تشهد وتيرة متسارعة مع اقتراب نهايتها
حملة الرّئاسيات.. المُنعرج الأخير
ـ المترشّحون ركّزوا على شرح برامجهم بعيدا عن التراشق والجدل
س. إبراهيم
تدخل الحملة الانتخابية الخاصة بالانتخابات الرئاسية ليوم 7 سبتمبر ـ التي انطلقت في 15 أوت الجاري ـ هذا السبت مُنعرجها الأخير حيث سنكون على موعد مع الأيام القليلة المتبقية منها قبل دخول الكترشحين وممثليهم في فترة الصمت الانتخابي المقرّر في الأيام الثلاثة التي تسبق استحقاق السبت القادم.
تعرف الحملة الانتخابية لرئاسيات السبت 7 سبتمبر قبل أيام قليلة عن اختتامها وتيرة متسارعة بتركيز المترشحين وداعميهم على المسائل التي تشغل بال المواطنين وتهم حياتهم اليومية من أجل استمالة الناخبين وكسب ثقتهم.
وقد شهد الأسبوعان الأولان للحملة انتقال للخطاب الانتخابي من عرض شامل للأهداف الرئيسية والخطوط العريضة التي تتضمنها البرامج الانتخابية للمترشحين الثلاثة السيد يوسف أوشيش والسيد عبد المجيد تبّون والسيد حساني شريف عبد العالي إلى التطرق لأدق التفاصيل التي تعنى بتعزيز القدرة الشرائية للمواطن وبعث المشاريع التنموية واقتراح الحلول الواقعية لبعض المطالب الفئوية.
وقد استغل المترشحون منذ انطلاق الحملة الانتخابية كل الوسائل التي يتيحها القانون من أجل الترويج لبرامجهم الانتخابية ومخاطبة الجزائريين من خلال التجمعات الشعبية والنشاطات الجوارية وعبر وسائل الإعلام السمعية البصرية والمكتوبة ووسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها.
أهمية الاستحقاق الرئاسي
وقد ركز المترشحون وممثلوهم ومساندوهم على أهمية الاستحقاق الرئاسي المقبل في تمتين الجبهة الداخلية والحفاظ على الاستقرار والسيادة الوطنية مع التأكيد على كونه محطة مفصلية في مستقبل البلاد داعين إلى التجند والمشاركة الواسعة للمواطنين تحقيقا لتطلعاتهم.
كما تطرقوا إلى أهم المحاور الواردة في برامجهم الانتخابية وقدموا أمام المواطنين تعهدات والتزامات تتعلق بتحسين المستوى المعيشي ودفع عجلة التنمية واقتراح حلول في مجالات التشغيل والسكن وتعزيز القدرة الشرائية والحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة.
وفي هذا الصدد تعهد مرشح جبهة القوى الاشتراكية السيد يوسف أوشيش بتوفير جميع الظروف اللازمة لخلق فرص الشغل في مختلف مناطق البلاد وفقا لخصوصياتها الاقتصادية ورفع الأجر الوطني الأدنى المضمون وقيمة الإعانات العائلية واستحداث منح جديدة مقترحا إرساء نظام اقتصادي متوازن مع منح الكفاءات الوطنية الفرصة في المبادرة والاستثمار .
بدوره جدد المترشح الحر السيد عبد المجيد تبّون التزامه من أجل تعزيز الاستقرار الاقتصادي والانسجام الاجتماعي والاستمرارية في تحقيق المزيد من المكاسب والإنجازات متعهدا ايضا بخلق مناصب شغل جديدة وتعزيز مكانة الشباب في المجالس المنتخبة ورفع منح وعلاوات المتقاعدين والفئات المعوزة والمرأة الماكثة بالبيت والطلبة الجامعيين إلى جانب رفع منحة البطالة.
من جانبه ركز مرشح حركة مجتمع السلم السيد عبد العالي حساني شريف على ضرورة الإصلاح والتجديد بما يلبي طموحات المواطنين في دولة ديمقراطية واجتماعية ملتزما بدعم القدرة الشرائية للمواطن والاهتمام بالفئات الهشة ومراجعة معاشات التقاعد مع اعتماد منظومة وطنية لتحديد مستويات وأشكال الدعم.
خطاب طموح وبرامج ثرية
سلط محللون سياسيون الضوء على مميزات الحملة الانتخابية لرئاسيات 7 سبتمبر والتي ركز فيها المترشحون الثلاثة -حسبهم- على شرح برامجهم الانتخابية للمواطنين بعيدا عن التراشق والسجال السياسي متوقعين أن تكون نسبة المشاركة في هذه الانتخابات كبيرة بالنظر إلى أهمية هذا الاستحقاق ومختلف التحديات التي تواجهها البلاد.
وأكد المحلل السياسي عبد الحكيم بوغرارة في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن الحملة الانتخابية تجري في ظروف حسنة مبرزا نوعية خطابات المترشحين التي ابتعدت كليا عن المضامين السلبية وهذه خطوة مهمة جدا - بحسبه- لـ رفع مستوى الوعي عند الرأي العام والتخلص من كل الشوائب التي تؤثر على الحملة الانتخابية والاستحقاق الرئاسي .
كما أكد المتحدث أن المترشحين ركزوا في خطاباتهم خلال التجمعات الشعبية وفي مختلف المنابر الإعلامية على التعريف ببرامجهم الانتخابية واقتراح الحلول للتكفل بانشغالات المواطنين خاصة الملفات التي تمس المواطن بشكل مباشر على غرار السكن ورفع الأجور.
ويتوقع المتحدث أن تكون نسبة المشاركة قوية بالأخذ بعين الاعتبار نوعية ومجريات الحملة الانتخابية لأن الانتخابات الرئاسية تكتسي أهمية خاصة وبالتالي يدرك المواطن أن المشاركة فيها ضرورية من أجل تقوية الدولة مبرزا وعي الجزائريين بضرورة الحفاظ على نعمة الاستقرار وتعزيز اللحمة الوطنية لمواجهة الأخطار والمؤامرات الخارجية خاصة مع كثرة التوترات في بعض دول الجوار.
أفكار إيجابية مهمّة
من جهته أكد المحلل السياسي إدريس عطية أن الخطاب السياسي للمترشحين في الحملة الانتخابية طموح كما أن البرامج الانتخابية تتضمن الكثير من الأفكار الإيجابية المهمة التي تستجيب لتطلعات المواطنين خاصة ما تعلق بالإقلاع الاقتصادي كرهان وطني مشترك وبتعزيز السياسة الاجتماعية المستمدة من روح بيان ثورة أول نوفمبر الخالدة التي تؤكد على الطابع الجمهوري للدولة الجزائرية ناهيك - يضيف المتحدث - عن كل ما يتعلق بالسياسة الخارجية والأمن القومي.
ولفت المتحدث إلى الجهود الكبيرة التي بذلها المترشحون في التسويق للبرامج الانتخابية لتنوير الرأي العام بها خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي حيث يوجد نقاش بناء وهو ما يرسم معالم التفاعل الشعبي مع الحملة على حد تعبيره.
بدوره يرى المحلل السياسي رضوان بوهيدل أن المترشحون التزموا بالضوابط القانونية التي أقرتها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بشكل كبير . كما أن الخطاب حسبه لينا ومباشر وموجها للناخبين بدل التراشق وغيرها من المضامين المنافية .
وتابع يقول: من الواضح أن كل مترشح اهتم في حملته الانتخابية ببرنامجه الخاص دون الخوض في برامج غيره أو انتقاده كما جرت العادة في بعض المواعيد الانتخابية في الماضي بعد أن قام القانون بردع العديد من الممارسات السابقة .
وأبرز المتحدث ذاته أهمية الخطاب غير التقليدي والبعيد عن الشعبوية في إقناع الناخب للتوجه إلى صناديق الاقتراع الملاحظ في سير الحملة الانتخابية التي تتواصل فعالياتها منوها باستعانة المترشحين بمواقع التواصل الاجتماعي في الحملة الدعائية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 30/08/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum.dz/ar/index.php