الجزائر - A la une

خريجو المعاهد و الجامعات ضحية التسيير الهاوي



خريجو المعاهد و الجامعات ضحية التسيير الهاوي
ظاهرة كراء الشهادات تستفحل في الوسط الرياضيرغم مساعي الحكومة الرامية بوضع إطاراتها على رأس مختلف الهيئات الرياضية وإسناد المهام لذوي الاختصاص من أجل تأطير الحركة الجمعوية الرياضية في الجزائر ، إلا ان ثقافة الهاوية و التفكير الخاطئ لبعض مسيري الفرق و نظرتهم القاتمة لأصحاب الشهادات الأكاديمية جعلت جل الإطارات يعيشون في بطالة مستديمة ، بل هناك من يعمل تحت مظلة وزارة الشباب و الرياضة يعيش نفس الظروف بما أنه بعيد عن الميادين ولا يتواجد في المكان الذي كوّن من أجله ليصبح حبيس المكاتب وتحول مهامه إلى عون لعقد الجمعيات العامة للأندية و مختلف الهيئات الرياضية مثلما هو حاصل في مختلف المديريات الشباب و الرياضة ، إذ تشرف المعاهد و الجامعات الوطنية بتخريج المئات من الإطارات إلا نسبة ظفرهم بفرصة في الاندية تبقى ضئيلة ، وذلك ناتج عن غياب الوعي لمعظم مؤطري الفرق الذين يفضلون الأسماء القديمة أو كما يدعون أصحاب الخبرة على الكفاءات الشابة ، فالحكم على متخرجي المعاهد محكوم عليه بالفشل دون أدنى فرصة التي إن وجدت فإن مآلها في الأصناف الصغرى. و تعتبر البطولة الوطنية لكرة القدم أكبر نموذج ودليل كافي للوقوف على التهميش الذي تتعرض له الإطارات ، و لو نأخذ البطولة بقسميها الأول والثاني المحترف كعينة فقد نحد ان هناك مدربين حضوا بأكثر من فرصة في موسم واحد دون أن يحدثوا أي تغيير بل هناك اخرين أصبحت قضية الإقالة بالنسبة إليهم أمر عادي فلا يهم أن تدنس كرامته بما انه تحت الطلب وبأجرة كبيرة في فريق قام هو الاخر بإقالة مدرب من أجل نفس الغرض. ففي القسم الأول ، هناك أكثر من خمسة مدربين تمت إقالتهم و تحولوا إلى فرق أخرى ، فيما كان العدد في القسم الثاني المحترف بست مدربين، وما يلفت الانتباه انها نفس الأسماء و قد تحمل بعض الإطارات وخريجة المعاهد في عهد منهجية التدريب الكلاسيكية، أي قبل ان تصبح الرياضة بمثابة علوم مصحوبة بأعلى تقنيات التكنولوجية. فراغ الشارع الرياضي من كفاءات جامعية و إطارات أكاديمية فرض منطق الفوضى وتنكيل بمستقبل الرياضة الجزائرية دون أي اعتبار للعواقب الوخيمة المترتبة عن هذه الاختيارات ، فنجد مثل فريق شبيبة الساورة يتعاقد مع مدرب أجنبي بمئات الملايين في وقت ان هناك كفاءات مؤطرة ومؤهلة مرمية في صنف الأصاغر دون أي اعتبار ، ونفس الشيء بالنسبة لمولودية وهران التي أسندت العارضة الفنية لمدرب رغم خبرته في الميدان ، إلا انه يفتقر لشهادة أكاديمية ما جعل الإدارة تستعين بمشري بشير الذي سيكون رقم واحد في دكة الاحتياط أثناء خوض المولودية للمنافسة القارية ، ونفس الشيء بالنسبة لفرق كثيرة تملك أسماء منها من تحوز الشهادات لكن تجاوزها الدهر و منها من لا تتوفر على شهادة الكاف ، إلا انها تتلقى عشرة أضعاف ما يتلقاه إطار لدى مديرية الشباب و الرياضة في السنة الواحدة، و توفر له إمكانيات ضخمة مثلما هو حاصل في شباب قسنطينة وشبيبة القبائل وأندية كثيرة لم تستغل إطارات و أصحاب الشهادات و تعتمد على الأسماء دون الكفاءات العلمية.الأسماء الحالية استغلت فترة فراغ الساحة من الإطارات و لأن في سنوات عرفت فيها الجزائر عشرية سوداء جعلت عديد من الرياضيين يتوقفون عن ممارسة الرياضة حتى ان في تلك الفترة لم تكن هناك جامعة خاصة بالتعليم العالي للرياضة، اضف إلى ذلك ان المعاهد الجزائرية عرفت مرحلة فراغ في عدد الطلبة التي لم تكن تستهويهم التكوين والتخرج في هذا المجال، و هو ما الساحة معبدة للأسماء التي كانت متداولة في تلك الفترة، وهو ما جعلهم حاليًا يفرضون انفسهم في السوق مما أكسبهم خبرة في مجال التدريب، بل أصبحوا على دراية بخبايا الكرة الجزائرية، بل خبراء في الكولسة التي يشتمون رائحتها على بعد الكلومترات، ناهيك عن النتائج و الألقاب التي حصدوها في مشوارهم الرياضي كمدربين و قبلها كلاعبين و هو ما رفع أسهمهم في سوق المدربين الذي كان خاليا من خريجي المعاهد و الجامعات، فالأندية الحالية ترفض المجازفة بإطار لا يمكنه انتهاج سياسة البريكولاج في ظل الطلب الكبير على تحقيق نتائج إيجابية بطريقة أو باخرى ، فمنهجية التدريب تختلف من صنف لأخر و تتطلب الوقت للوصول إلى الاهداف المرجوة، و هو ما لا يخدم مصالح رؤساء الأندية و الجمعيات الرياضية في مختلف الرياضات و ليس بكرة القدم.ضغط المحيط و الشارع رجحت الكفة لأصحاب الخبرة دون الشهاداتكما ان هناك طرف في المعادلة أعطى مصداقية أكبر لدون الحاصلين على الشهادات و مخرجي المعاهد و الجماعات، حيث أصبح للشارع الرياضي و المحيط حكم في وضع و الإطاحة بالمدربين بل إقامة تغييرات جذرية على مستوى الاداري و ليس بالأطقم الفنية، و كم من مدرب مغمور سمحت له الظروف لان يصنع اسما بمجرد أنه استغل فرصة تغيير أو إقالة مدرب ، كما هو الحال للتقني بوجعران الذي حقق الصعود مع شباب عين الفكرون ليصبح من أبرز مدربي القسم الوطني الثاني شأنه شأن بوزيدي وأسماء أخرى أصبحت تجد مكانة ضمن أعمدة التدريب في الجزائر.و في ظل هذه الامور تولدت ظاهرة غريبة في الوسط الرياضي تتمثل في كراء خريجي المعاهد لشهاداتهم لرؤساء الفرق من اجل التحايل على القوانين ، بمعنى ان المدرب الرئيس للفريق يظل طيلة الاسبوع يدرب التشكيلة و بما انه لم يملك الشهادة فانه لن يكون في دكة الاحتياط خلال اللقاء الرسمي و يعوضه من اقدم على كراء شهادته مقابل بعض الاموال.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)