الجزائر

خبراء أمريكيون يضعون 3 سيناريوهات لتطور الأحداث في مصر



خبراء أمريكيون يضعون 3 سيناريوهات لتطور الأحداث في مصر
استطلع موقع إذاعة "إن بى آر" الأمريكية آراء الخبراء حول مستقبل النزاع فى مصر، ووصف الموقع الموقف فى مصر بأنه تحول إلى أكثر قتامة؛ إذ تحول النقاش بعد عامين من الجدل حول كيفية بناء ديموقراطية إلى الخوف من اندلاع حرب أهلية فى أكبر بلد عربى، وحدد الموقع اتجاه الخبراء إلى أن مصر أمام سيناريو من ثلاث صور؛ أولها المصالحة، مشيرا إلى أن طرفي النزاع -الجيش، وهو مؤسسة راسخة فى مصر منذ عقود، والإخوان المسلمون الذين نجوا من القمع والمنع طوال تاريخهم منذ 1928- لن يتمكن أحدهما من تدمير الآخر، خاصة مع الإجماع الواسع على دور كليهما فى استعادة الاستقرار فى البلاد.قال الموقع: إن الجدول الزمنى لخارطة الطريق، التى تدعو لانتخابات فى مطلع العام القادم، يبدو خطة غير قابلة للتحقيق، مع ذلك يمكن التفاوض على هدف أكثر تواضعا، كاقتسام السلطة بين الطرفين، وحتى ذلك يعد تحديا كبيرا ليتم تنفيذه على مدى زمنى قصير، نظرا للأجواء القابلة للاشتعال، وهو السيناريو الذى استبعدته (تمارا ويتس) مديرة مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينجز، وقالت: "من الصعب للغاية الآن أن نعيد عقارب الساعة إلى الوراء، سواء الجيش الذى يتخذ مسارا قسريا، أو الإخوان المسلمين بكل مخاوفهم المبررة وعدم ثقتهم فى الجيش، لنفكر فى تسوية سياسية".
وأكد الموقع أنه على الرغم من أن هذا التشاؤم يتنامى بشكل غير مسبوق، لكن البعض لايزال يصدق أن المواجهة الحالية يمكن أن تأخذ مجراها ثم تليها المصالحة، مثل (لورينزو فيدينو) الباحث فى مركز الدراسات الأمنية بزيوريخ، ومؤلف كتاب "الإخوان المسلمون فى الغرب" الذى يعتقد أن ممارسة الضغوط من الخارج ستجعل الصدام أقل دموية، وقال لموقع إن بى آر: "التأثير الدولى يمكن أن يبنى أرضية لاحتمال تحقيق المصالحة، رغم أن الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية الأخرى حافظت على المسافات بعيدة".
أما السيناريو الثانى الذى وضعته إذاعة إن بى آر، فهو الحكم العسكري، وقالت إنه من المحتمل جدا أن تحكم القوات المسلحة قبضتها، لكن ذلك لا يعنى أن البلاد ستشهد استقرارا، ناهيك عن الازدهار. وقال (روبن رايت) الباحث فى ملف الشرق الأوسط فى معهد الولايات المتحدة للسلام: إن مصر عادت للحكم العسكرى بالفعل، وأضاف : "السؤال الآن هل يستمر؟ فالجيش ضرب بالولايات المتحدة أهم حلفائه عرض الحائط، ويبدو أنه مصِر على متابعة تنفيذ أجندته الخاصة".
وأشار الموقع إلى أن عددا من المصريين، الذين كانوا ينتقدون القوات المسلحة لفترة طويلة خلال حكم مبارك وما تلاها، يدعمون الآن استيلاء الجيش على السلطة، ويفضلونه على حكم الإخوان. مع ذلك، فليس واضحا إلى متى يمكن أن يستمر هذا الدعم، واستدعى الموقع احتجاجات المصريين فى الشوارع ضد الحكم العسكرى العام الماضى، وقال رايت :"على الجيش فى هذه الحالة أن يحقق إنجازات على عدد من الجبهات، بما فيها الجبهة الاقتصادية، والتى لا يمكن للجيش إحراز تقدما كبيرا فيها فى وقت قريب، خصوصا فى بيئة غير مستقرة".
واستبعد موقع إن بى آر وقوع السيناريو الثالث وهو الحرب الأهلية، والذى يبدو حتى هذه اللحظة غير قابل للتحقيق رغم سقوط ما يقارب 600 قتيل فى اشتباكات الأربعاء الماضى. وقال الموقع: "كل التطورات تشير إلى تدهور سريع فى الأوضاع، مع ذلك يستبعد معظم المحللين اندلاع حرب أهلية لعدة أسباب: أولها أن الجيش لديه ميزة القوة العسكرية الساحقة، والتى يصعب على الإخوان المسلمين أو أى جماعة غيرها تهديد تفوقها".
وأضاف الموقع أن الكتلة السكانية المصرية ليست مدججة بالأسلحة، ولم ينفذ الإسلاميون المتطرفون هجمات كبرى فى التسعينيات، وتراوحت محاولاتهم بين اغتيال مبارك وقتل أكثر من 60 شخصا فى موقع سياحى فى إطلاق نار عشوائى، لكن مبارك فى نهاية المطاف شن حملة أمنية قاسية انتهت بوضع حد للعنف.
لكن يظل (رايت) يؤكد للموقع أنه لايزال خطر الفرقة والنزاعات الأهلية يهدد مصر، وإن كانت مصر فى هذه المرحلة، لا تبدو أنها سوف تنزلق لنوع من الحرب الأهلية على طريقة الجزائر فى التسعينيات، أو سوريا اليوم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)