أعربت حنان بوالبداوي المولعة بحياكة الصوف ل"الحياة العربية"عن تخوفها من اندثار الحرف التقليدية بالجزائر بسبب عزوف أغلبية الشباب عن تعلمها، موضحة أن العولمة و غياب الدعم الكفيل لنفض الغبار عنها أدى بالحرف اليدوية التقليدية بطريقة أو بأخرى أن تلقى مصيراً مجهولاً يشارف بعضها على الانقراض.لطيفة مروانأكدت حنان بوالبداوي التي تعكف منذ نعومة أظافرها على حياكة الصوف أو ما يعرف عند الشرق الجزائري ب"الظفير" أن أهم مشكل يعاني منه الحرفيين هو غياب التسويق الجيد للمنتوج اليدوي التقليدي وانصراف الأجيال الصاعدة عن تعلمها والانشغال بالانترنت ومواكبة التطور الحضري ، مشيرة أن أنها كغيرها من عشاق الأشغال اليدوية الذين يحرصون بكل ما أتيحت لهم من قوة على حماية التراث لا زالت متمسكة بها وتسعى جاهدة لتلقينها لبناتها وحفيداتها سعيا منها لحماية هذه الهوية.وأوضحت أنها قضت أكثر من 30 سنة من حياتها في نسج الصوف وحياكة مختلف المنتوجات الشتوية كالقفازات والتنورات والقمصان في ظروف بسيطة نظرا لحبها لهذه الحرفة التي كانت شغلها الشاغل وقالت في حديثها ل"الحياة العربية" أنها لا يمكن أن تتصور نفسها قابعة في مكانها دون أن تلاعب أياديها الصوف،منوهة في السياق ذاتها أن حبها للحرفة كان ونيسا لها وخير جليسا تتسلى معه طيلة الأيام، وكم كانت تغمرها السعادة عندما تنهى من الحياكة قميص أو أي نوع من الألبسة … لتدخل الفرحة على قلوب أولادها.وقالت إنها احترفت هذه الصنعة بعد أن أصبحت هواية ترافقها في أوقات فراغها إذ تستمتع بتفصيلات تدخل عليها نوع من روح العصرنة، وتذكر بأن بدايتها كانت منذ أن كان عمرها 10 سنوات، فقد كانت تجلس مع والدتها وجاراتها في بني مراد بالبليدة مسقط رأسها لتتسلى بالأحاديث النسائية ونسج أشكال متنوعة من الصوف ، حيث كانت الفتيات الصغيرات يلعبن تارة ويمسكنا بين أيديهن ما يعرف ب "لي زيقوي" ونسج أي شيء. وقالت محدثتنا أنها ما لا تزال بصور في ذهنها لقعدة ناس زمان في وسط الدار وصوف يلاعب أياديهن لينسج في ظرف وجيز أجمل قميص.وتشير السيدة "حنان " إلى كونها أم ل 6 من الأبناء وجدة ل 7 من الأحفاد، حيث لم تمنعها حياتها الأسرية من ممارسة حرف التراث، سواء في منزلها ، حيث ارتأت بعد أن كبر أبناءها في أن تلتحق بالدار الشباب او التكوين المهني المختصة بترويج وإحياء التراث لتمارس هوايتها في ظل المجتمع، وحبذت نقل مهارتها التي تتقنها في العديد من المشغولات اليدوية إلى أكبر عدد من الناستشعر بخوف شديد من اندثار حياكة الصوف أو ما يعرف ب"الظفيرة "، لاسيما في وجود ذلك الزخم من المنتجات عالية الجودة والمنافسة بشكل كبير للمنتوج اليدوي، وتكاسل أغلب جيل الحديث عن نقل هذه الحرفة والمحافظة عليها. فقد رأت حنان بوالبداوي في نفسها القدرة على ترويج هذه الحرف عبر انتسابها أولاً كعضوة في فعاليات إحياء التراث التي أصبحت تعمل بها بشكل يومي في سبيل الحفاظ على ذلك الموروث الشعبي والتراثي.
تاريخ الإضافة : 10/08/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الحياة العربية
المصدر : www.elhayatalarabiya.com