ألهبت تصريحات وزير الصحة، مختار حسبلاوي، المتعلقة بوفاة الدكتورة الجامعية عائشة عويسات بسم عقرب في ولاية ورقلة، مواقع التواصل الاجتماعي، وراحت شخصيات إعلامية وثقافية وبعض المسؤولين سواء في قطاع الصحة أو قطاعات أخرى، وحتى المواطنين البسطاء، ينكتون في شيء من السخرية والتهكم، حيث حاول حسبلاوي تبرئة مسؤولي قطاعه في ورقلة، عندما قال إن الضحية عولجت في الوقت المناسب، وإن مستشفى ورقلة الجامعي مجهز بالموارد البشرية والتقنية اللازمة.وما أثار استغراب الجميع هو قوله إن الضحية لم تعرف التعامل مع هذا الحيوان، الأمر الذي جعله يلدغها بسمه، وكان قبل هذا قد وقع الوزير، في تضارب فاضح من خلال تصريحاته حول وباء الكوليرا.
حسبلاوي، الذي صرح في ندوة صحفية، بأن العقرب لا يؤذي، ولا يلحق به الضرر إلا عندما يشعر بالخطر، موضحا أن بيئتنا تدعونا للعيش معه، كما علينا أن نعيش مع بيئة معادية أيضا، وقال “أعتقد أن العمل يجب أن يكون حول دراسة سلوك العقارب لأن فهم سلوك الحيوان سيسمح لنا بمنع وقوع العديد من الحوادث”.
تعاليق وتنكيت وتهكم وتنديد وسخرية وتأسف، حملتها مقاطع مكتوبة على مواقع التواصل الاجتماعي، جاء في أكثرها أن ولد عباس ووزير الصحة يتسابقان حول من يضحك الجزائريين أكثر، فهما بين الكوليرا ولدغ العقارب.
وكتبت الصحفية آسيا شلبي على الفايسبوك “تشتد المنافسة بين ولد عباس ووزير الصحة، من يضحك الجزائريين أكثر نكت السويد أو الكوليرا والعقرب!”، فيما قال الإعلامي أسامة وحيد “وزارة: وفاة 3 عقارب من عائلة واحدة بعد أن لدغها أستاذ جامعي قبل يومين”.
ومن جهته، علق الإعلامي عمار بن قادة، قائلا “وزير الصحة في تعليقه على وفاة أستاذة جامعية بلسعة عقرب ثم بالإهمال يصرح “الطبيب لا يستطيع إنقاذ كل الناس، والعقرب لا يهاجم إلا إذا أحس بالخطر”.
وقال على صفحته الفايسبوك “أيها الجزائريون، اللي عاش عاش واللي مات مات، وثانيا، من لسعه عقرب فهو يتحمل مسؤولية الاقتراب منه وإثارته وبالتالي قد يستحق كل ما يحصل له بما في ذلك الموت!…ليست مشكلتنا”.
وكتب أحد المواطنين على صفحته متهكما “عالم الحيوان هادئ وغير عدواني.. الحيوان لا يؤذي الإنسان، إلا إذا شعر بالخطر، هذا ما صرح به وزير الصحة حسبلاوي، دفاعا عن الحيوان عموما، والعرب بالخصوص.. حتى العقرب وجدت من يحنو عليها في بلد الرحمة.. آه يا دكتور لو ما كانش الطاشة نتاع الصلاة التي في جبهتك، كانو علقولك جائزة نوبل للسلام”، وقد رسم ذات المواطن دائرة حول البقعة البنية الموجودة على جبين الوزير.
وقالت نكتة كتبتها مجموعة من الأطباء على صفحتهم الخاصة” نرمي عقربا في مكتب وزير الصحة ونغلق الباب حتى يتعرف الوزير على عقلية العقرب المتواضعة الحنونة”.
وفي السياق، أكد الدكتور مسعود بن حليمة، مختص في علم النفس، أن الوضع المزري للحياة السياسية والاجتماعية، فتح مجالا للتنكيت والسخرية من تصاريح المسؤولين التي باتت تثير الاستغراب، وهي حسبه، آليات دفاعية نفسية يستخدمها الجزائريون اليوم دون وعي منهم.
وقال إن استخدام التعاليق الساخرة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي”فايسبوك”، هي محاولات لحماية النفس من الوقوع في الاكتئاب والقلق والانهيارات العصبية، مضيفا أن التعبير التهكمي والذي يأتي في شكل نكتة مضحكة يخفف الألم الناجم عن تصريحات المسؤولين غير المقنعة وكذا الظروف القاسية والمشاكل المختلفة التي يتخبط فيها الفرد الجزائري.
ويرى المختص في علم النفس مسعود بن حليمة، أن التصريحات المثيرة للسخرية التي يدلي بها بعض المسؤولين والوزراء، والتي تكشف مدى فشلهم في تسيير المؤسسات، جاءت مصادفة لمرحلة حساسة يعيشها الجزائريون، يكون فيها التنكيت وسيلة لتخفيف الضغط النفسي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/09/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : وهيبة سليماني
المصدر : www.horizons-dz.com