أظهر للعلن احتجاج طلبة الثانويات وخروجهم للشارع عبر الوطن، الغياب التام لدور جمعيات ومنظمات أولياء التلاميذ بالميدان، وأبان على تأكيد مدى التفكك والضياع الذي تعيشه بعض المؤسسات التعليمية، بسبب انعدام التأطير وضعف أداء مكاتب هاته الجمعيات، التي حُوِّل دورها من الدفاع عن الطالب إلى البزنسة وقضاء مصالح شخصية وعائلية.فبعد خروج طلبة الثانويات في وقفات احتجاجية أمس أمام ثانوياتهم لمطالبة وزيرة التربية الوطنية بالتراجع عن قرارات العزل الذي مسَّ الأساتذة المُضربين، ظهر جلياً غياب دور جمعيات أولياء التلاميذ، بعد تخليها عن أداء مهامها الحقيقية وتوجيه الطالب وتمثيله، أضحت تُستعمل في صراعات وتطاحنات سياسية ومصلحية لا علاقة لها بمهامها، وحتى وإن وُجدت لا تخرج عن نطاق الشكل، وهو ما أثر سلبا ليس فقط على متابعة تمدرس التلاميذ، بل حتى أن المؤسسات باتت تعاني من الفراغ الذي يحدثه هذا الغياب.
خروج التلاميذ عرّى هاته الجمعيات وأبان عن وجهها الحقيقي، فبعد أن كانت محامي الدفاع عن الطالب والتلميذ، وتمثيله كشريك استراتيجي ودائم مع المؤسسة التربوية، أصبح يقتصر دورها على قضاء مصالح شخصية لا غير، وذلك بتوظيفها من طرف ممثليها في أمور تافهة على غرار تحويل أبنائهم للتمدرس في أقسام خاصة بمدارس عمومية، كما هو معمول به في مختلف المؤسسات التربوية، وكذا استخدامها كوسيلة ضغط ضد إدارة المؤسسات التربوية أو مديريات التربية لتلبية مطالب عائلية والبزنسة بها، وهذا ما يُرغم الوصاية والأولياء على ضرورة التفكير في إعادة تفعيل دور الجمعيات.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/02/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : السلام اليوم
المصدر : www.essalamonline.com