الجزائر

حمس تريد الفوز بالتشريعيات القادمة لفرض تحالفات جديدة



حمس تريد الفوز بالتشريعيات القادمة لفرض تحالفات جديدة
أعلن أبو جرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم، نهاية ما أسماه "دور التعاون الفني" الذي أدته حمس على مدار العشرين سنة الماضية، مشيرا خلال افتتاحه الدورة الثانية العادية لمجلس الشورى هذه السنة إلى أن حمس لم تؤد هذا الدور إلا من أجل الاستقرار والمصالحة وخدمة الدولة والحفاظ على كيانها،
مؤكدا أن حمس دخلت تقويما جديدا عنوانه خدمة الإسلام والجزائر وفلسطين، اعتمادا على المعايير الدولية للأداء السياسي دون أن يستثني من ذلك الجزائر التي دخلت هي الأخرى تقويما جديدا عنوانه جزائر ما بعد خمسينية الاستقلال وهي في منعطف تاريخي حاسم باعتبارها جزءا من الوطن العربي الذي يشهد هو الآخر تحولات عميقة. ونفى سلطاني،
وهو يخاطب أصحاب "الحل والعقد" في جهاز "التداول" في حركته، أن تكون حمس أو غيرها من الفاعلين السياسيين يرغبون في استنساخ النماذج التونسية أو المصرية وحتى المغربية،
فضلا عن اليمنية أو السورية أو الليبية". وأعلن أن حمس تريد "خيارا جزائريا مفتوحا بإرادة ذاتية حرة"، غير أنه استدرك مسلطا الضوء على موقع حمس ودورها،
مؤكدا أن حركة الراحل محفوظ نحناح "لاتزال شعرة الميزان المرجحة لمسار الإصلاحات" إذا ما قررت أن تنخرط بكل مؤسساتها في ديناميكية الطور الجديد وهي أمام خيارين لا ثالث لهما يقول سلطاني "إما أن تساهم في التحول الجاد من المشاركة إلى الشريك، وإما أن ترضى بسياسة الأمر الواقع" التي يبحث يقول سلطاني "صناعها عن أجراء لا شركاء" ليخلص في سياق حديثه عما أسماه " دور التعاون الفني"،
إلى التنبيه إلى أن "الظروف تغيرت وأن الأيام حبلى بالمفاجآت" ليختم حديثه بالتحذير من عامل "الأحداث المفاجئة" التي قد تقتحم القيادة، نافيا في هذا الإطار عن مثل هذه القيادة التي "تفاجئها الأحداث جدارة الاستمرار في موقعها" لتخلفها عما أسماه المعايير الدولية.

وعاد أبو جرة بعد استعراضه تفاصيل الواقع الجديد الذي تعيشه الجزائر، داعيا قواعد حمس وإطارتها إلى التشمير عن السواعد السياسية لخوض معركة وصفها بالمصيرية، تلميحا إلى معركة البرلمان القادم،
معتبرا أن المعركة حال كسبها من قبل حمس ستفرض خارطة سياسية جديدة تتغير على ضوئها كل المعطيات التي فرضتها عشريتا حالة الطوارئ. كما أكد سلطاني أن كسب رهان المعركة الانتخابية المقبلة ستمكن من إقامة تحالفات جديدة من شأنها تكريس واقع ما بعد المأساة.

ومن خلال القراءة العمودية لخطاب زعيم حمس، يتأكد أن سلطاني لم يقطع شعرة معاوية ولا تجاوز خط الرجعة ولا فوت فرصة انعقاد مجلس الشورى، ليمرر رسائل قوية إلى أقرانه من صناع السياسة في الجزائر عشية تحولات لا مناص منها، ت
ذكيرا لهم بقدسية شريعة المتعاقدين في العقود، ولكن دون الوقوع في محذور عامل المفاجأة والتأخر، كل هذا أمام اتساع رقعة الداعين أفقيا وعموديا في حمس وحتى من خارجها إلى ضرورة مراجعة مواقفها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)