في الذكرى الثامنة والستين لإندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 ...
#التاريخ_صنعه_الرجال_والرجال_قليلون......
من قلعة مازر/ حيدوس الضاربة في اعماق التاربخ بهويتها الشاوية الاصيلة وعقيدتها الاسلامية السمحاء.
قلعة الرجال الاخيار المجاهدين الاحرار. وارض الشهداء الابرار.
في هذه الذكرى لنا كل الشرف ان نتحدث عن رجال اصطفاهم الله لانقاذ الجزائر وتحريرها من دنس الطغاة..
.انه الابن البار لقلعة الابطال والتاربخ:انه المجاهد المغدور به المطوى في صفحات النسيان كبقية الابطال والعظماء في بلد يتنكر لكل من اخلص في التضحية من اجله.
حياة المجاهد/ #يوسف_العنطري/ بطل من ابطال الاوراس الاشم.حياة نضال وغربة وجهاد واستشهاد.
نشأته و تعلمه :
ولد المجاهد العنطري يوسف بتاريخ 11 جانفي 1931م ؛ بقرية حيدوس ببلدية ثنية العابد ولاية باتنة ؛ أبوه العنطري عبد الله و أمه مباركة زغدار ؛ نشأ في أسرة محافظة ممتهنة الفلاحة و تربية المواشي ؛ بدأ تعلمه في سن مبكرة على يد شيوخ الزاوية الرحمانية '' زاوية لقصر '' بحيدوس على كل من الشيخ سي سعد حب الدين و عمر بن علي دردور في قرية مدرونة ؛ وهم من شيوخ جمعية العلماء المسلمين
التحق بالمدرسة الفرنسية في قرية ثنية العابد الى غاية حصوله على الشهادة الابتدائية ؛ الى أن هجرة والده جعلته يترك مقاعد الدراسة . في سن مبكرة. نظرا للظروف الاجتماعية والاستعمارية وكذا بسبب هجرة والده سنة 1938 م الى فرنسا ورغم تكفل عمه به ؛ الا أنه ابى الا ان يغادر مقاعد الدراسة ورغم صغر سنه الا انه كرس حياته للفلاحة و السهر على شؤون العائلة الى غاية بلوغه 15 سنة ؛ التحق بوالده في فرنسا لتعيد زوجة أبيه الفرنسية ادخاله احدى المدارس الفرنسية لمواصلة تعليمه و كان يتمتع بالحيوية و النشاط و ميسور من الناحية الاجتماعية .
بداية نشاطه السياسي :
بعد مواصلة تعليمه في احدى المدارس الفرنسية بواسطة زوجة والده الفرنسية التي وضعته تحت كفالتها ؛ بدأ يتنقل بين المدن الفرنسية مما جعله يتعرف على كثير من المناضلين في الحركة الوطنية ؛ بدأ نشاطه السياسي عن عمر يناهز 16 سنة الى ان سرعان ما اعتقلته السلطات الاستعمارية ؛ ليطلق صراحه بعد تدخل زوجة أبيه الفرنسية ليواصل نشاطه السياسي؛ وفي سنة 1950 انخرط في الحزب الوطني" حزب انتصار الحريات " ؛ حيث كان يملك مقهى و مجموعة من الغرف كان يستأجرها ؛ جعل منها قاعدة خلفية لمزاولة نشاطه في جمع التبرعات و الاشتراكات بل و ربط عدة علاقات مع أصحاب المقاهي ليوسع من دائرة نشاطه ؛نذكر منها :
محمد بن علي يحياوي ؛وبوحفنة مسعود صاحب مقهى "جييفور"؛ و بلقاسم يحياوي صاحب مقهى بتركوان ؛ كل هذا النشاط جعل منه مقصد مناضلي الحركة الوطنية .
بعد تفجير الثورة الجزائرية كان من الخلايا الناشطة التي رحبت بفكرة نقلها الى الاراضي الفرنسية ؛ حيث كان مهندس كل اللقاءات و الاجتماعات التي جمعت مسؤولي الناحية الأولى الأوراس بالمناضلين و المتعاطفيين مع الثورة الجزائرية نذكر منها مرافقته أحمد بن عبد الرزاق حمودة المدعو سي الحواس.. عمر دردور ؛وسي حمة خذري... واعداد وتنظيم اجتماع في منزل أحد المناضلين( بده من "من بلدية وادي الطاقة") لتبليغه عن انباء الثورة وأهدافها للحد من الأكاذيب التي روجت لها الصحافة الفرنسية لتشويه حقائق الثورة الجزائرية ؛وبعد اكتشاف نشاط الشهيد سي الحواس والوشاية به؛قرر المجاهد العنطري يوسف الاعداد لعودته الى الجزائر وهذا ما تم فعلا حيث عاد سي الحواس الى معاقل الثورة ومعه مبلغ مالي معتبر؛وبقي المجاهد العنطري يوسف رفقة الشيخ سي عمر دردور ومعهم كل من عمر درار وبو حفنة مسعود ؛وبلقاسم يحياوي؛وزموري؛وبدة؛وجفال...ومجموعة كثيرة من مناضلي الناحية الثالثة التاريخية القبائل في تعبئة وتحريض الرأي العام الجزائري في فرنسا بنقل الثورة الجزائرية الى الاراضي الفرنسية؛ الى أن تعرض مرافقه الشيخ سي عمر دردور ؛ الى محاولة اغتيال من انصار الحركة المصالية الرافضة للعمل المسلح واحباطها ؛فقام بالاعداد مرة اخرى لخروجهما من فرنسا؛أين قام بنقل الشيخ سي عمر دردور على متن دراجة نارية الى بلجيكا وطلب منه التوجه الى مصر ؛حين منح له مبلغا ماليا معتبرا وبعض البيانات التي أذاعها الشيخ سي عمر دردور على منبر الاذاعة المصرية أمواج الأثير "صوت الثورة"؛بعد عودته من بلجيكا الى فرنسا قام بجمع المناضلين حوله لتبني أعمال جهادية ضد الاستعمار فقاموا بوضع المتفجرات في مقرات الشرطة والجيش واستهداف المقرات الحكومية والاقتصادية الحيوية ؛ودعا في نفس الوقت المجاهدين الى عدم استهداف المدنيين والتركيز على الجيش ؛والشرطة؛ وعملائهم ؛ القي عليه القبض من طرف الشرطة الفرنسية ؛بعد وشاية أحد العملاء به هو وثلاثة من مرافقيه ؛بعد معركة داخل مقهى في توركوان ؛بعد نفاذ ذخيرته وكان يحمل رشاش من نوع "MATE 49" ؛في سنة 1957م حبس المجاهد العنطري يوسف لعدة شهور لكنه استطاع الفرار مع مجموعة من المجاهدين ؛بعد أن قام بنسج حبل كبير من الافرشة والأغطية الا أن العدو لاحقهم ولم يفلح في ايجاده حيث كانوا مختبئين في احدى المقابر المخصصة لليهود هو ومرافقه "سياري"الى أن هذا الأخير سقط شهيدا بعد معركة مع الجيش الفرنسي رفقة المجاهد العنطري يوسف؛الذي تم اعتقاله وكان في حالة صحية متدهورة وتم نقله الى زنزانة بمفرده وتم احظار طبيبة وممرضين لمعالجته في السجن وبعد اكتشاف البوليس السري تعاطفهم مع المجاهد بصفة خاصة والثورة الجزائرية بصفة عامة تم سجنهم ؛حكم عليه بالاعدام وبعد الاستئناف مرتين حكم عليه بالمؤبد ؛أكمل مسيرته النضالية بمفرده من داخل زنزانة مع الطبيبة التي كانت متعاطفة معه في الزنزانة المجاورة الى غاية الاستقلال1962؛حيث اطلق صراحه في حالة صحية متدهورة بموجب قانون العفو الشامل على السجناء بعد مفاوضات ايفيان.
نشاطه بعد الثورة:
لم يأخذ المجاهد الشهيد العنطري يوسف في مجال أوميدان ولم يعين في أي منصب في جزائر الاستقلال التي حلم بها وناضل من اجلها ماعدا انتخابه ممثلا لوفد المجاهدين المغتربين غداة الاستقلال .
وفاته:
بعد تقدم سنه وتدهور حالته الصحية حيث كان مريضا بضغط الدم ومرض السكري تعرض المجاهد الشهيد العنطري يوسف الى عملية اغتيال من طرف ايادي الأجرام نظير مواقفه الوطنية . في مسقط رأسه بقرية حيدوس في منزله التقليدي الذي ورثه عن اجداده في يوم الثاني من رمضان 23 جانفي 1996م
المجد والخلود لشهدائنا الابرار. ومجاهدينا. الاخيار
المجاهد / يوسف العنطري/مثل للدم الشاوي الاصيل حيث تبرزمعالم الرجولة منذ الصغر وقد اخذ على عاتقه حمل وعبء اسرته ووطنه وضحى بشبابه وجهده وعرقه في سبيل حرية شعبه ولم تدفعه نزوات الشباب. وقدفتحت له الدنيا ابواب اللهو والبذخ على مصراعيه ولكن هيهات لابن مازر الذي تربى على يد شيوخ اجلاء. ان يغتر بالدنيا ويخون الوطن.
بقي المجاهد/ يوسف العنطري / صلبا متشبثا بمباديء ضحى من اجلها ودافع عنها طويلا وخاطر بنفسه.
وللاسف يعود يوسف للارض التي احبها ونشا فيها.وماكان يوما ينتظر ان تكون نهايته على يد ابناء وطنه الذي احبهم وضحى من اجلهم
وفي شهر الرحمة والغفران يغتال البطل بمسكنه تاركا وراءه تاريخا لا يمحى ولا يزول حتى وان طواه الجحود والنكران.
فرحمك الله ايها البطل واسكنك فسبح جنانه.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 31/10/2024
مضاف من طرف : Sebtibenfadel
صاحب المقال : بن فاضل السبتي