته وكان من المتوقع فوز التيار الإسلامي ولكن المفاجأة الكبيرة التي جاءت بها النتائج هو الفوز ”الساحق” الذي تجاوز كل النسب المتوقعة”. وأضاف المتحدث: ”صحيح أن المشاركة كانت كبيرة جدا ولكن للأسف فهي لا تعبر عن إرادة الشعب الحقيقية في التغيير، فمعظم الذين ذهبوا إلى الانتخاب لا يعرفون من  سيختارون”، مشيرا إلى أن الانتخابات كانت سريعة والشارع المصري لم يتمكن من الإلمام بجميع الخيارات التي طرحت في الساحة السياسية.   هذا،وأكد اللواء طلعت أن المجلس العسكري لا يملك خيارا آخر غير القبول بنتائج الانتخابات رغم أنها أعطت الضوء الأخضر للتيار الإسلامي في تشكيل ملامح الدولة المصرية الجديدة.وقال مسلم: ”المجلس العسكري  سيقبل بالنتائج من أجل أن يثبت أنه واقف في الحياد ولا يعارض فكرة  قيام الدولة المدنية وأنه غير طامع في السلطة”. وقال ”المجلس العسكري سوف يسلم السلطة لا محالة بغض النظر عن النتائج”.   هذا وأوضح اللواء طلعت أن التصعيد السياسي والإعلامي والتحذيرات التي أطلقها القادة الإسرائيليون ضد مصر بخصوص صعود التيار الإسلامي، أنها لا ترقى لتكون مؤشرا حقيقيا لمواجهة مرتقبة بين مصر وإسرائيل. وقال مسلم في هذا السياق: ”الوضع غير مناسب لأي مواجهة سواء من طرف إسرائيل أو مصر”.  علال. م   المرشح لانتخابات مجلس الشعب المصري، جورج إسحاق  لـ ”الفجر”: ”الإخوان كفّروني وهذا سلوك غير أخلاقي” إتهم جورج إسحاق، الناشط السياسي المصري والمنسق السابق لحركة كفاية والمرشح لمقعد الشعب في دائرة بورسعيد جماعة الإخوان المسلمين بممارسة الدعاية المضادة ضده واستخدام أساليب وصفها بغير الأخلاقية لإضعاف حظوظه في سباق مجلس الشعب. وقال جورج في اتصال هاتفي أجرته معه ”الفجر” أمس: ”جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين مارسوا دعاية غير أخلاقية ضدي واسخدموا أساليب قذرة”، وأضاف: ”إنهم قاموا بتكفيري وهذا غير أخلاقي؛ حيث استغلوا  قلة وعي الشعب المصري من الناحية السياسية والغالبية التي لا تقرأ ولا تكتب من أجل  تمرير دعاية غير أخلاقية وغير دينية”. وأكد جورج أنه تقدم ببلاغ ضد جماعة الإخوان المسلمين واللجنة الانتخابات في محافظة بور سعيد التي كان يتنافس فيها على مقعد الفئات. وقال جورج: ”لقد قاموا بإلغاء قوائم بأكمها في محافظة بور سعيد وعدة محافظات أخرى منها القاهرة،  هذا الأمر موثق ولدينا أدلة تثبت ذلك تقدمنا بها للقضاء من أجل التحقيق وإعادة النظر فيها” وأضاف أنه لن يخرج في مسيرات للاحتجاج وقال : ”في الأخير نحن دولة قانون ودولة مؤسسات ونحن نحترم قرارات القضاء المصري”. وأشار جورج إلى أن خسارته في الجولة الأولى للانتخابات المصرية ستدفعه إلى إجراء تحالفات سياسية جديدة في مرحلة الإعادة.  علال. م