الجزائر - Vieux quartier d’El Acheche-Massaâba	(Commune d'El Oued, Wilaya d'El Oued)


حي الاعشاش الوادي
من اقدم اللأحياء في واد سوف وصنف اخيرا من التراث العالي وفيه رحبة اليهود
رحبة اليهود بحي الاعشاش العتيق بقلب مدينة الوادي

استقرت بها 32 عائلة يهودية بداية التسعينيات الى غاية الاستقلال

وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك و الفنان الشيخ العفريت ابرز الشخصيات التي مرت بالرحبة

تعد الساحة المعروفة باسم رحبة اليهود التي تتوسط حي الاعشاش العريق و المجاورة لسوق المدينة بقلب مدينة الوادي من اهم المعالم الأثرية التاريخية بولاية الوادي حيث تعود نشاة هذا الحي العتيق الى القرن 16م عندما هاجر العش بن سليمان الى وادي سوف في حدون القرن السادس عشر ميلادي وقد ساهم اهل الطرود في تأسيس الحي وتوسعته ليمتد الى المصاعبة القديمة من الغرب بعد نشوب خلاف حدث بينهم و بين بربر زناته من سكان تكسبت القديمة بسبب التنافس على الماء الذي كان قليلا في ذلك الوقت.

وتعد الفترة التاريخية الممتدة من 1901 الى 1906 من الفترات التي تزايدت فيها عدد اليهود في وادي سوف حسب المجاهد مسعود مسقم المعروف بمسعود خونا و السيد جلول ديده الذي عايش عن قرب من اليهود وبحضور الفنان عبد الله مناعي وذكر سي مسعود ان التسمية الأصلية لرحبة اليهود هو زنقة البلد قبل ان يقطنها اليهود فقد كانت الرحبة مليئة بالعائلات السوفية ويعود تسمية البلد الى قربها من مقر الادارة الفرنسية او البلدية الحكومية فيما يرى آخرون ان اسم البلد يعود الى فترات تاريخية والى الصراع الذي دار بين طرود و بربر زناته وعندما حاول الطرود خفية بناء قرية بالقرب من تكسبت القديمة رغم معارضة زناته وبدأوا يهيؤون مواد البناء و الجبس من الفوليه وبنوا لزعمائهم بيوتا صغيرة في شارع البلد الضي يقع في أقصى الشرق من حي الاعشاش في حافة السوق الغربية ويمتاز هذا الشارع بالضيق و يمتد من رحبة اليهود الى مساكن اولاد القايد بن موسى.

ويروي المجاهد عمي مسعود ان زنقة البلد او شارع البلد هي شارع شيخة حاليا الذي يؤدي الى مقر الإدارة الفرنسية وان اهم الطوائف اليهودية التي سكنت رحبة اليهود بحي الاعشاش هي طائفة بوتان ومن بين اهم الاسماء أبناء العائلات اليهودية هم لياهو. وصيف. شعيا. ميير وهم ابناء الوالد حواتي كذلك عائلة داويد ومردخاي الذي هو جد ايهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي حاليا الذي ولد ودرس بالوادي حسب المجاهد عمي مسعود خونا وابن موردخاي هو اول طيار في معركة بورسعيد تم القبض عليه في 1967 وهو من مواليد قمار بالوادي.

بداية الاستقرار اليهودي بالوادي وترحيب السلطة الإستعمارية بهم

وقد لقي اليهود ترحيبا من السلطات الاستعمارية بالوادي وبعض التسهيلات واشترت الادارة الفرنسية بعض المنازل للأخوات البيض من المسيح في الوقت الذي اشترى فيه اليهود من سكان المنطقة منازلهم في رحبة اليهود واختاروا هذه الرحبة او الساحة لقربها من مقر القيادة الفرنسية طلبا للأمان من أي رد فعل شعبي بعد تشردهم في البلدان و الامصار لأنهم حيث حلوا يخربون ويزرعون الفتن.

وقد اشترى اليهود المنازل من عند بعض العائلات السوفية مثل خياري المعروفين باسم اولاد سيفي عائلة قادي و العمودي ليصل عدد اليهود الى 32 عائلة مالكة للمنازل وتم تعويضهم بمنازل في حي اولاد احمد بالقرب من مسجد بوعلي دون وجود ولا يهودي في حالة كراء واشتروا منازل غزالة .حما اعمارة. سريحة. خراز.

العمل اليومي لليهود

يروي كل من عمي مسعود و السيد جلول ديده ان الشغل الاساسي لليهود برحبة اليهود في الاعشاش هو العمل الحرفي كالقرداش و الذهب و الفضة و النحاس مع وجود على الاقل تاجر واحد يبيع بعض المواد الغذائية و آخر يبيع اللحم لكافة السكان على طريقة اهل المنطقة وروى انهم كانوا يتقنون عملهم حتى الاطفال منهم كانوا يعلمون جيدا كيف يسبك الذهب و النحاس بطريقة جيدة وحسب السيد جلول ان كل العائلات اليهودية في الرحبة تبيع اللاقمي الميت في القلة ولا توجد أي عائلة لا تبيعه

أصول اليهود الذين سكنوا الوادي

وفي معرض حديثه عن اليهود بهذا المكان ذكر عمي مسعود ان اليهود الذين سكنوا الرحبة هم من المتدينين و يسمون بيهود السبت ويتميزون بالهدوء وكانت لهم اماكن خاصة بالعبادة على خلاف الصهاينة الفئة الاخرى الاكثر تشددا وكان هناك مكانين للعبادة يسمى السيناقوك وكان كبيرهم له محل تجاري يرتربع في وسطه ياتمرن بامره كالولي ووصفهم السيد جلول ديده بانهم خوافين من الأشياء المضحكة التي رواها سي جلول ان حمام اليهود لا يطير وماعزهم تكتنز شحما و لحما حيث كانوا يعمون كيف يغذونها جيدا ولم يسجل أي اعتداء على العرب رغم مساندة السلطات الاستعمارية لهم لانهم جاؤوا طالبين للأمان و الكثير منهم من مناطق بدوية في الصحاري رغم انهم يخفون الكثير من العداء و التاريخ شاهد على ذلك وكانوا يسمون بأسماء عربية مثل علجية و حدي و خزانية و مسعودة كذلك بالاضافة الى أسمائهم اليهودية مثل ياهو. شعيا . و مايير وكانوا ياتون لأعراس العرب من اهل المنطقة دون ممارسة الطقوس الدينية الخاصة بهم وذكر عمي مسعود ان شلوما اليهودي كان عازف عود يغني في الاعراس وكان والده صاحب محل لبيع الخمور وكان الراهب هو الذي يحكم في اليهود وهو الذي يقوم بالذبح .

في اعيادهم ومناسباتهم تطفؤ الأضواء

من بين الاعياد التي ذكرها السيد جلول ديده الذي عايشهم كثيرا عيد الماء حيث يسكب اليهود الماء على اجسادهم بعضهم ببعض بعد شربه و اللهو به وعيد الزريبة الذي يتم فيه تعليق عراجين التمر للاحتفال بقدوم الخريف و عيد القليط وهو رقاق يابس مسوس وسميك وبه العديد من الثقوب يأكلونه يوم عيد السبت ثم يعطوه للعرب بعد تلويثه اذ خداع العربي المسلم من اولويات اليهودي ولا يعمل اليهود شيئا في عيد السبت يغلقون بيوتهم ولا يطهون الطعام وياكلون القليط الذي صنعوه في الايام الماضية ومن اراد ان يطهو لهم فيعطوه بعض الدريهمات.. وكانت النساء اليهوديات حسب سي جلول يأكلن نبات الكرم بضم الكاف و الراء و تسكين الميم ىمع مزجها بالتمر و يسمى الملفوفوكن عندما يقمن بالدعاء على امرأة يهودية يدعين عليها بالتمني بالموت مسلمة واذا اراد اليهودي جس نبضك او اراد شيئا منك بادر بالقول لك صلي على النبي حتى يأمن جانبك لأنهم يعلمون جيد ما مدى العلاقة التي تربط العربي المسلم وسكان الوابالنبي محمد صلى الله عيه وسلم.

رحبة اليهود في الاربعينيات

مع بداية التغيرات العالمية و العربية وتاثيرها على الوضع واحتلال اليهود لفلسطين في 1948 وبعد احداث 8 ماي 1945 بدات بوادر الفكر الوطني التحرري في الانبثاق في الجزائر عادت كلها بالايجاب ذهنية الجزائريين وشرع في التحضير للثورة طلبا للاستقلال و الحرية في هذا التوقيت بالذات بدات بعض المناشير تظهر في اوساط الجالية اليهودية تهتم بهم وتوعيهم بضرورة انشاء وطن قومي لليهود ووزعت هذه المناشير حتي بين العرب و بدا ذلك السلم الحذر يتبخر و بدا التوتر يطفو على السطح من خلال اناشيد… فلسطين بلادنا و اليهود كلابنا… نصرة للقضية الفلسطينية من طرف اهالي منطقة وادي سوف ومحاولاتهم الحثيثة للتبرع بأي شيء من اجل القدس الشريف.

المومسة اليهودية لويزا ودورها بين اليهود

قدمت لويزا المومسة اليهودية من تونس مطرودة بين اليهود انفسهم لتستقر بين اليهود في وادي سوف في رحبة اليهود و كانت تتميز بالبدانة على عكس زوجها الذي كان نحيفا وقليلا في الوزن مقارنة بها حتى ان الباب لا يدخلها مع بشاعة الوجه و السلوك و الاخلاق مع إعلان شرها على الجميع حتى ذاع صيتها بين العرب و اليهود و المسيحيين وهي زوجة حواتي احد كبار اليهود في الاعشاش وقتذاك ويمقتها كل اليهود حتى انشدوا فيها:

ياحنه درت فينا العار……ماجيتيش من سريفة بوتان

الفنان اليهودي الشيخ العفريت يزور رحبة اليهود

تمكن الفنان المعروف الشيخ العفريت من زيارة الطائفة اليهودية برحبة اليهود بحي الاعشاش العتيق في حدود 1937 و 1938 قبيل الحرب العالمية الثانية لكن حينها لم يكن مشهورا وخاله يسمى داويد وهو من يهود رحبة اليهود بالأعشاش وكان خراص تمور.وأحيا الفنان الشيخ العفريت حفلة لليهود رفقة شلوما عازف العود و الذي كان معروفا الى حد بعيد.

ومن بين الاغاني التي تؤدى في الاعراس اليهودية :

انا التارقي ولد التارقيـــــة …. قطع الطريق و الصحراء ليا

دخلت نقطع قلوب الرجالة حد واحدما يتمكن بيــــــــــا

كما زار المنطقة الفنان اليهودي الذي كان مشهورا انذاك راؤول جورني وهو فنان شعبي مشهور اكثر من الشيخ العفريت و احيا حفلات لليهود بمباركة فرنسية .

قرارالثورة بمنع البيع لليهود

جاء قرار الثورة الجزائرية بعد اندلاعها مؤلما لليهود و ذلك بمنع بيع أي عقار او بيت لليهود او دفع اشتراك 10بالمئة للثورة فكان خيارا صعبا للطائفة اليهودية التي أعلنت الرحيل وعرفت ان موعد مغادرة اماكنهم في الوادي و غيرها قد حان وأن لا مكان لنا بين الجزائريين في وادي سوف أو في غيرها لكن بهض العرب اشتروا على اليهود سكناتهم في فرص استغلال ونهب لأملاك العقار وبعض اليهود باعوا منازلهم قبيل الاستقلال للجزائريين في رحبة اليهود في حي الأعشاش وطالب اليهود الحكومة الجزائرية بحقوقهم و املاكهم لكن الدولة الجزائرية سوت القضية منذ ذلك الحين ومع الاستقلال مباشرة ومع انتشار خبر المنظمة السرية العسكرية الفرنسية التي خربت كل الممتلكات وقع سطو على الممتلكات الحكومية وغير الحكومية فصعد البعض ونزل البعض وما الأرض إلا لله.

رحبة اليهود بعد الاستقلال

غادر جل اليهود مدينة الوادي سواءا في رحبة اليهود بحي الاعشاش العتيق او في قمار او الرباح او في مناطق اخرى ولم يبق أي يهودي هذه الرحبة التي بقيت شعبيا تحمل الاسم لكن رسميا تدعى ساحة فلسطين لتبق شاهدة على تعايش الحضارات و الطوائف في الحي الاسلامي و المسيحي و اليهودي بين العرب اهل المنطقة الاخوات البيض من المسيحيات و الحي اليهودي برحبة اليهود في الاعشاش هذه الرحبة التي تعرف حاليا ترميمات بسيطة لا تساوي التاريخ الكبير لهذا المكان حيث تميزت الترميمات بالسطحية في حين تتساقط الجدران على أصحابها الذين ينامون على مقابر تفوح بعبق التاريخ كما ترى جهات ثقافية ان الترميم لهذا الحي العتيق الشاهد على التاريخ لن يكون هكذا وسوف يكون اعمق واكثر فنا وثقافة حفاظا على التراث الثقافي لرحبة اليهود التي تتآكل جدرانها
المدن القريبة:
الإحداثيات: 33°21'51"N 6°51'45"E


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)