الجزائر

حينما يتطاول الأقزام على العمالقة



يبدو أن نعيمة صالحي، رئيسة حزب العدل والبيان، قد فقدت فعلا صوابها، ولم تعد تميز بين الصالح والطالح، وإلا كيف لها أن تتطاول على أيقونة الثورة الجزائرية، المجاهدة الكبيرة جميلة بوحيرد، في خرجة غير متوقعة، لا ندري الحالة التي كانت عليها هذه النائبة ؟ ربما كانت فاقدة للوعي وهو الأرجح، حينما فاجأت الجميع هذه المرة، ليس بإطلاق تصريحات غريبة كعادتها، بل بتصريحات غاية في الخطورة تعدت كل الخطوط الحمراء، اتهمت فيها المجاهدة جميلة بوحيرد «بالعمالة لفرنسا وخيانة الوطن واصابتها بالخرف»، حيث قالت بالحرف الواحد، في الفيديو الذي نشرته على صفحتها الرسمية على الفايسبوك «في وقت الثورة، هناك أناس صنعوهم وجعلوا منهم أبطالا، مثل جميلة بوحيرد، التي تدعم الزواف بالوقوف ضد الجيش النوفمبري، لن أضرب بك المثل بعد الآن»، ولم تقف هذه النائبة عند هذا الحد بل واصلت تصريحها الاستفزازي والمتهور هذا قائلة « لست أدري ؟ إما أنك قد «وصلت لدرجة الخرف، أو أن فرنسا نفختك وجعلت منك بطلة «، ولسنا ندري إن كانت تتحدث هنا عن نفسها أو عن الجميلة ؟.لقد أثارت هذه الاتهامات الخطيرة الصادرة في حق المجاهدة الكبيرة جميلة بوحيرد، التي ابتليت بها شر ابتلاء، حفيظة وسخط الجزائريين، كما استهجنها بشدة رواد مواقع التواصل الاجتماعي، التي شهدت موجة غضب واسعة، إثر هذه الصاعقة التي أطلقتها هذه النائبة، دفعت بالكثير من المثقفين والجامعيين، إلى الدعوة لرفع دعوى قضائية ضدها، بتهمة الإساءة لأحد رموز الثورة وصانعيها ... مما لا شك فيه أن نعيمة صالحي، التي تعودت دائما على اطلاق تصريحات استفزازية وعشوائية، لا تمت للعقل ولا للمنطق بصلة لا من قريب ولا من بعيد، ولا حتى للعمل السياسي، باعتبار أن وجود حزبها من عدمه يعني نفس الشيء، أي لا شيء !! وفي هذه الحالة التي تعدت الأعراف إلى أبعد الحدود، تصبح مجادلة هذه «المخلوقة» عقيمة ومضيعة للوقت.
كان لخروج جميلة بوحيرد إلى الشارع، وانضمامها إلى الثورة السلمية، وهي التي خاضت أعظم ثورة ضد الاستعمار، تأثيرا قويا ومغزا عميقا، بل ورمزية كبيرة لحراك 22 فبراير، حيث خطفت الأنظار، وسارع جموع المتظاهرين إلى الالتفاف حول المجاهدة الرمز، التي خاطبت الثائرين في مسيرات الجمعة قائلة « لا تتركوهم يسرقون انتصاركم «، يا لها من رسالة قوية، ويا له من حضور مشرف وسط هذا الشعب، الذي ناضلت وجاهدت من أجل أن ينعم بالحرية، لتأتي اليوم هذه البرلمانية وتكفر بما صنعته الشهيدة الحية !! كنا نعرف أن الغيرة «تْهَدَر»، لكن لم نكن نعلم أن الغيرة «تْهَبَل»،


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)