الجزائر

حملة "طلع سروالك" تلقى رواجا واسعا عبر فايسبوك



حملة
بدأت، أول أمس، حملة اجتماعية عبر الفايسبوك تحمل عنوان ”طلع سروالك”، والتي تهدف إلى تخلي بعض من الشباب عن موضة ”السراويل المتدلية”، هذه الأخيرة التي سادت المدن الكبرى منذ بضع سنوات، وإن استهوت البعض بتجسيدها كنمط لباس إلا أن كثيرا من المواطنين اعتبروها سلوكا استفزازيا كان جديرا التخلي عنه.ما إن بدأت حملة ”طلع سروالك” على الفايسبوك، إلا وكانت التعليقات عليها كثيرة كما ونوعا، وكأن ”الفايسبوكيون” تنفسوا الصعداء للتعبير بحرية على الأقل على سلوك اجتماعي راج في شوارع مدننا ليقتحم حتى عقر المؤسسات التربوية. وإن كانت بعض من الولايات الأمريكية قد اتخذت إجراءات قانونية ردعية على هذا النمط من اللباس وسط مواطنيها، إلا أن سلطاتنا لم تحرك ساكنا جراء ذلك. فمن أكثر الذين لاحظنا أنهم انساقوا وراء موضة ”السراويل المتدلية” هم قابضو الدفع في الحافلات الخاصة، وكثير من محبي ”الهيب الهوب”، ولكن عيون المارة لم تستحسن في كثير من الأحيان كل من كان يرتدي السروال بذلك الشكل. لكن الجدير بالذكر أن بعضا من أئمة المساجد قد تطرقوا لهذه الظاهرة واعتبروها منافية وقيم ديننا ومجتمعنا كونها تبرز جزءا من العورة، ناهيك عن كونه نمط لباس لم تعرفه أي منطقة من مناطق الجزائر التي تتميز بالتنوع في الألبسة التقليدية، لذا يعتبره الكثيرون فعلا سلبيا دخيلا علينا.تقربت ”الفجر” من بعض الشبان الذين اختاروا موضة ”السراويل المتدلية” وسألتهم عن سبب إعجابهم بها ليقول لنا (ميدو) 19 سنة:”لم يعترض أولياؤنا عن لباسنا وأنا أرتدي السروال بدون حزام بدافع الموضة، وحين تغيب هذه الموضة سنغير نمط لباسنا اتباعا لموضة أخرى”.وإن كان سهلا الانسياق وراء كل ما يندرج تحت مصطلح ”الموضة” كان لزاما فهم خلفيته، باعتبار أن شوارع واشنطن وميامي هي التي عرفت بداية ارتداء السراويل بدون أحزمة من قبل أصحاب البشرة السوداء ومحبي ”الهيب هوب” و”الراب” من الزنوج. وكان هذا النمط من اللباس تعبير عن الظلم الاجتماعي الذي يعاني منه الزنوج وتعاطف معهم، حيث يرجع أصله إلى صورة نشرتها أحد الصحف الأمريكية لواحد من السجناء الذين كانوا يرغمون على العمل الشاق في مزارع القطن خلال فترة العنصرية ضد السود، فقد بدا فيها السجين نحيفا جدا لدرجة أن السروال نزل الى أسفل خصره. أما الرواية التي جعلت هذه السراويل تشق طريقها للسواد الأعظم هي ما كان يحدث داخل السجون الأمريكية من ممارسات العنف، حين كان السجناء الزنوج يتشاجرون ويضربون بعضهم البعض بأحزمة سراويلهم وحدثت حالات انتحار بها كذلك. لتقرر إدارة سجون ولاية أمريكية تجريد جميع السجناء من أحزمة السراويل.. وبعد خروجهم من السجن تعودوا على ارتداء السراويل بتلك الطريقة، وانتشر هذا الفعل بقوة وسط الأحياء الخاصة بأصحاب البشرة السمراء، لتعم الظاهرة بعدها باقي الولايات الأمريكية ثم الدول الأوربية.. وها نحن نعيش في شوارعنا الجزائرية جزءا من مخلفات سجناء أمريكا.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)