حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري

في ظل المنحى التصاعدي المرعب
حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري

مرض السكّري الداء المرعب الذي يهدّد كل سكان العالم زحف إلى الجزائر ومسّ مختلف الفئات والشرائح العمرية.. أطفال شباب وكبار السن بحيث صار متفشيا بصورة تدعو إلى دق ناقوس الخطر والتكثيف من الحملات التوعوية والتحسيس بضرورة الكشف المبكر لحماية الصحة العمومية من مخاطر المرض وعواقبه الخطيرة.
نسيمة خباجة
مرض السكّري هو مرض مزمن وجب الحذر منه من طرف الأشخاص المعافين والتعايش معه من طرف المصابين وفق نظام حياتي محكم يقلص من أعراضه وعواقبه الخطيرة في حال عدم الاعتدال والإهمال بحيث تلحق تبعاته إلى مختلف الأعضاء في الجسم على غرار القلب والكلى والعينين وهو ما ينصح به الأطباء بحيث يحذرون من التساهل مع الداء الذي أضحى يُطلق عليه السهل الممتنع فهو بقدر سهولة التعايش معه بقدر عواقبه الخطيرة في حال إهمال العلاج الدوري وتناول الأدوية والالتزام بنمط حياتي محكم.
حقائق وأرقام مخيفة
رفعت منظمة الصحة العالمية هذا العام شعار كسر الحواجز وسد الفجوات بمناسبة اليوم العالمي للسكري حيث يوفر فرصة لرفع مستوى الوعي حول مرض السكّري باعتباره قضية صحية عامة عالمية وللتأكيد على الإجراءات الجماعية والفردية اللازمة لتحسين الوقاية من المرض وقد أصبح اليوم العالمي للسكري يوما رسميا في 20 ديسمبر من سنة 2007 وفق ما اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة. واختير يوم 14 نوفمبر للاحتفال بهذا المرض إحياءً لذكرى فريدريك بانتينج الذي شارك في اكتشاف الإنسولين مع تشارلز بست عام 1922.
تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي للسكري إلى ارتفاع ملحوظ في أعداد المصابين بمرض السكّري حول العالم خاصة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة وسط توقعات مخيفة بزيادة أعداد المصابين إذ يعاني من مرض السكّري أكثر من 420 مليون شخص حول العالم.
وتُظهر تقديرات المنظمة إلى أن (537) مليون شخص يعيشون حالياً مع مرض السكّري في جميع أنحاء العالم. وبحلول عام 2045 تشير التوقعات إلى ارتفاع هذا العدد إلى حوالي (783) مليون مصاب بالسكّري على مستوى العالم.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن أعلى معدل لانتشار السكّري في العالم يوجد في منطقة الشرق الأوسط إذ يبلغ عدد المصابين بالسكّري نحو (43) مليون مصاب لا سيما في دول كالأردن ولبنان ومصر والبحرين والكويت وعُمان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
ويُعلّق استشاري أول غدد صماء وسكري الدكتور موفق الحياري في تصريحاته لبي بي سي على أسباب انتشار المرض في منطقة الشرق الأوسط بقوله: يعود السبب الرئيسي لانتشار مرض السكّري إلى زيادة معدل السمنة وقلة النشاط البدني والنظام الغذائي الذي يتبعه الشخص . وهو ما أشارت إليه منظمة الصحة العالمية بشأن ارتفاع معدل زيادة الوزن والسمنة بين الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين (5 و19) عاماً إذ شهدت ارتفاعاً كبيراً من 4 في المئة عام 1975 إلى أكثر من 18 في المئة عام 2016.
حملات تحسيسية للكشف المبكر
بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي لداء السكّري المصادف لـ 14 نوفمبر من كل سنة ويحمل شعار هذا العام السكّري: الأولوية للرفاه من أجل صحة مستدامة وشعار وطني مرض السكّري والرفاه وبهدف رفع مستوى الوعي عند المواطنين حول عوامل الخطر وأعراض ومضاعفات داء السكّري وكذا أهمية التربية العلاجية من أجل التعايش مع داء السكّري تنظم وزارة الصحة عدة تظاهرات وحملات للتحسيس والتوعية للحد من انتشار المرض ومكافحته والحث على ضرورة الكشف المبكر بحيث تم بالجزائر العاصمة إطلاق حملات تحسيسية حول الكشف المبكر لمرض السكّري وذلك تزامنا مع إحياء اليوم العالمي لمكافحة هذا الداء.
وتهدف هذه الحملات المتواصلة التي تنظم تحت إشراف وزارة الصحة إلى رفع مستوى الوعي لدى المواطنين حول عوامل الخطر وأعراض ومضاعفات داء السكّري وأهمية التربية العلاجية للتعايش مع هذا المرض.
وفي هذا الصدد أوضح المدير العام للوقاية بوزارة الصحة الدكتور جمال فورار أن هذه الحملات التحسيسية التي تندرج في إطار إحياء اليوم العالمي لمكافحة داء السكّري تشكل فرصة لتحسيس المواطنين بخطر هذا المرض الذي يتسبب في مضاعفات سلبية لصحة الإنسان سواء بالنسبة للأطفال أو الكبار.
وبالمناسبة شدد الدكتور فورار على ضرورة اتخاذ جميع التدابير الوقائية لتفادي هذا المرض وذلك من خلال تحسين النمط المعيشي واتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني.
وبالمناسبة تم تنظيم عملية للكشف المبكر لمرض السكّري والتحسيس بخطورته بدعم من العيادة المتنقلة طريق الوقاية مما سمح للمواطنين بإجراء الفحوصات اللازمة على مستوى مارينا مول (أرديس سابقا) أيام 14 و15 و16 نوفمبر 2024 وخُصّصت في المقام الأول لترقية أنماط الحياة الصحية لدى الأطفال والبالغين المصابين بالسكّري.
كما تم أيضا تنظيم لقاء تكويني لفائدة الأطباء العامين بمراكز الصحة الجوارية لولاية الجزائر بغية ضمان التكفل الجيد بالمرضى إلى جانب إلقاء محاضرات حول مرض السكّري وضغط الدم.
للإشارة فقد برمجت وزارة الصحة حملة للفحص والتحسيس لمرض السكّري على مستوى قصر الشلالة يومي 18 و19 نوفمبر الجاري إلى جانب تنظيم ندوة تكوينية جهوية يوم 20 نوفمبر2024 بمنطقة الغرب للأطباء العامين على مستوى المعهد العالي للتكوين شبه الطبي لولاية تيارت وإطلاق الحملة الإعلامية التحسيسية والتشخيص حول مرض السكّري بدعم من العيادة المتنقلة من 20 إلى 24 نوفمبر 2024.