الجزائر

"حماس" تجري مراجعات فقهية للتفاوض مع الاحتلال مباشرة




الخارجية الفلسطينية تأسف لتصريحات واشنطن حول خطاب عباسكشفت مصادر في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" عن استطلاعات رأي ومشاورات داخلية تقوم بها الحركة، بين قادتها في عدد من الدول، إضافة إلى بعض المرجعيات السياسية والدينية، في شأن مراجعات داخلية تقوم بها الحركة. وأوضح قيادي في الحركة أن "هناك مراجعات محركها الأساسي الوضع في المنطقة العربية، ونتائج الحرب الأخيرة على قطاع غزة"، مشيراً إلى أن "حماس تبحث خلال المراجعات في شرعية الدخول في مفاوضات مباشرة مع العدو الصهيوني، باعتبار ذلك نوعاً من المقاومة، لتنهي بذلك، في حالة إتمامه، قراراً داخليّاً وعرفاً فلسطينياً بعدم الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل". وقال القيادي "إن الشعب الفلسطيني عانى بشدة من تعنت أطراف الوساطة خلال المفاوضات غير المباشرة الأخيرة، مع إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة أثناء العدوان". ولفت القيادي في "حماس" إلى أن "سلسلة المراجعات، التي تعد الأهم في مسيرة الحركة، تنطوي على شق سياسي كبير يسعى إلى إعادة رسم علاقات الحركة بشركاء الوطن، وتحديداً العلاقات مع السلطة الفلسطينية، وحركة فتح. كما ترى أوساط مقربة من المقاومة أن احتمال صدور قرار التفاوض المباشر مع الاحتلال نابع من التقييم السلبي الذي خلصت إليه المقاومة لدور بعض الوسطاء العرب، وهو ما تجلى خلال العدوان الأخير.كلام يشير إلى درجة السوء الذي وصل إليه الواقع العربي الرسمي، إذ أن "حماس" بمجرد تفكيرها في خوض مفاوضات مباشرة مع الاحتلال، كأنها تقول، إن تلك الخطوة قد تحمل مساوئ أقل من الإبقاء على دور بعض الوسطاء العرب، والأضرار التي قد تنجم عن هذا الدور الذي صبّ في بعض الأحيان في المصلحة الإسرائيلية المباشرة. وكان عضو المكتب السياسي للحركة، موسى أبو مرزوق، قد قال في تصريحات سابقة إنّ "الحركة" قد تضطر إلى خوض مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، بضغط شعبي في حال استمر الوضع في قطاع غزة على ما هو عليه من حصار خانق".وفي الأثناء، انتقد كينيث روث المدير التنفيذي لمنظمة هيومان رايتس ووتش خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة صباح الجمعة، لتردده وعدم حسمه الموقف حول الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، بحسب بيان للمنظمة. وقال روث إن "على عباس أن يتوقف عن الحديث عن العدالة بصفتها ورقة مساومة، ويتقدم لإعطاء المحكمة الجنائية الدولية الولاية القانونية في فلسطين، لأن ذلك حق من حقوق ضحايا جرائم الحرب في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني". وأكد مسؤول المنظمة الحقوقية الأميركية ضرورة المضي في تفويض المحكمة الجنائية الدولية حتى لو تطلب ذلك الوقوف في وجه قوى غربية قال إنها تمارس نوعا من "الضغط" و"البلطجة" على الرئيس الفلسطيني لثنيه عن ذلك، وأضاف روث أن عقود الإفلات شبه التام من العقاب عزّزت دوامة العنف الشرس، وجعلت الثقة اللازمة من أجل إحلال السلام بعيدة المنال أكثر من أي وقت مضى.من ناحية أخرى، عبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، عن أسفها واستيائها من تصريحات الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي، تعقيباً على خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. ووصفت ساكي خطاب عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك الجمعة الماضية بأنه هجومي، ومخيب للآمال. وأوضحت الخارجية الفلسطينية في بيان لها، أن "هذه التصريحات تؤكد مرةً أخرى على أن الولايات المتحدة تضع نفسها محامية للدفاع عن إسرائيل بشكل آلي، حتى لو كانت إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، قد ارتكبت جرائم متنوعة كما حدث مؤخراً في قطاع غزة قد ترتقي، حسب قول مؤسسات دولية في حقوق الإنسان إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)