الآن وفي هذا الوقت بالذات، وانطلاقا من أنه لابد للبلاد من وجود برنامج تنموي قوي طموح، واعد متفائل، تقوم مرتكزاته على قواعد صلبة تدفع بالوطن إلى الرقي والازدهار، تحمل على أجنحتها طموحات الشعب واهتماماته لترسو بها أينما تتوفر شروط العيش الكريم، وإيجاد أوسع لفرص العمل، والاستجابة الأفضل لرغبات السكن المتزايدة .وإنّ هذا لا يسطر ويبرمج إلا من خلال وجود حزب سياسي غالب يهيمن على الساحة السياسية ليس بالمعنى الديكتاتوري السلطوي، إنما بما يجعله يتحمل المسؤولية كاملة أمام الشعب، وبما يتيح للمعارضة من أن تتابع خطوات ذلك الحزب بالنقد والتعديل والتصويب.
إذا كان المطلوب من هذا الحزب المفترض والذي يحظى بأغلبية تؤهله لأن يتصرف بنوع من السيادة أن يكون حزبا جادا وفعالا يرعى الحدود، يحمي التخوم ، يصون القيم، ينافح، يناضل، ويعمل من أجل التمكين للبلاد أمام البلدان، وأن يرفه على الشعب أمام الشعوب، أن يعدل، أن ينصف، أن يبسط رداء القيم الحقة للديمقراطية وممارسة حرية التعبير.
فإنه على المعارضة أن تتحلى بمفهوم، أنّ التعاطي مع الديمقراطية وحرية التعبير، والخوض في غمار السياسة لا يتناقض مع الأخلاق البتة، ولا يتنافى مع احترام الآخر، وأن السياسة ليست منبرا للهمز واللمز وإحاكة الدسائس وتدبير المكائد واستعمال أساليب الزور والبهتان والإفك كبرامج تتداول يوميا على ألسنة الناطقين باسمها فحسب، تلك الأساليب والخطب التي صارت تعرف ببرامج من لا برنامج له.
الآن وفي هذا الزمن بالذات، مما يوجب أولا وقبل كل شيء أن نعض بالنواجد على ما وصلت إليه البلاد من رخاء وأمن واستقرار، حتى لا يضيع منا مرة أخرى بسبب فتح الباب على مصراعيه لمن أراد أن يتسيس، ومرحبا بتسييس الجميع، أو بسبب تهيئة مضمار السباق بكيفية تمنح الفرصة لمن أراد أن يجرب حظه بمشاركة جواده في المنافسة الانتخابية سواء كان وضيعا أو رفيعا يراهن عليه لكسب نتائج الامتحان، أن كان قد خصص لجر عربات السياحة أو عربات نقل البضائع، أو حرث الأرض ونقل المحاصيل الزراعية إلى البيادر ورسها تحت سياط الفلاحين وأهازيج المزارعين.
أكيد أن ميدان السباق الانتخابي الذي دخلته الجياد المتمرسة المدربة المروضة إلى جانب تلك الأمهار الجامحة، ولو أنه شتان بين المسلح والأعزل، والتي سوف تعدو جميعها، وتضبح، وتوري قدحا من حوافرها، وتثير بها نقعا على حد سواء، ذلك عند خط الانطلاق، أما عند نهاية المشوار فسيكرم المتسابق أو يهان.
وبما أن الإرادة شعبية، وإلى الشعب وحده تعود ملكية إدارة التنافس والتحكم فيه، فإنه سيجيد التحكيم لا محالة، ويعرف جيدا ويعي لمن يعطي ثقته، وهو المؤمن بالتجذر والتغلغل، ويفرق أيما تفريق ما بين المستمر الدائم الذي يستجيب لطموحاته ويتجاوب مع اهتماماته وبين عابر السبيل الذي يكرم في أحسن الحالات مثله مثل السائل والمحروم .
إن الشعب هو الذي يدرك تمام الادراك أن فضاءه شاسع وميدانه فسيح ومضماره شاق لا ينجح فيه سوى طويل النفس السابر للأغوار المتعود على أخذ زمام المبادرة كلما ألمّ بالبلاد خطب أو أحاط بها خطر، وأن الخيل لا تتساوى في الميدان حمحمة.... !؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/04/2012
مضاف من طرف : archives
صاحب المقال : صوت الأحرار
المصدر : www.sawt-alahrar.net